اللبنانيون يقطفون النجوم بدل الورود ليقدموها هدية مميزة

الاسم يدون في كتاب خاص يصدر كل 3 سنوات

TT

لم تعد النجوم حكرا على أهل الفن في لبنان، بعدما استحدث أحد المحلات التجارية الخاصة بتقديم الهدايا في بيروت، ولكل المناسبات، هدية من نوع آخر، وهي عبارة عن نجمة خيالية في السماء تحمل اسم المهدى إليه، وتؤهله لأن يكون نجما براقا، ولو في الحلم. فرانيا قاسم (لبنانية) درست إدارة الأعمال، ورغبت، في أحد الأيام، أن تقدم هدية مميزة لصديق؛ فاكتشفت أن محلا تجاريا في لندن يؤمن لها هذه الرغبة من خلال هدية رمزية في معناها، وخارجة عن المألوف في فكرتها، وتترجم في اختيار نجمة يطلق عليها اسم الصديق، وتُقدم له على الورق.

وتقول رانيا إنها أعجبت بالفكرة، وقررت نقلها إلى بيروت، لتتوجه فيها إلى الأشخاص الذين يفضلون الهدية المعنوية على الهدية المادية، وتضيف: «لاقت الفكرة رواجا كبيرا، اليوم هناك مئات من اللبنانيين ومن دولة الإمارات العربية الذين أصبحوا نجوما، ولكن من نوع آخر، تلمع أسماؤهم على شهادات موثقة من المكتب الأم للفكرة، الذي يحمل اسم (International Star Registry)». والطريف أن اسم النجم يُدون في كتاب خاص هو دليل يصدر كل ثلاث سنوات، ويتضمن أسماء ملايين من الناس أعجبوا بالفكرة، وطبقوها في حياتهم.

وتوضح رانيا أن نوعيات الزبائن التي تقصدها هي في غالبيتها من طلاب الجامعات والـ«Teenagers»، الذين رأوا في النجمة تعبيرا يترجم الحب أفضل من الورود. أما المناسبات التي تقدم فيها هذه الهدية فتختلف لتتنوع ما بين ولادة جديدة أو زواج أو خطبة، حتى إن بعض الأشخاص اعتبروها نهاية سعيدة لعزيز فقدوه، فيعتبرونه انتقل إلى عالم آخر، فأصبح بمثابة نجم يرافقهم من الأعالي، فيهدونه نجمة رمزية تكون علامة من العلامات الفارقة في حياته، وعند موته؛ فيعلقون الشهادة التي تحمل اسمه، وقد كتب عليها «Your place in the cosmos»، ويحتفظون بها بين أغراضه الخاصة، وكأنه لم يفارقهم.

والمعروف أن هناك ثماني وثمانين كوكبة أنوار (Constellation) من النجوم، وبينها الدب الأكبر والدب الأصغر، اللتين تشاهدهما بالعين المجرّدة، بينما بلايين من النجوم الأخرى غير المرئية تتوزع في السماء، وهي التي يتم اختباء بعضها لتطبيق هذه الفكرة.

وكانت العادة قد درجت في الماضي وعند الأقدمين أن يختاروا نجوما في السماء يطلقون عليها أسماء غريبة، مثل «القدم» أو «اليد» أو «الذنب» وغيرها، فيشعرون بأنهم يملكونها، في خيالهم طبعا وليس في الواقع.

واللافت أن هذه الفكرة شدت بعض الأشخاص المعجبين بنجوم من أهل الفن، فأطلقوا على النجمة التي يختارونها من خارطة النجوم المعلقة في السماء أسماء نجوم أحبوهم مثال فيروز، صباح، وإليسا، وهيفاء وهبي، وعاصي الحلاني، وغيرهم.

ومن يرد تقديم هذه الهدية، فباستطاعته أن يضع الشهادة التي تحمل اسم المهدى إليه ضمن إطار مصنوع من الخشب أو غيره، وكذلك إرفاقها بسلسلة ذهبية أو فضية تكون بمثابة سوار أو علّاقة مفاتيح تحمل خريطة النجوم في السماء، وقد رُصع مكان النجمة المختارة كهدية بالأحجار الكريمة، وطبعا تبقى كل هذه التفاصيل نسبية وحسب أذواق الناس وأهوائهم، ودائما ضمن الخيال لأنه لا شيء يملكه الشخص المهدى إليه يكون حسيا أو ملموسا، بل فقط مجرد فكرة رومانسية ليس أكثر.

ويبقى تسجيل الاسم النجمة المختارة في كتاب «Your place in the cosmos» الموثق عالميا والمؤلف من عدة أجزاء يصدر أحدثه في شهر ديسمبر (كانون الثاني) الحالي في جزئه التاسع، هو الأمر الذي يستغرق وقتا (ثلاث سنوات) ليطمئن الشخص المسجلة باسمه النجمة إلى أنه أصبح من رواد الفضاء، ولكن بأسلوب آخر لا يحتاج إلى صاروخ فضائي، بل إلى طبعة جديدة من الكتاب المذكور.

وتقول ناتالي تامر، التي أهدت زوجها نجمة الحب بمناسبة عيد زواجهما الأول، إن الفكرة أعجبتها ووجدت فيها قيمة ثقافية وتحمل معاني رومانسية، وعندما قدمتها له تفاجأ في البداية ثم بكى تأثرا.

أما منى جدايل، التي اختارت نجوما ثلاثا لتوائمها الثلاثة الذين رزقت بهم منذ عدة أشهر كهدية بمناسبة ولادتهم، فإنها من خلال هذه الفكرة شعرت بأنها قدمت لأطفالها هدية تذكارية سترافقهم طيلة حياتهم، خصوصا أنها موقّعة من قبلها، الأمر الذي سيتباهون به دون شك عندما يكبرون.

وتندرج هذه الهدية ضمن الهدايا الأكثر رواجا في لبنان حاليا، التي لا تزيد تكلفتها عن مائة دولار، وهي متوفرة في محل تجاري يقع في أسواق بيروت ضمن «Saifi Village»، وهي سوق تجارية جديدة يتنزه فيه المارة سيرا على القدمين، إذ يمنع دخول السيارات لضيق شوارعها وأحيائها التي تمزج بين الحداثة والأصالة معا.