السعودية: الكريستال الخالص يدخل في صناعة التحف المنزلية

صناعة تايلاندية يدوية تحمل تصميمات مستقاة من البيئة العربية

TT

بدأت السوق السعودية مؤخرا في استقبال مجسمات وأدوات مزينة بالكريستال الخالص على اختلاف ألوانه وأحجامه، وذلك عقب قيام مجموعة من الشباب التايلاندي بابتكارها والتسويق لها عبر المحافل والمعارض المتعلقة بالمجوهرات والحلي، التي باتت تشهدها مدن السعودية خلال الآونة الأخيرة.

ولا تقتصر هذه المجسمات على التحف المنزلية والأدوات المستخدمة كنوع من أنواع الكماليات في الديكور، بل إنها تعدت ذلك الحد لتصل إلى مختلف الأدوات المكتبية من ضمنها الآلات الحاسبة وحوافظ الأقلام والبطاقات، فضلا عن المستلزمات الشخصية التي تتمثل في محافظ النقود وعلب السجائر، إلى جانب الحقائب النسائية وأغطية الهواتف الجوالة والصناديق متعددة الاستعمال.

أحد العاملين في تصنيع وجلب تلك المجسمات، ويدعى جوني، ذكر أن الفكرة كانت تراوده منذ أكثر من 15 عاما، غير أنه كان يجهل كيفية نقلها من تايلاند إلى السعودية، الأمر الذي جعله يفكر في المشاركة بها ضمن معارض الفنون والمجوهرات التي يتم تنظيمها بين الحين والآخر في السعودية.

وأوضح جوني أن نشاطهم يتمثل في مجسمات يتم ترصيعها بالكريستال الحر، التي من ضمنها التحف المنزلية والتعليقات المستخدمة للمفاتيح، إلى جانب الأقلام وبراويز الصور أو حتى مجسمات الطيور والفواكه، لافتا إلى قدرته على تنفيذ أي تصميم يطلب منه، بحسب قوله. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نقوم بتصنيع الأشكال عن طريق قوالب معينة بحسب طلب العميل، التي تدخل في صناعتها الكثير من المواد تتضمن الحديد والفضة الخالصة، فضلا عن عجينة السيراميك إن لزم الأمر»، مشيرا إلى أن عملية الترصيع بالكريستال عادة ما تكون يدوية بحتة دون اللجوء إلى استخدام آلي في ذلك، وفيما يتعلق بالخامات المستخدمة، أفاد بأنه يجلبها من مناطق مختلفة في أوروبا، غير أن عملية التصنيع تتم في تايلاند نتيجة انخفاض أجر العمالة هناك، مبينا في الوقت نفسه أن المجسم الواحد قد يستغرق إنجازه فترة تتراوح ما بين شهر إلى شهرين.

وعلى الرغم من أن تكلفة الخامات الداخلة في تصنيع هذه المجسمات ليست مرتفعة كثيرا، فإن أسعارها تصل إلى ما يقارب 26 ألف ريال، لا سيما تلك التصميمات المستقاة من البيئة السعودية والمتمثلة في الصقور والجمال والنخيل والسيوف وغيرها.

وبالعودة إلى جوني، فقد أفاد بأنه حقق مبيعات كبيرة خلال مشاركته في نحو 3 معارض سعودية في كل من مدينتي جدة والرياض، خاصة ما يتعلق بالأشكال المجسدة للتراث السعودي، مشيرا إلى أن أسعارها تتفاوت بحسب اختلاف الحجم والمواد المستخدمة والشكل المطلوب، غير أنه رفض الإفصاح عن حجم تلك المبيعات.

وكانت مدينة جدة قد شهدت في أقل من أسبوع تنظيم معرضين للمجوهرات وذلك خلال شهر مايو (أيار) الماضي، كان أولهما المعرض السعودي الدولي للمجوهرات، في حين جاء الثاني باسم المعرض الدولي الرابع للمجوهرات والساعات، الذي كان يحوي مجوهرات بقيمة 6 مليارات ريال سعودي احتضنتها قاعة هيلتون جدة.

المعرض الدولي الرابع للمجوهرات والساعات، الذي نظمته شركة «علاقات للمعارض الدولية والمؤتمرات» بفندق جدة هيلتون افتتح أعماله برعاية الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز وحضور مازن بترجي نائب رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية في جدة.

وجاء ذلك بعد اختتام أعمال المعرض السعودي الدولي للمجوهرات بأقل من أسبوع فقط، وهو ما علق عليه في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» مازن بترجي قائلا «إن تكرار مثل تلك الفعاليات وتزامنها سيثري حركة المنطقة الاقتصادية».

وأضاف: «نسعى إلى جعل جدة مدينة للفعاليات والمؤتمرات في ظل تميزها بحركة مرورية كبيرة، فضلا عن كونها مؤهلة لاستقبال المعتمرين والحجاج الذين قد يحضرون مثل تلك الفعاليات».

وأكد أن السعودية تعد من أعلى الدول استهلاكا وشراء للذهب والمجوهرات، وذلك من منطلق العادات والتقاليد وتقديم الهدايا وغيرها، فضلا عن تفضيل الكثير اقتناءها، الأمر الذي يؤثر بشكل إيجابي على سوق المجوهرات السعودية ورفع قيمتها.