مصر تغلق منتجع شرم الشيخ أمام السائحين لحين قدوم خبراء بحار عالميين

جمعية الحماية البيئية تحذر من «الصيد والقتل العشوائي»

زورق تابع لمحميات جنوب سيناء وجهاز شؤون البيئة يقوم بعمليات مسح وتمشيط لأحد الشواطئ (أ.ب)
TT

استدعت هجمات أسماك القرش القاتلة مؤخرا بمنتجع شرم الشيخ المصري صورة راسخة في أذهان العالم أجمع، منذ أن أبدع المخرج العبقري ستيفن سبيلبرج، أحد أشهر أفلامه «فكان» (Jaws) عام 1975، الذي عرف في العالم العربي بعنوان «الفك المفترس» عن رواية للكاتب بيتر بينشلي، الذي استلهم عالم البحار في معظم أعماله.

وكأن المخرج والكاتب أبصرا لمحة مستقبلية، فإن أحداث الفيلم دارت حول منتجع سياحي أميركي، تخيلي، قامت أسماك القرش المفترسة بمهاجمة مرتاديه.. وحاول المسؤولون عن الشاطئ طمأنة السائحين بأن الأمر قيد التحكم، وأنه لا توجد خطورة للأمر، ولكن مع تكرار تعرض الضحايا للهجمات، رضخ المسؤولون، واستعان رجال الأمن بخبراء بحريين لمكافحة القروش القاتلة.

الأحداث السابقة تحققت على أرض الواقع بالفعل في منتجع شرم الشيخ في الأسبوع الماضي، وكان آخر تلك الأحداث قرار محافظة جنوب سيناء بالاستعانة ببيوت خبرة عالمية من أستراليا وأميركا متخصصة في دارسة أسماك القرش، للقيام بدارسات بحرية حول الأسباب التي أدت إلى هجومها على السياح بالمنتجع، الذي أسفر عن مقتل سائحة ألمانية وإصابة ثلاث سائحات روس وسائح أوكراني في عدة هجمات.

وقال اللواء أحمد الاتكاوي، سكرتير عام محافظة جنوب سيناء، إن الخبراء سيصلون في وقت لاحق إلى شرم الشيخ، للبدء في الدارسات، مضيفا أنه تم إيقاف محاولات اصطياد أسماك القرش مؤقتا، نظرا لصعوبة تحديد الأسماك المسؤولة عن مهاجمة السائحين والأسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك الهجوم.

وتابع الاتكاوي أن زوارق تابعة لمحميات جنوب سيناء وجهاز شؤون البيئة تقوم حاليا بعمليات مسح وتمشيط للمنطقة، التي وقع بها الحادث من شمال خليج نعمة وحتى رأس نصراني، لدارسة التغيرات البحرية بها، التي قد يكون لها علاقة بهجمات القرش. وأضاف أن غواصين محترفين يقومون أيضا بعمليات غطس في المياه العميقة لرصد التغيرات التي حدثت أسفل المياه وتسببت في تغيير سلوكيات أسماك القرش.

وقال الاتكاوي إن إغلاق شواطئ المنطقة التي وقعت بها الهجمات فقط سيستمر أمام رياضة الغوص والسباحة في المياه العميقة، بينما يستمر فتح الشواطئ أمام السياح لممارسة الرياضات الشاطئية دون النزول إلى المياه. مضيفا أنه تم فتح شواطئ بديلة لممارسة رياضات الغوص بالمنطقة القريبة من محمية نبق، وأكد أن هذه الإجراءات الاحترازية تأتي كخطوة لتوفير الأمان اللازم للسائحين. وعلى الرغم من صدور تحذيرات من وزارات الخارجية في عدة دول، منها الخارجية البريطانية، لرعاياها في شرم الشيخ من ضرورة اتخاذ الحيطة بعد الهجمات الأخيرة، فإن الاتكاوي يعلق قائلا: إنه لم يظهر أي تأثير على حركة الأفواج السياحية القادمة إلى شرم الشيخ حتى الآن. وكانت سائحة ألمانية قد لقيت حتفها أول من أمس الأحد في هجوم جديد لسمكة قرش أثناء قيامها بالسباحة أمام شاطئ أحد الفنادق بشرم الشيخ، حيث التهمت السمكة الفخذ والكوع اليمنى للسائحة البالغة من العمر 70 عاما.

وأصيب أربعة سائحين آخرون، نتيجة مهاجمة سمكة قرش لهم الأسبوع الماضي، مما أدى لبتر بعض أعضائهم، وتم نقلهم إلى المستشفى.

وفي اليوم التالي قالت السلطات البيئية المصرية: إنها تمكنت من اصطياد سمكتي قرش مفترستين هاجمتا السائحين، إلا أن جمعية الغردقة للحماية البيئية قالت في بيان أصدرته يوم الجمعة الماضي إن صور القروش المقتولة وصور القرش المهاجم التي التقطت قبل وقت قصير من الهجوم تشير إلى أنها ليست الأسماك نفسها.

وقالت وزارة البيئة المصرية يوم الخميس الماضي إن القروش التي تم اصطيادها وقتلها تطابق الأوصاف التي أعطاها الغواصون الذين أنقذوا ثلاث سائحات روسيات وسائحا أوكرانيا بعد هجومين يومي الثلاثاء والأربعاء.

وأضافت أن أسماك القرش التي اصطادتها سلطات الحفاظ على البيئة في مصر وقتلتها ليست هي المسؤولة عن هجمات على أربعة غواصين أجانب في منتجع على ساحل البحر الأحمر، وأن القرش الذي قام بالهجمات ما زال طليقا. وأضافت الجمعية أن هجمات أسماك القرش نادرة للغاية، وحذرت من «الصيد والقتل العشوائي» للقروش الضخمة في المنطقة. وقالت الجمعية إنه من الواضح أن الهجمات الأخيرة قام بها قرش منفرد يتصرف بشكل غير طبيعي.