حملة لجمع تبرعات لتأسيس متحف البصرة

يشرف عليها المتحف البريطاني بتكلفة 5 ملايين دولار

TT

أطلق المتحف البريطاني حملة لجمع التبرعات لإنشاء متحف جديد في مدينة البصرة في جنوب العراق. ومن المعروف أن المتحف الأصلي في حالة سيئة، وفي منطقة غير آمنة من المدينة. وتدعو الخطة إلى استبدال مؤسسة في قصر البحيرات به - وهو واحد من القصور السابقة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والتي يمكن أن تعرض فيها معروضات من مجموعة المتحف البريطاني نفسه.

وتجدر الإشارة إلى أن المشروع هو محاولة لوضع مشروع ثقافي إيجابي في البصرة، وهي المنطقة الواقعة في جنوب العراق التي كانت القوات البريطانية تحتلها خلال العرب. وكانت البصرة بلا متحف منذ حرب الخليج الأولى عام 1991، عندما تم إفراغ متحفها من المعروضات ونقلها إلى بغداد للحفاظ عليها.

والمعروف أن المتحف البريطاني يشارك في هذا المشروع منذ طرحه عام 2008. وقال جون كورتيس، أمين مجموعات الشرق الأوسط في المتحف «إنه من الأهمية بمكان وجود مشروع ثقافي في هذه المنطقة التي تمزقها الحروب». وأضاف «لا يوجد متحف مهم في الوقت الراهن، ونأمل أن يصبح ذلك نموذجا للمنطقة، ليس فقط للبصرة ولكن لجنوب العراق بأكمله». ومن المعروف أن المتحف المقترح في المدينة التي كانت تتمركز فيها القوات البريطانية لمدة أربع سنوات منذ عام 2003، هو فكرة الفرقة الثالثة للجيش البريطاني، بقيادة الميجور جنرال بارني وايت سبونر. وقد شاركت في عملية البحث عن موقع مناسب لمتحف إقليمي، إلى أن تم العثور على قصر البحيرات. وقد وافقت السلطات العراقية على تحويل القصر إلى متحف جديد، ليس فقط لمدينة البصرة ولكن لجنوب العراق، بل للمنطقة بأكملها.

وسيتم إحضار معظم المعروضات من مناطق خزنها في العاصمة بغداد، إلا أن هناك بعض المعروضات موجودة في المنطقة. ومن المتوقع أن تشمل المعروضات كنوزا سومرية من مواقع الاستكشافات الشهيرة مثل أور الكلدان وأوروك.

وسيعرض المتحف تاريخ وآثار العراق في ثلاث قاعات مخصصة لسومر وبابل والسريان، بينما سيجري تخصيص قاعة أخرى لتغطية تاريخ منطقة البصرة في عصور ما قبل الإسلام وما بعده.

وتم تقدير تكلفة تجديد قصر البحيرات وتجهيزه بصناديق العرض بما يقرب من 5 ملايين دولار. وقد تم تشكيل «جمعية أصدقاء متحف البصرة»، وهي جمعية خيرية بريطانية، لهذا الغرض، لجمع الأموال لاستكمال المشروع في العام القادم. وعقب ذلك ستتولى الهيئة العامة للآثار والتراث بالتعاون مع المجلس الإقليمي للبصرة إدارة المشروع.

وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أنه عندما طرحت الفكرة للمرة الأولى كان من المأمول أن تمول المشروع الحكومة البريطانية.

والجدير بالذكر أن قصر البحيرات هو واحد من 50 قصرا بناها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في أنحاء العراق، ولم يستخدم معظمها. وأوضحت الصحيفة أن القصر المطل على شط العرب هو أقرب إلى صوان منه إلى قصر، وهو مناسب من حيث الحجم لمتحف إقليمي.