السفير القطري في باريس يكرم 65 شخصية فرنسية وعربية لعبت دورا في تقارب الثقافات

بوكوفا وبوديس ينالان جائزة «الدوحة عاصمة للثقافة العربية» في باريس

السفير الكواري يتوسط بوكوفا وبوديس («الشرق الأوسط»)
TT

كانت جائزة «الدوحة عاصمة للثقافة العربية»، هذا الأسبوع، من نصيب كل من مديرة «اليونيسكو» إيرينا بوكوفا ورئيس معهد العالم العربي في باريس دومينيك بوديس. وكانت سفارة دولة قطر في العاصمة الفرنسية قد بادرت إلى استحداث هذه الجائزة منذ مطلع العام الحالي، حيث تكرم بها، دوريا، شخصيات فرنسية وأخرى عربية ممن ساهمت في التقارب بين الثقافات.

ولدى الحفل الذي أقيم لتقديم الجائزة، مساء الخميس الماضي، في المبنى التاريخي البديع لسفارة قطر في باريس والمطل على قوس النصر، قال السفير محمد جهام الكواري، مخاطبا إيرينا بوكوفا، وزيرة الخارجية السابقة لبلدها بلغاريا ثم السفيرة في موناكو وباريس: «أنت أحد ورثة ابن بطوطة. فأسفارك جعلتك تجتازين العالم من شرقه إلى غربه، منذ أيام الدراسة في موسكو ومن ثم في الولايات المتحدة، إلى بدء مسيرتك في الأمم المتحدة في نيويورك، ثم انتخابك مديرة عامة لليونيسكو في سابقة من نوعها لسيدة على رأس هذه المنظمة. لقد كنت تعملين دائما من أجل السلام وجعلت من الثقافة أداة لتعزيز الروابط بين الأمم، ودولة قطر تتقاسم معك هذا الهدف بشكل كامل».

وأضاف الكواري مخاطبا دومينيك بوديس، الرجل الذي كان صحافيا سابقا يقدم نشرة الأخبار في التلفزيون الفرنسي ثم رئيسا لبلدية مدينة تولوز، جنوب فرنسا، قبل أن يصبح رئيسا لأهم مؤسسة ثقافية عربية خارج العالم العربي ونائبا في البرلمان الأوروبي: «أنت أحد أفضل الذين يعرفون العالم العربي في فرنسا، وأكثر من ذلك أنت أحد أكبر أصدقائه. إن جذور شغفك بثقافتنا تعود إلى بدايات حياتك الصحافية حين كنت مراسلا في بيروت قبل أن تتولى شؤون العالم العربي كله في القناة التلفزيونية الأولى. كما أن الصحافي لم يحجب الكاتب في شخصك، فوضعت عددا من المؤلفات حول الشرق الذي أحببت، آخرها كتابك المعنون (عاشق لجبل طارق). لهذا لن أتمكن من أن أعبر لك عن مدى سعادة دولتنا بأن تكون واحدا من أصدقائها».

وقبل تسلمها الجائزة التي هي عبارة عن درع زجاجي مضيء يحمل شعار «الدوحة عاصمة للثقافة العربية»، قالت بوكوفا إن قطر تشكل اليوم رمزا يندرج في الجهود التي تبذلها اليونيسكو، وفي هذه السنة بالذات المسماة من الأمم المتحدة كسنة عالمية للتقارب بين الثقافات. وعبرت المديرة العامة لليونيسكو عن إعجابها بالدوحة التي زارتها، قبل أيام، لحضور تدشين متحف الفن الحديث، أحد معالمها الثقافية الجديدة الباهرة.

من جهته، اعتبر بوديس أن اختيار الدوحة لتنظيم مونديال 2022 هو تتويج للجهود التي تبذلها هذه الإمارة منذ عدة عقود مساهمة منها في بناء مستقبل أفضل للمنطقة. وقال إن قطر، يومها، ستصبح بالفعل مركزا تتجه إليه أنظار العالم. واسترجع بوديس رحلاته الأولى إلى الدوحة، قبل 40 عاما، وجهوده للفت أنظار رؤسائه وزملائه في العمل، منذ تلك الفترة المبكرة، إلى التطور الهائل الذي وصلت إليه هذه الدولة الخليجية.

يذكر أن سفارة قطر كرمت، منذ أول هذه السنة، نحوا من 65 شخصية عربية وفرنسية لها وزنها في ميادين السياسة الدبلوماسية والفكر والثقافة والإعلام. وما زالت هناك أسماء كبيرة تقرر منحها جائزة الدوحة في باريس، مثل الشاعر أدونيس والمستعرب أندريه ميكيل والشاعر الناقد برنار نويل ورسام الكاريكاتير بلانتو والكاتب عميروش العايدي.