عالمة سعودية تخلع «رداء» الطب وترتدي «معطف» سيدات الأعمال

في حفل لغرفة الشرقية ضم نحو 400 سيدة.. اختلطت لغة «المال» بـ«العلم» ونكهة «الموضة»

رئيسة مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام الدكتورة خولة الكريع («الشرق الأوسط»)
TT

في لقاء «أنيق» ضم نحو 400 سيدة، واختلطت فيه لغة «المال والأعمال» مع عالم «الطب والأبحاث»، أطلقت غرفة الشرقية مساء أول من أمس حفلها السنوي للسيدات، وجاءت ضيفة شرف هذا العام عالمة سعودية؛ إذ خلعت رئيسة مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام الدكتورة خولة الكريع، رداء الطب؛ لترتدي معطف سيدات الأعمال، داعية لـ«الاستثمار في المرأة» على وقع الأضواء «الأرجوانية» التي زينت المكان، ومع تباهي السيدات بأحدث أزياء موسم «الشتاء» التي خطفت أنظار الحضور.

وقالت الكريع، خلال كلمتها: «فترة ليست بالطويلة تلك التي تفصل بين حصول المرأة السعودية على حقها في التعليم العام إلى وصولها إلى أعلى الدرجات العلمية ونبوغها في جميع المجالات العلمية والاقتصادية وغيرها، فالمرأة السعودية تشكل 60% من عدد المنتسبين إلى الدراسات العليا، وتشكل 41% من حملة الماجستير، و44% من حملة الدكتوراه، فالاستثمار في المرأة في الشرق الأوسط بصورة عامة والمرأة السعودية بصورة خاصة، حاجة اقتصادية عظمى».

وأشارت العالمة السعودية، التي كرمها خادم الحرمين الشريفين بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، إلى أن المرأة السعودية «أصبحت تطرق أبواب العمل في مجالات عدة كانت إلى وقت قصير حكرا على الرجل»، قائلة: «على الرغم من التراجع الاقتصادي وتقلص الفرص الاقتصادية في أجزاء مختلفة من العالم، فإن هناك تحركا تصاعديا للمرأة في السعودية في المجالات كافة».

وتناولت الكريع، على هامش الحفل، المردود العلمي للاستثمار في الأبحاث الطبية، قائلة: «الدولة تنفق الملايين على مريض السرطان من لحظة إصابته بالمرض وحتى علاجه، لكن عندما تصل أبحاث السرطان إلى أن تجد علاجا بوقت مبكر أو وقاية من الإصابة، فإن هذا أكبر استثمار يمكن عمله في تاريخ البشرية». وأضافت: «نحن نعيش اليوم في عصر ذهبي من ناحية تمويل الاستثمار في الأبحاث الطبية؛ لأن الميزانيات المخصصة أصبحت تعطى بطريقة مدروسة أكثر من السابق».

كانت هند الزاهد، مديرة مركز سيدات الأعمال بغرفة الشرقية، قد افتتحت الحفل، مؤكدة أنه يأتي اليوم بعد مرور 6 سنوات على تأسيس المركز الذي وصفته بأنه يمثل «دعما لدور المرأة في خدمة وطنها ومجتمعها، وتطويرا لدور سيدات الأعمال في خدمة الاقتصاد الوطني»، بينما استعرضت بعض الفعاليات والإنجازات التي حققها مركز سيدات الأعمال في الفترة الأخيرة.

وبصحبة عالم «الطب والأبحاث» ولغة «المال والأعمال»، بدا لافتا الحضور القوي لأحدث صيحات أناقة موسم الشتاء لهذا العام، التي تلفت الأنظار منذ لحظة دخول السيدات الخيمة الأرجوانية على السجاد الأحمر الطويل الشبيه بمراسم استقبال نجمات هوليوود، وحتى الوجود في الصالة الرئيسية التي تفوح منها رائحة عطور «شانيل» وتضج بأفخر حقائب «كلوي» و«هيرمس»، وتتباهى على أضوائها الخافتة المعاطف الشتوية والأزياء الباريسية الراقية.

من جهتها، اعتبرت رئيسة مجلس شابات الأعمال المهندسة، إيلا الشدوي، أن الحفل السنوي للغرفة هو «فرصة للتعارف بين سيدات أعمال المنطقة»، وأفصحت لـ«الشرق الأوسط» عن توجه المجلس في الفترة المقبلة للشروع بالتحرك لتفعيل عدة قضايا تخص عمل المرأة، تأتي على رأسها قضية المدير العام (الرجل) والسماح للمرأة بإدارة أعمالها بنفسها.

في ختام الحفل، زفت غرفة الشرقية السيدتين اللتين فازتا ضمن المشاريع الحاصلة على الجوائز التقديرية لأفضل منشأة واعدة، وذلك على وقع تصفيق الحاضرات؛ حيث كرمت الأميرة جواهر بنت نايف، حرم أمير المنطقة الشرقية، كلا من: المهندسة آلاء حريري، الفائزة بالمركز الثاني في قطاع مشاريع التصميم الداخلي والديكور عن «مكتب آلاء حريري للعمارة والتصميم الداخلي»، ونوره المقيطيب، الفائزة بالمركز الثاني في قطاع السياحة والترفيه عن «مطعم نوريات للطبخ».

وتحدثت لـ«الشرق الأوسط» المهندسة آلاء حريري، موضحة أن مفتاح السر في فوزها هو «التركيز على بيئة العمل الداخلي وعلى الفرد المنتج نفسه». وأضافت: «هذه الجائزة تعني حافزا ورسالة يتضمنان تقدير بلدي لي».. إلا أنها نفت أن يكون فوز مشروعها متعلقا بكونها سيدة، وذلك في ظل كونه أول مكتب هندسي نسائي في المنطقة الشرقية، وقد تم افتتاحه قبل سنتين ونصف السنة فقط.