مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يفتتح دورته الـ34

شهد مشاركة النجم ريتشارد غير وجولييت بينوش وحضورا ضعيفا لنجوم العالم العربي

فاروق حسني يرحب بريتشارد غير ضيف مهرجان القاهرة السينمائي (الشرق الاوسط)
TT

على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، تم افتتاح فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثين، مساء أمس الثلاثاء، وسط حشد من نجوم العالم، على رأسهم النجم العالمي ريتشارد غير والنجمة الفرنسية جولييت بينوش والكورية يون غونغهي، وبحضور وزير الثقافة المصري فاروق حسني ورئيس المهرجان الفنان عزت أبو عوف والنجم العالمي عمر الشريف ضيف شرف المهرجان. بدأ الحفل بكلمة للفنان عمر الشريف أكد فيها أنه يحب هذا المهرجان لأنه مهرجان بلده، كما أن المهرجان يضم زملاء الفن من جميع الدول، وهي مناسبة لاسترجاع الذكريات. ثم بدأ الفنان عزت أبو عوف كلمته قائلا إنه «شرف لي أن أكون رئيس المهرجان للدورة الخامسة على التوالي»، معربا عن سعادته برئاسة مهرجان بهذا الحجم، «الذي يعتبر المهرجان رقم واحد في العالم العربي وفي الشرق الأوسط، فيكفي أنه يحمل اسم القاهرة»، التي يعتبرها «هوليود الشرق ورائدة الفن بالنسبة للعالم ككل»، متمنيا «أن يظل موجودا في الأعوام المقبلة».

وتم إهداء الدورة الجديدة، التي تحمل شعار «مصر في عيون العالم»، إلى اسمي الممثلين الراحلين محمود المليجي وأمينة رزق، بمناسبة مرور مائة عام على ميلادهما، تكريما لمسيرتهما الفنية باعتبارهما من الوجوه السينمائية الخالدة.

وقد ضجت القاعة التي شهدت حفل الافتتاح بالتصفيق الحاد لدى حضور النجم العالمي ريتشارد غير والنجمة الفرنسية جولييت بينوش، اللذين يعدان من أبرز الشخصيات الفنية الأجنبية التي يكرمها المهرجان، وكانت الجماهير قد خشيت أن لا يتمكن ريتشارد غير من حضور حفل الافتتاح بسبب إغلاق مطاري القاهرة والإسكندرية بسبب كثافة الضباب منذ الساعات الأولى من الصباح.

وعقب تكريم ريتشارد غير داعب الحاضرين قائلا بلهجة مصرية «السلام عليكم»، مؤكدا أنها الزيارة الثانية له لمصر، وعبر عن حبه لمصر؛ فأهلها يتسمون بمحبة السينما، فهم أصحاب حضارة وتاريخ، ويعرفون السينما منذ اختراعها قبل أكثر من 100 عام، مختتما كلامه أن هذا التكريم يمثل له شيئا مهما. وأبدى ريتشارد غير سعادته البالغة لـ«الشرق الأوسط» موضحا أنها تعود إلى تكريمه في مهرجان بهذه الضخامة، ولمرافقة زوجته له خلال هذه الزيارة؛ حيث كانت تتمنى زيارة مصر منذ سنوات طويلة، موضحا أنه سوف يقوم بزيارة معالم الأقصر وأسوان. كما تم تكريم النجمة الفرنسية جولييت بينوش التي شكرت إدارة المهرجان على دعوتها وتكريمها قائلة باللغة العربية «شكرا». وكرمت الممثلة المصرية صفية العمري التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» عقب تكريمها بقولها: «أنا سعيدة جدا سعادة لا توصف»، وبسؤالها عن سبب تأخر هذا التكريم، قالت: «أنا أتكرم في الوقت المناسب وأرفض كلمة تأخر التكريم، فأنا أكرم وأنا ما زلت أعمل في السينما، وأنا سعيدة بهذا التكريم رغم تكريمي في مهرجانات كثيرة، ولكن هذا التكريم يمثل تكليلا لنجاحي على مدار تاريخي الفني الممتلئ بالأعمال السينمائية الكبيرة التي لا أعرف عددها». وبالإضافة إلى تكريم الفنانة ليلي علوي، تم تكريم مدير التصوير المصري رمسيس مرزوق. وعدد من الفنانين المصرين الذين نجحوا في الخارج كمدير التصوير والمخرج فؤاد سعيد مخترع السينيموبايل أو الاستوديو المتنقل، وصاحب برامج وأفلام تلفزيونية شهيرة في كندا، والمخرج المصري ميلاد بسادة، والممثل الشاب خالد عبد الله الذي يقيم في لندن والذي أكد أن هذا التكريم فريد من نوعه ويعتز به لأنه من بلده التي يعشقها على الرغم من حياته بالخارج، مؤكدا أنه فوجئ عند اتصال يوسف رزق الله المدير الفني للمهرجان لإخباره بهذا التكريم، إلا أنه أكد أن هذا التكريم شجعه كثيرا على الدخول للسينما المصرية.

وتتنافس على جوائز مسابقات المهرجان الثلاث، الدولية والعربية والأفلام الرقمية، 135 فيلما من 70 دولة، بينها 12 دولة عربية، وتضم المسابقة الدولية 16 فيلما من مصر والمجر والهند وروسيا واليونان وبلغاريا وإيطاليا والفلبين والأرجنتين وبولندا وتركيا وسويسرا وسلوفينيا وفرنسا ورومانيا وأيرلندا.

وتشهد الدورة الحالية للمهرجان مشاركة ضعيفة للأفلام العربية، فلا يوجد إلا فيلم «الشوق» للمخرج خالد الحجر، وهو الفيلم العربي الوحيد الذي تقوم ببطولته الفنانة المصرية روبي. وفسر النقاد ندرة الأفلام العربية المشاركة في مسابقة العام الحالي إلى المنافسة المحمومة بين مهرجانات السينما العربية وتقارب توقيتات انعقادها إلى حد كبير، حسبما أفاد الناقد السينمائي سلامة عبد الحميد في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط».

وهو الأمر الذي أشار إليه وزير الثقافة المصري بالقول: «أعتبر أن هذا التنافس المحموم يصب في صالح مهرجان القاهرة»، مشيرا إلى أنه «كان ولا يزال يمثل مصدر إلهام لكثير من المهرجانات الصاعدة والجديدة التي نعتز بها، ونحرص على مد يد الصداقة لها والتعاون معها، آملين في أن يكون تبادل الأفكار والرؤى السينمائية ذا منفعة للجميع».

وشهد الحفل فقرة لتقديم لجان التحكيم وتعريف الحاضرين بهم، والبداية كانت مع لجنة تحكيم الأفلام الديجيتال الطويلة التي يرأسها المخرج الكاميروني باسيك باكو بهيو، وتضم في عضويتها الممثلة المصرية نيللي كريم، والممثلة التركية سعدت أسيل، والمخرجة الفلسطينية نجوى نجار، والممثلة الهندية سيلينا جيلتي، والمخرجة المجرية اجنيس كوكسيس، ومن اليونان جورج بابا ليوس.

ثم كان التعريف بأعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية التي يرأسها المنتج المصري د. محمد العدل، وتضم الممثل المصري فتحي عبد الوهاب، والمخرجة السعودية هيفاء المنصور، والممثل السوري بسام كوسا والمخرج التونسي إبراهيم لطيف.

أما لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة، فيرأسها المخرج المكسيكي أرتوريبشتاين، وتضم في عضويتها المخرج المصري علي بدرخان وكاتب السيناريو محمد حفظي، والمخرج الأرجنتيني هكتور أوليفيرا والممثل الكندي ريمي جيرار، والممثل الهندي عرفات خان، والممثل المغربي محمد مفتاح، والممثلة التركية ميلم كومبول، والمنتج المجري أندرو فاجنا، ومن إيطاليا لوشيانو سوفينا مدير شركة «سيمنسيتا»، ومن جنوب أفريقيا الممثلة دينس نيومان ومن كوريا الجنوبية يون جانغ هي.

واختتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم البريطاني «عام آخر» للمخرج مايك لي الذي استمر عرضه 129 دقيقة.

ويعد مهرجان القاهرة السينمائي من أهم عشرة مهرجانات على مستوى العالم والأقدم في الشرق الأوسط، لكنه لم يحظ بإقبال من النجوم العرب هذا العام على عكس الأعوام الماضية، لدرجة أن قاعة الافتتاح كان مليئة بالأماكن الشاغرة، كما خلت «السجادة الحمراء» من الكثير من نجوم الصف الأول، التي يحلم أي نجم أن يمر عليها، وكالعادة ما زال نجوم السينما الشباب المصريون معلنين مقاطعة المهرجان، دون إبداء أي أسباب، ولم تظهر محاولات للوزير فاروق حسني وزير الثقافة لعلاج هذه المشكلة.

وشهد الحفل من النجوم محمود عبد العزيز ويسرا وحسين فهمي وزوجته لقاء سويدان ومصطفى فهمي وزوجته رانيا فريد شوقي ومحمود يس وفيفي عبده ولوسي ودينا وداليا البحيري ونادية الجندي والمنتج محمد مختار وزوجته رانيا يوسف وصفاء أبو السعود وجابي خوري وماريان خوري والمخرج محمد خان وخالد الحجر وأشرف فايق وصفاء جلال ودنيا ونيرمين الفقي وآيتن عامر ومنال سلامة وسوسن بدر وعبير صبري ونقيب الممثلين د. أشرف زكي وزوجته روجينا وخالد عبد الجليل وتامر عبد المنعم وطارق علام ونضال الشافعي وشيري عادل، ومن الفنانات العرب جومانا مراد ونيكول سابا وميس حمدان، إلى جانب رجل الأعمال نجيب ساويرس، فيما قدم الحفل الممثل آسر ياسين والممثلة أروى جودة.

وقد اختار منظمو المهرجان وجه الملكة نفرتيتي ليكون شعارا للمهرجان، حيث يعرض 18 فيلما على مدار تسعة أيام من مختلف دول العالم تدور أحداثه على أرض مصر أو يتناول شخصيات تاريخية مصرية.

ومن الأنشطة المستحدثة خلال هذه الدورة، ملتقى القاهرة السينمائي، الذي يتنافس فيه ثمانية وعشرون سيناريو من مختلف الدول العربية يمنح الفائز منها جائزة قدرها مائة ألف جنيه مصري (نحو 17544 دولارا).

* ريتشارد غير: أفضل أوقات حياته كانت لحظة ميلاد طفله

* كشف النجم الأميركي ريتشارد غير عن انتهائه من فيلم جديد بعنوان «دوبل» تجري أحداثه خلال العشرين عاما الماضية ويقوم فيه بدور جاسوس. والفيلم يدور في عالم المخابرات والجاسوسية، وهو أول أفلام كاتب السيناريو المعروف مايكل برانت كمخرج، وتم الانتهاء من تصويره قبل شهرين ولن يتم عرضه قبل ستة أشهر.

كما تحدث النجم السينمائي العالمي عن فيلم آخر انتهى من تصويره، لم يذكر اسمه، لكنه قال إنه فيلم ساخر يشارك فيه أكثر من 15 ممثلا كلهم يقومون بأمور سخيفة جدا تثير كثيرا من الضحك.

وحول أفضل أوقات حياته قال غير إنها كانت لحظة ميلاد طفله، مشيرا إلى أن كل من لديهم أطفال يقدرون هذا الشعور تماما ويعتبرونه الأفضل على الإطلاق، موضحا أن تعلقه بطفله وحرصه على قضاء وقت أطول معه يمنعه من العمل بالمسرح الذي بدأ حياته فيه.

عاد النجم الأميركي الكبير لبداياته الأولى، قائلا إنه بدأ مشواره الفني راقصا وموسيقيا وأنه كان يحب أن يستمر كموسيقي قبل أن يحترف التمثيل، لكن لحظة التحول كانت في سن الـ19 أثناء دراسته بالجامعة عندما تلقى اتصالا هاتفيا بنجاحه في اختبار للتمثيل.

وأضاف أن الموسيقى لم تفارقه على الإطلاق رغم انشغاله بالتمثيل، موضحا أن الفضل كله ينسب لأمه التي كانت تدعمه لتعلم الموسيقى التي قدم بسببها عددا من الأعمال الموسيقية، لكن سعادته ما زالت أكبر عندما يعزف في منزله.

وفيما يخص تقديم أعمال في مصر، قال غير إن تقديم الأفلام أصلا أصبح وضعا صعبا للغاية «عندما نتحدث عن فيلم جاد، فإن الأمر صعب جدا، فميزانية أي فيلم عادي مبدئيا تتجاوز في هوليود 100 مليون دولار والإيرادات لا تغطي أبدا تلك الأرقام».

وحول القيام ببطولة فيلم سينمائي في مصر، قال النجم الأميركي إن الأمر بالنسبة له يعتمد على سيناريو جيد وتواصل مع منتج محترف، مضيفا: «أنا أرحب جدا بتقديم فيلم مصري لو توفرت قصة جميلة ومخرج جيد ومتمكن من أدواته وإنتاج قوي يوفر لي كل ما يحتاجه الفيلم».

وأشار إلى أنه كان متعلقا لفترة طويلة بالسياسات في الشرق الأوسط وأن زيارته للأراضي الفلسطينية كانت مميزة جدا، خاصة أنها تمت في وقت كان فيه حظر تجوال وأن عددا من أصدقائه نصحوه بعدم الدخول خوفا على حياته، لكنه أصر على إكمال الرحلة ليكتشف أن الفلسطينيين «طيبون ورائعون». وقال إن نسبة بسيطة من الشعبين الفلسطيني واليهودي هي المسؤولة عن الأزمة القائمة، بينما باقي الشعبين يريد العيش بسلام.

* جولييت بينوش تزور الأهرامات وأبو الهول

* قامت الفنانة الفرنسية جولييت بينوش ضيفة المهرجان، بجولة سياحية لزيارة معالم القاهرة، حيث تضمنت زيارتها منطقة أهرامات الجيزة وأبو الهول، والمتحف المصري، وغيرها من المناطق الأثرية. وعبرت بينوش عن سعادتها الغامرة بوجودها في مصر وتكريمها في حفل افتتاح المهرجان. وقالت بينوش، في مؤتمر صحافي إنها تربت منذ طفولتها على عشق الثقافة المصرية القديمة لكنها كانت متشوقة أكثر لمعرفة المزيد على أرض الواقع، مشيرة إلى أنه أحساس رائع أن تقترب من نهر النيل وأن تلمس مياهه وأن تزور الآثار في جنوب البلاد.

وتحدثت بينوش عن زيارتها لطهران مع المخرج عباس كيارستمي الذي قدمت معه فيلما متميزا، وقالت إنها كانت تظن إيران بلدا صعبا جدا وخشيت أن تزوره خوفا من القتل والقمع، لكنها عندما زارته اكتشفت بلدا حقيقيا يضم الكثير من البشر الحقيقيين، على حد قولها. وأوضحت أنها لا تميز بين المخرجين على أساس الجنسيات وإنما يهمها رؤية المخرج وقدرته على تقديم الأعمال الجيدة لأن الممثل يقدم نفسه من خلال تلك الرؤية للجمهور، مشيرة إلى أنها لا ترفض أبدا العمل مع مخرج عربي أو مصري. وتابعت بالقول إنها تعشق عمل المخرج وكانت تحب أن تكون مخرجة، لكن وضعها كأم وممثلة يمنعها من ذلك، حتى أنها لا تجد الوقت لمتابعة الأفلام الجديدة ومعرفة أسماء المخرجين الجيدين وأنها تعتمد بشكل أساسي في اختيار أعمالها على قراءة جيدة للنصوص وتواصل مع الأشخاص يجعلها على قناعة بقدراتهم.

وقالت إنها لا تتحدث في السياسة، حتى عندما تحدثت عن القضية الفلسطينية كانت تتحدث من منطق إنساني، منوهة إلى أنه على الجميع التحلي بنوع من الشجاعة لإنهاء الأزمة. وكشفت بينوش عن مشروع جديد لها لتقديم فيلم وثائقي في صعيد مصر يتحدث عن علم المصريات والثقافة القبطية، مشيرة إلى أنها ستزور مصر مجددا العام المقبل لزيارة مناطق التصوير والحديث بشكل مستفيض مع صناع الفيلم.

وقالت عن حصدها عشرات الجوائز: «إنها لا ترى نفسها نجمة عظيمة والعالم لا يضم نجوما عظاما ولا مخرجين عظاما كثيرين وهذا أمر طبيعي تماما» وأنها شخصيا لا تفكر عندما تقدم فيلما جديدا فيما يمكن أن يحصده من جوائز على الإطلاق.