مصر تحصد 5 من جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

وزير الثقافة تغيب عن الحفل للمرة الأولى.. وجدل وراء الكواليس حول «الشوق»

TT

لم يكن حفل اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي زاهيا كثيف الحضور من جانب نجوم الصف الأول كحفل ختامه، حسبما رأى نقاد ومراقبون، بينما لمحت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى جدل دار خلف الكواليس بين أعضاء لجنة التحكيم حول منح الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية الهرم الذهبي الذي تنافس للحصول عليه 16 فيلما من عدة دول.

فبقدر ما شهد حفل الافتتاح إقبالا من كبار الفنانين المصريين والعالمين، شهد حفل الختام، الذي أسدل الستار أول من أمس (الخميس) على المهرجان المصنف في المستوى الثالث بين المهرجانات الدولية السينمائية، فقرا ملحوظا من هذه الناحية. حتى إن الممثلة روبي، إحدى بطلات فيلم «الشوق»، وهو العمل المصري الفائز بالجائزة الأهم بالمهرجان، لم تحضر الحفل الذي كُرم فيه زملاؤها في العمل. وفسر مراقبون هذا العزوف الجزئي بتزامن موعد الحفل مع بدء فعاليات مهرجان مراكش الدولي بالمغرب.

وحرص على حضور حفل الختام، الذي قدمه الفنان آسر ياسين والفنانة أروى جودة: النجم العالمي عمر الشريف وليلى علوي وبسمة وفيفي عبده ورغدة، التي شكت عدم تمكنها من دخول القاعة وانتظارها لمدة ثلث ساعة خارج القاعة.

جدير بالذكر، أن حفل الافتتاح شهد استضافة كبار النجوم العالميين وتكريمهم، وأهمهم: الأميركي ريتشارد غير والفرنسية جولييت بينوش، جنبا إلى جنب مع عدد كبير من نجوم الصف الأول المصريين. في المقابل، تغيب وزير الثقافة المصري فاروق حسني عن حفل الختام، وذلك للمرة الأولى منذ عدة دورات، كما لم يحضر الحفل عدد من أعضاء لجنة التحكيم، بينهم المخرجة السعودية هيفاء المنصور والممثل الهندي عرفان خان والمصرية نيللي كريم. في حين حرص النجوم الذين حصدوا الجوائز على الحضور، كعمرو واكد وخالد أبو النجا، باستثناء روبي التي لم يكشف بعد عن سبب تغيبها.

وقالت مصادر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: إن الفيلم المصري الحاصل على جائزة الهرم الذهبي لاقى استحسانا من جانب أعضاء هيئة التحكيم الأجانب، في حين لم يلق المستوى ذاته من التشجيع من جانب الأعضاء المصريين في هيئة التحكيم؛ حيث رأى فيه المحكمون الأجانب «صورا جديدة لم يعهدوها عن الحياة في مصر وتفاصيلها وتفاعلاتها داخل الأحياء الشعبية الفقيرة».

وتركز قصة الفيلم، وهو من إخراج خالد الحجر وقصة سيد رجب وإنتاج محمد ياسين، على سيطرة العنصر الأنثوي على الحياة في أزقة الأحياء العشوائية بأطراف القاهرة؛ حيث تضطر الأم للجوء إلى التسول لتدبير نفقات غسيل كليتي ابنها العليل. وينتهي بانتحارها خلال نوبة عصبية تنتابها على حين غرة ولا يتدخل أحد من أهل الحارة لإنقاذها نظرا لعلمها بجل أسرارهم المخجلة. وقد فازت سوسن بدر (الأم) بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا العمل، مناصفة مع الفرنسية إيزابيل أوبير عن فيلم «كوباكابانا» للمخرج مارك فيتوسي.

كان النصيب الأكبر من الجوائز للنجوم المصريين، حاصدين 5 جوائز، منها: جائزة التمثيل، وتسلم جائزة كل من المخرج خالد الحجر والمنتج محمد ياسين، وأهدى الحجر الجائزة لروح المخرج العالمي يوسف شاهين، ولمهندس ديكور الفيلم الذي توفي أثناء التصوير حامد حمدان.

كما فاز فيلم «ميكروفون» ضمن مسابقة الأفلام العربية بجائزة أفضل فيلم عربي، وقيمتها 100 ألف جنيه مصري، وهو من بطولة وإنتاج خالد أبو النجا، وشارك في الإنتاج محمد حفظي وإخراج أحمد عبد الله، وتمنح الجائزة مناصفة بين المنتج والمخرج، وحصل الفنان عمرو واكد على جائزة أفضل ممثل عن فيلمه «الأب والغريب» مناصفة مع إليساندرو جاسمان عن دوره في العمل نفسه.

أما في مسابقة أفلام الديجيتال الروائية الطويلة، فقد حصل على الجائزة الذهبية فيها فيلم «جوي» الهولندي إخراج مايك دي يونغ، وقيمة الجائزة 10 آلاف دولار أميركي، وحصل فيلم «إيماني» الأوغندي للمخرجة كارولين كامبا على الجائزة الفضية وقيمتها 6 آلاف دولار، كما منحت لجنة التحكيم شهادتي تقدير لكل من المخرج داوود أولاد سياد عن الفيلم المغربي «الجامع»، وشهادة تقدير أخرى الممثلة التونسية هند الفاهم عن دورها في فيلم «آخر ديسمبر» كأول ظهور سينمائي مهم لها وجائزة أفضل سيناريو عربي وقيمتها 100 ألف جنيه مصري سلمت مناصفة بين الفيلمين اللبناني «رصاصة طائشة» للسيناريست والمخرج جورج هاشم، والعراقي «ابن بابل» للمخرج محمد الدراجي، وجاء فوزه بناء على ما قررته اللجنة من «حساسية الموضوع وإنسانيته وشاعريته العالية».

أما بالنسبة لجائزة ملتقى القاهرة السينمائي الأول وقيمتها 100 ألف جنيه مصري فحصلت عليها المصرية أيتن أمين عن سيناريو فيلم «69 ميدان المساحة»، أما عن جائزة أفضل عمل إبداع فني وتحمل اسم «جائزة يوسف شاهين» فقد فاز بها الفيلم الفلبيني «أمير» للمخرج شينو رونو عن موسيقى أوركسترا الفلبين الهرموني، كما نجح الفيلم الإيطالي «الأب والغريب» في أن يحصد جائزة أفضل سيناريو وتحمل اسم «سعد الدين وهبة» الذي شارك في كتابته 4 من كتاب السيناريو هم: جيان كارلو دي كاتالدو وجرازيانو ديانا وسيمونا لزو وريكي تونياتزي، أما جائزة أفضل مخرج لعمل أول وتحمل اسم جائزة «نجيب محفوظ» فحصل عليها أندريج كوتكوفسكي، مخرج فيلم «ولد من البحر» من بولندا، وجائزة أفضل مخرج حصل عليها سفيتوساف أوفتشاروف مخرج الفيلم الإيطالي «التعليق الصوتي» وحصل أيضا على جائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي»، أما عن باقي جوائز المسابقة، فقد فاز بجائزة الهرم الفضي فيلم «وكأنني لم أكن هناك» وهو إنتاج آيرلندي - مقدوني – سويدي، من إخراج خوانيتا ويلسون.