200 عام على فساتين الزفاف بأنامل أشهر المصممين الفرنسيين

ضمن معرض يستضيفه متحف «غاليرا» الفرنسي في عمان

فساتين أفراح تروي قصة 200 عام من الموضة الفرنسية («الشرق الأوسط»)
TT

ثلاثون فستان زفاف من مجموعة متحف «غاليرا» الفرنسي انتقلت إلى المتحف العماني - الفرنسي في العاصمة مسقط لتشكل معرضا يحكي موضة فساتين الزفاف في الفترة الممتدة من عام 1810 إلى 2010 تحت عنوان «مائتا عام من فساتين الزفاف الفرنسية».

هذه الفساتين لا تزال تحمل بريقا لا يخفى ويشعر الزائر بأنها تبث مشاعر الحب والفرح من حولها. وهي تعتبر مجموعة مختارة من متحف الموضة الذي يقع في قلب العاصمة الفرنسية باريس في قصر الدوقة «غاليرا» القديم الذي يحوي عددا من أفخم الأزياء. وإلى جانب الفساتين المعروضة التي تعتبر من أشهر قطع الأزياء التاريخية يضم المعرض مجموعة رائعة من الإكسسوارات والمقتنيات النادرة ليوم الزفاف، بدءا من حذاء الزفاف الأبيض وصولا إلى مشط العروس ومروحتها والمشد الذي كان يستعمل في القرن الماضي والذي كان مدعما بقضبان مصنوعة من أضلاع الحوت، وصندوق ذهبي يعود إلى عام 1813 يعتبر من الأساسيات التي كانت تحملها العروس عند السفر. كما تم عرض بطاقة الدعوة لحفل زفاف الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول من ماري لويزا في عام 1810. ومن بين المقتنيات المميزة لمتحف «غاليرا» تم عرض عقد من الصدف يقدر بأنه يعود إلى نحو 27 ألف عام ويعتبر من أقدم قطع الزينة، وهو يعرض للمرة الأولى خارج فرنسا.

يزيد سحر فساتين الزفاف المعروضة بارتباطها بأنامل عدد من أشهر مصممي الأزياء الفرنسيين، أمثال كريستيان ديور وكارل لاغرفيلد لدار «شانيل» وكريستان لاكروا وباكو رابان وايف سان لوران ومرسال روشاس، وغيرها الكثير من الأسماء اللامعة. أما الفساتين التي تعود إلى القرن التاسع عشر فلم تكن دوما موقعة، بمعنى أن مصمميها غير معروفين اليوم عند المختصين في عالم الموضة.

وتحكي هذه الفساتين العادات الخاصة باحتفالات الزواج على مدى مائتي عام تقع أحداثها على فترتين تفصلهما حقبة الستينات، حيث كانت أزياء الزفاف ما قبل هذه الحقبة تتبع حرفيا القصات والتفصيلات المتعارف عليها في عالم الموضة آنذاك، التي يجمعها مع فساتين ما بعد الستينات اللون الأبيض أو العاجي والطرحة، إلى حد كبير.

ويقدم المعرض أيضا ما يسمى بفستان الصباحية، وهو الفستان الذي كانت ترتديه العروس في اليوم الذي يلي زفافها، وهذا كان أمرا شائعا في القرن التاسع عشر. وليس من الضروري أن يكون فستان الصباحية أبيض اللون بل نجد الفستان المعروض الذي يعود إلى عام 1855 باللون الأزرق. كما نجد فستان الزفاف ذا الأكمام القصيرة الذي كانت ترتديه العروس في سهرة زفافها.

وترافق عرض فساتين الزفاف مع عرض مجموعة من مجلات الموضة والصور التي تظهر عرائس بين 1810 و2010. كما تم عرض فستان الزفاف الذي ارتدته دوقة اورليانز في حفل زفافها في عام 1969، وهو من تصميم ايف سان لوران.

وتقول كريمة الفارسي مسؤولة المتحف العماني - الفرنسي الذي استضاف هذا المعرض، إن الإقبال فاق التوقعات من العمانيين أو الأجانب، وكذلك هناك أعداد كبيرة من السياح الذين يزورون مسقط، حيث إن هذه الفترة تعتبر فترة الاستقطاب الأكبر للسياح في سلطنة عمان. وتعتبر الفارسي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن جمالية المتحف العماني - الفرنسي الذي يعود بناؤه إلى 170 عاما مضت تضيف بعدا تاريخيا وتراثيا جميلا على المعروضات، كما أن قاعاته المفتوحة وأبوابه الخشبية المحفورة تعطي إحساسا للزائر بأنه يطلع حقيقة على حقبة تاريخية طويلة.

يذكر أن هذا المعرض يقام بتنظيم من السفارة الفرنسية في مسقط، مشاركة منها في الاحتفالات الجارية في السلطنة بمناسبة العيد الوطني الأربعين.