تقرير عن عقد قران ابن زعيم داغستاني في أكثر من 3 آلاف كلمة

تسريبات «ويكيليكس» : أعده نائب رئيس البعثة الأميركية في مخاتشي قلعة

موقع ويكيليكس على الانترنت الذي نشر الوثائق السرية لوزارة الخارجية الاميركية، وتظهر صورة مؤسس الموقع جوليان أسانغ (ا ف ب)
TT

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية - في إطار تغطيتها لتسريبات موقع «ويكيليكس» عن برقيات وزارة الخارجية الأميركية - العديد من البرقيات والتقارير بعضها يكشف أسرارا سياسية وشخصية لم تكن معروفة من قبل أثارت ضجة في العالم وأحرجت الولايات المتحدة أمام العديد من حلفائها. وبعض التقارير بعيدة عن تلك المجالات، وتثير الدهشة، لعدم علاقتها بالعمل السياسي، مثل التقرير التالي الذي أعده دانييل راسل نائب رئيس البعثة الأميركية في داغستان. وهو تقرير مطول يصل حجمه إلى أكثر من 3400 كلمة وهو متعلق بزواج ابن رئيس شركة نفط داغستان من زميلة دراسة، إلا أنه يقدم صورة شاملة، ليس فقط عن تقاليد الزواج، بل عن الحياة الاجتماعية في داغستان.

ويبدأ التقرير بالإشارة إلى أن «الزواج عملية موسعة وتفصيلية في داغستان أكبر الأقاليم المستقلة في شمال القوقاز. ففي 22 أغسطس (آب) حضرنا حفل زواج في مخاتشي قلعة عاصمة الإقليم بين ابن عضو المجلس النيابي ورئيس شركة النفط قاضي ماخاتشيف، وزميلته في الدراسة. ولقد أخفى الحفل الفاخر وتناول كميات كبيرة من المشروبات جدية سياسة الأرض والعرق والعشائر والتحالفات. وتمثل قائمة المدعوين هيكل القوى في القوقاز».

وينتقل معد التقرير إلى الإشارة إلى تقاليد الزواج في داغستان الذي يعتبره «عملا جادا: منتدى لإظهار الاحترام، والوفاء والتحالفات بين الأسر». ثم يوضح أن عقد القران يتم عبر 3 أيام. في اليوم الأول تعقد كل من أسرتي العروس والعريس حفل استقبال منفصلا في الوقت نفسه وخلال الحفل «يقود العريس وفدا إلى حفل استقبال العروس ويصحبها إلى حفل استقبال أسرته، وعندئذ تصبح عضوا في أسرته وتتخلى عن أسرتها وعشيرتها. وفي اليوم الثاني يعقد والدا العريس حفل استقبال آخر، هذه المرة لأسرة العروس والأصدقاء الذين يمكنهم (فحص) الأسرة التي قدموا ابنتهم لها. وفي اليوم الثالث تعقد أسرة العروس حفل استقبال لوالدي العريس والأسرة».

ثم ينتقل معد التقرير في إطار تقديم والد العريس (غادزي)، إلى شرح البنية الاجتماعية في داغستان. ويوضح «غادزي بدأ كرئيس لعشيرة أفار. ولقد أبلغنا أنور كسرييف الخبير المتخصص في شؤون المجتمع الداغستاني أنه مع انكماش النفوذ السوفياتي في داغستان في أواخر الثمانينات، عاد المجتمع الداغستاني المعقد إلى البنية التي كان عليها قبل مرحلة الروس. والوحدة الأساسية هي (الجماعات). ومع تلاشى النفوذ الروسي، كونت كل جماعة ميليشيا للدفاع عن شعبها سواء في الجبال أو في العاصمة مخاتشي قلعة. وأصبح غادزي زعيما للجماعة في بورتناي. ثم أسس جبهة الإمام إسماعيل الشعبية التي استمدت اسمها من زعيم الأفار التاريخي وقائد المقاومة ضد الروس».

ثم يتحدث التقرير عن غادزي بقوله إن «تعاملاته في مجال النفط - بما في ذلك التعاون مع الشركات الأميركية - مكنته من الاحتفاظ بمنازل فاخرة في العاصمة مخاتشي قلعة وفي كاسبيسك وفي موسكو وباريس وسان دييغو بالولايات المتحدة، ومجموعة كبيرة من السيارات الفاخرة من بينها سيارة رولز رويس (الشبح الفضي) الذي صحب فيها ابنه دلغات زوجته عايدة إلى منزل أبويه.

وفي نقطة أخرى من التقرير المطول يوضح راسل نائب البعثة الأميركية أن غادزي بدأ يسعى لتطوير شبكة من الأنصار بعيدا عن قاعدته بين شعب الأفار. فقد أرسل مجموعات من الشباب الداغستاني، بمن فيهم أولاده إلى مدرسة ثانوية عسكرية في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية.

ثم يمضي التقرير قائلا إن «اهتمامات غادزي بقضايا تعدد الجنسيات تشرح ما ذكره لنا رئيس تحرير صحيفة (تشرنوفيك) الداغستانية من أن تطوير علاقات عمل بين العشائر العرقية أدى إلى انكماش الولاء إلى (الجماعات)».