إطلاق «قافلة المها» في سلطنة عمان.. تجديدا للدعوة لحماية هذا الحيوان النادر

المها العربية تتحول إلى قطع فنية بأنامل 40 فنانا تشكيليا عالميا

بدا التنوع واضحا في أعمال الفنانين.. لا سيما في اعتماد الألوان التي تعددت من الأحمر القاني إلى الأبيض والأسود («الشرق الأوسط»)
TT

اجتمع 40 فنانا تشكيليا من دول مختلفة في سلطنة عمان لإطلاق «قافلة المها» المؤلفة من 40 مجسما لحيوان المها العربي، جرى تحويلها إلى قطع فنية ازدانت بأجمل الألوان والأشكال الفنية. ويتم إطلاق هذه القافلة بمناسبة الذكرى الوطنية الـ40 التي تحتفل بها السلطنة هذا العام وهي ستجول على عدد من المناطق، موجهة رسالتين: واحدة فنية لناحية الجمالية التي يعكسها كل مجسم، والأخرى بيئية؛ بحيث تشدد على أهمية الحفاظ على هذا الحيوان النادر الذي تشتهر به سلطنة عمان.

وقد تركت للفنانين المشاركين حرية اختيار الرسوم التي تزين مجسمات المها، وبهذا بدا التنوع واضحا في أعمالهم، لا سيما في اعتماد الألوان التي تعددت من الأحمر القاني إلى الأبيض والأسود، وهناك من حول مجسم المها إلى طبق من الفواكه أو إلى علم عمان أو ألبسوه زيا تقليديا عمانيا. كما تعددت الرسوم بين الفن الواقعي والتجريدي أو اعتماد الكاليغرافي وغيرها من الفنون التشكيلية.

ولقد كان واضحا اهتمام الفنانين المشاركين، ومنهم من قدم من بريطانيا وتونس ومالطا والبحرين والهند، بالإضافة إلى الفنانين العمانيين، بتقديم عمل يسهم في التوعية بأهمية الحفاظ على حيوان المها. واعتبر الفنان حسن مير أن الفن التشكيلي من خلال هذه المبادرة يستطيع مخاطبة جميع الناس في مختلف المناطق، لا سيما في الأماكن العامة، مؤكدا أنه من شأن مبادرات مماثلة تدعيم الحركة الفنية في السلطنة وإظهار دورها في خدمة القضايا العامة، وهذه إحدى أجمل الطرق للاحتفال أيضا بالعيد الوطني من خلال هذا الحيوان النادر الذي يعتبر رمزا للبيئة العمانية.

ولقد رعى وزير التجارة والصناعة، مقبول بن علي سلطان، افتتاح هذه القافلة، معتبرا أنها تعكس مساهمة الفن التشكيلي في إبراز المعالم الحضارية والطبيعية والاحتفاء بالمناسبات العامة بطريقة فنية راقية.

يُذكر أن الحكومة العمانية كانت قد عملت منذ السبعينات على إعادة توطين هذا الحيوان في موطنه الأصلي، وهو «جدة الحراسيس» التي تقع في المنطقة الوسطى في السلطنة والتي تم تحويلها إلى محمية تعرف باسم محمية المها العربية. وهي تعتبر أول محمية طبيعية في السلطنة أعلنت عام 1994 واختارتها «اليونيسكو» لتصبح ضمن مواقع التراث الطبيعي العالمي. ولقد حظي هذا المشروع باهتمام كبير من السلطان قابوس مباشرة، الذي قرر إعادة المها العربية إلى موطنها الأصلي بعدما كانت قد اختفت من الوجود في عمان.

وتوجد في السلطنة 77 محمية ومنطقة صون طبيعية، منها 6 محميات طبيعية مصنفة دوليا على قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.