«براين آدمز» يشعل ليل بيروت ويغني على وقع أوتار العود

في حفلة يعود ريعها لمركز سرطان الأطفال في لبنان

براين آدامز خلال حفل بيروت («الشرق الأوسط»)
TT

كانت بيروت ليلة الأربعاء الماضي على موعد مع سهرة عالمية على وقع صوت مغني الروك الكندي العالمي «براين آدمز» وموسيقاه الحالمة. فليلة «آدمز» الخيرية التي يعود ريعها لمركز سرطان الأطفال في بيروت، بدأت متأخرة عن موعدها ساعة بسبب الازدحام، وأثبتت أن وقع نجم الثمانينات لا يزال ساطعا في سماء الأغنية العالمية، وإن كان أكثر وقعا بين أوساط جيل الثلاثينات وما فوق. إذ إن أجواء محيط مركز «فوروم» حيث أقيمت الحفلة، كانت أشبه بتظاهرة فنية سببت زحمة سير خانقة وأقفلت مواقف السيارات المجاورة. أما حماسة اللقاء فكانت واضحة منذ لحظة صعود «آدامز» على خشبة المسرح، فحضوره أشعل الأجواء وارتفعت الهتافات التي كانت تتفاوت حدتها على وقع سحر الأغنيات وكلماتها التي تصدح في القاعة، مساوية بذلك بين العشريني والخمسيني وبين الفتاة التي تتحرق شوقا لتحية فنانها وبين السيدة الخمسينية التي حركت فيها موسيقى آدمز وأغنياتها ذكريات مضت جعلتها تتمايل بشغف غير آبهة بتعليمات رجل الأمن الذي منعها من الوقوف مرات عدة. من «forgive me» و«here I am» إلى «everything I do» وأهم أغنيات ألبوم «reckless» وغيرها من أشهر الأعمال، حاول آدمز في ليلته البيروتية أن يلبي رغبة جمهوره المتعطش إلى سماعه يغني أغنيات قديمة حصد من خلالها جوائز عالمية وهي لم تفقد لغاية اليوم وقعها الرومانسي الساحر، وهم بدورهم كانوا مشاركين فاعلين معه في هذه المتعة. إذ كانت الاستجابة فورية وحماسية، وبالتالي فإن اللبنانيين كانوا على قدر هذه المهمة وأظهروا مدى محبتهم لهذا الفنان الذي أبدى إعجابه بالجمهور اللبناني بشكل عام وبلبنان الذي يزوره للمرة الثانية بشكل خاص، مكررا شكرهم بالعربية مرات عدة ومقدما اعتذاره لأنه بقي غائبا عنهم عشر سنوات، أي منذ قدم الحفلة الأولى في العاصمة اللبنانية في عام 2000. وإضافة إلى «الاستعراض الموسيقي» الذي قدمه آدمز وفرقته مستخدمين آلاتهم الموسيقية، كان للعود الشرقي حضوره المميز في خضم الأجواء الغربية، فهذه الموسيقى التي اعتبرها «آدمز» اللغة العالمية التي تجمع بين كل الشعوب بغض النظر عن اللغة التي يتكلمون بها بعيدا عن السياسة التي تفرق بين الشعوب، كانت جامعة في هذه الليلة بين الغيتار والعود من خلال مشاركة الشاب اللبناني جاد صليبا المغني «آدمز»، في عزفه على العود أغنية «heaven» التي عكست تزاوجا موسيقيا لافتا وناجحا. كذلك فإن الحماسة والسباق كانا على أشدهما لحظة إعلان «آدمز» عن رغبته في اختيار شخص من الجمهور ليشاركه الغناء، إلى أن وقع الاختيار على شابة لبنانية شاركته «العرض الغنائي».

وفيما يتعلق بتذاكر حفلة «آدامز» التي نفدت بعد نحو عشرة أيام من الإعلان عنها في منتصف الشهر الماضي، يقول عبدو الحسيني، مدير عام شركة «ticketing box office» في «فيرجن ميغاستور» حيث كان مركز بيع التذاكر، لـ «الشرق الأوسط» «كان لافتا حماسة اللبنانيين لحضور حفلة آدمز، وكان لهدف الحفلة الخيري دور إضافي لزيادة الطلب على التذاكر التي كانت أسعارها مقبولة مقارنة مع حفلات المغنين العالميين التي تنظم في لبنان».

مع العلم، أن المغني الكندي الذي يقوم أخيرا بجولة شرق أوسطية بدأها في سورية ثم في لبنان لينتقل بعدها إلى دبي ثم إلى قطر، اعتاد تقديم حفلات لمساعدة المحتاجين أو المرضى وذلك عبر مؤسسته الخيرية التي أسسها في عام 2006 ويعمل من خلالها مع عدد من الشخصيات، من بينهم اللبناني رافي مانوكيان الذي نظم الحفلة بالاشتراك مع لجان مهرجانات بيت الدين وبعلبك وجبيل، تحت عنوان «تحسين نوعية حياة الناس في مختلف أنحاء العالم». ويوم أمس، وقبل أن يغادر لبنان، زار «براين آدمز» مركز سرطان الأطفال في بيروت وجال بين أقسامه ملتقيا بالأطفال المرضى، وقد أكد أنه فكر في مساعدة لبنان منذ أربع سنوات وعندما تعرف على الأهداف التي يقوم عليها هذا المركز أدرك أنه جدير بالاهتمام ويستحق الدعم، بحسب ما قالت كارين خوري من مركز سرطان الأطفال لـ «الشرق الأوسط» مشيرة إلى تأكيد «آدمز» على أن مؤسسته ستستمر في المستقبل في تقديم الدعم لهؤلاء الأطفال.