مصر تستعيد زمن نجيب محفوظ باحتفالية على مدار 12 شهرا

طابع بريد ومسجد باسمه ومتحف لمقتنياته في منطقة الأزهر

TT

على مدار 12 شهرا تستعيد مصر زمن أديب نوبل نجيب محفوظ، وتعيش أجواء رواياته التي جسدت تاريخها الاجتماعي والسياسي في العصر الحديث. بدأت وقائع الاحتفالية مساء يوم السبت الماضي 11 ديسمبر (كانون الأول)، حيث احتفلت الجامعة الأميركية بالقاهرة بجائزة نجيب محفوظ التي تخصصها الجامعة سنويا في عيد ميلاده لأفضل عمل روائي عربي صدر خلال العام، وحصدت الجائزة الكاتبة المصرية ميرال الطحاوي عن روايتها «بروكلين هايتس»، وهي الرواية نفسها التي وصلت بها الكاتبة إلى القائمة القصيرة لجائزة (البوكر العربية).

تتزامن الاحتفالية مع ذكرى مئوية ميلاد الكاتب العالمي نجيب محفوظ، المولود في 11 ديسمبر عام 1911، وتنتهي في اليوم نفسه من العام المقبل 2011 المتمم لمائة سنة على ميلاده، حيث تشهد المئوية احتفالات متنوعة تسلط الضوء من جديد على محفوظ، مؤسس الرواية العربية الحديثة، والذي وضع الأدب العربي على الخريطة العالمية عندما فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1988، وكانت المرة الأولى التي يفوز فيها أديب عربي بكبرى جوائز العالم في الأدب.

يشارك في الاحتفالية عدة جهات ثقافية وأهلية، وتشمل عددا من المدن المصرية.

وقال الدكتور عماد أبو غازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، لـ«الشرق الأوسط»، إن المجلس قرر أن يكون عام 2011 هو عام نجيب محفوظ، مبينا أن الاحتفال بدأ بإصدار المجلس كتابين ضمن سلسلة إصدارات عن محفوظ بعنوان «مكتبة نجيب محفوظ»، التي تتوالى إصداراتها على مدار عام كامل.

الاحتفاء بمحفوظ يتزامن مع انطلاق فعاليات ملتقى القاهرة الدولي الخامس للإبداع الروائي العربي «الرواية العربية.. إلـى أين؟».

ويضيف أبو غازي أن لجان المجلس سوف تحتفل بمئوية محفوظ في أنشطتها المختلفة خلال عام كامل كما هو متبع من الاحتفال بذكرى رموز الثقافة والفكر والمبدعين والمفكرين، من خلال ندوات ومؤتمرات وأنشطة ثقافية مختلفة، حيث تقيم لجنة القصة على سبيل المثال صالون نجيب محفوظ في الأحد الثالث من كل شهر.

ويشير أبو غازي، بصفته عضو لجنة إنشاء متحف ومركز ثقافي خاص بمحفوظ، إلى أن متحف نجيب محفوظ تم الانتهاء من تأسيس وترميم مقره في «وكالة أبو الدهب» في منطقة الأزهر، وسوف تشهد الأشهر المقبلة الانتهاء من الأثاث الداخلي له ووضع المقتنيات الخاصة به، ليكون جاهزا للافتتاح في 11 ديسمبر (كانون أول) من العام المقبل 2011، ليكون المركز منارة ثقافية تحمل اسم نجيب محفوظ، موضحا تسلم وزارة الثقافة متمثلة في صندوق التنمية الثقافية المكتبة الكاملة الخاصة بالأديب العالمي الراحل. ويوضح أبو غازي أن احتفالية المئوية لا تقتصر على المجلس الأعلى للثقافة أو وزارة الثقافة المصرية فقط، حيث بدأت الكثير من الجهات الحكومية والأهلية الترتيب لأنشطة كثيرة للاحتفاء بمحفوظ، وهي مؤشرات تسير في اتجاه تنظيم احتفالية تليق باسم أديب نوبل العالمي.

وعلى نطاق الاحتفالات الأخرى، أعلن مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية عن مشروع إنتاج أفلام روائية قصيرة مأخوذة عن كتاب الأديب الراحل «أحلام فترة النقاهة»، وبدأ المركز تلقي طلبات الإنتاج من شباب المخرجين المستقلين، حيث إن العرض الأول للأفلام سيكون مواكبا للذكرى المئوية الأولى للأديب الراحل.

بينما احتفى عدد ديسمبر من مجلة «الثقافة الجديدة»، التي تصدر عن الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة، بمئوية عميد الرواية العربية نجيب محفوظ، حيث تضمنت ملفا موسعا حوله يضم حوارا مع محفوظ منع من النشر بعنوان «عشت حياة سعيدة» أجراه الصحافي الأميركي جوناثان كورييل، وكلمة محفوظ عند تسلمه جائزة نوبل، إضافة إلى دراسات تحليلية ونقدية عن أعمال محفوظ.

وبخلاف الاحتفالات الثقافية؛ قامت إدارة الهيئة القومية للبريد، بإصدار طابع بريد بمناسبة المئوية يحمل صورة نجيب محفوظ، كخدمة من جانبها تخليدا لذكرى الكاتب الراحل، وهي ما تفعله الهيئة في مناسبات وأحداث مختلفة للتأريخ لفترات زمنية أو أحد الرؤساء أو الأدباء أو كبار الشخصيات.

في حين قام وزير الأوقاف المصري الدكتور حمدي زقزوق بمشاركة أسرة نجيب محفوظ منذ أسابيع قليلة في افتتاح مسجد يحمل اسم «المغفور له بإذن الله نجيب محفوظ» في طريق الإسكندرية الصحراوي بمحافظة 6 أكتوبر، المسجد استغرق بناؤه عامين وأشرفت أسرة نجيب محفوظ على تشطيباته واختيار ألوانه وزخارفه، وبلغت تكلفته مليون جنيه.