جنازة مهيبة للمخرج اللبناني يحيى سعادة

عُرف بأعماله المثيرة للجدل بسبب لقطاته الخارجة عن المألوف

TT

شُيع المخرج اللبناني يحيى سعادة إلى مثواه الأخير بعد ظهر أمس، بحضور عائلته والأصدقاء وعدد كبير من نجوم الفن. وكان جثمان المخرج الراحل قد تأخر وصوله من تركيا حتى الساعات الأولى من فجر الاثنين فانتظره الأصدقاء والزملاء على أرض مطار رفيق الحريري الدولي، وهم يرتدون الأبيض بالكامل، كما طلبت شقيقته إيمان، التي كانت ترافقه وتعمل إلى جانبه أثناء تصويره أعماله؛ حيث كانت آخر محطة له مدينة أزمير التركية من أجل تصوير أغنية للمطربة مايا دياب. وفي أزمير وقبل البدء بالتصوير، وقع له الحادث المؤسف الذي أودى بحياته.

كان في مقدمة الحضور لاستقبال الجثمان المخرجان فادي حداد وعادل سرحان والإعلامية نضال أحمدية والفنانة أمل حجازي، إضافة إلى مصمم الأزياء نيكولا جبران وخبير التجميل فادي قطايا وغيرهم من أهل الإعلام والفن.

وبينما كان استقبال الجثمان يجري على المطار وسط ذهول محبيه، كانت تحضيرات الدفن تجري في مكان آخر؛ حيث كان لا بد من إقامة جنازة تليق بالوداع الأخير للمخرج المبدع. وقد أقيمت بالفعل له جنازة مهيبة عند الثانية والنصف من بعد ظهر أمس الاثنين. فاختيرت مقتطفات من أعمال يحيى المصورة، إضافة إلى بعض المقابلات التلفزيونية التي أجريت معه مؤخرا من برنامجي «مش غلط» الذي يعرض على شاشة «إم تي في» و«بدون رقابة» الذي يعرض على «إل بي سي»، وقدمت على شاشة عملاقة خلال مراسم الدفن. ونظم له الزملاء مأتما مهيبا استهل بلوحة زفاف بعد أن اعتبروه العريس الذي فقدوه على حين غرة وهو لم يتجاوز بعدُ الـ34 عاما. وأدت الفنانة عبير نعمة تراتيل دينية أثناء الجنازة التي أقيمت له في كنيسة مار ضومط في منطقة الذوق في ضواحي جونية. حضر المأتم لفيف من الفنانين الذين تعاونوا معه وكذلك والداه وإخوانه الثلاثة، إضافة إلى عدد كبير من الأصدقاء والزملاء الذين حملوا صوره كتحية له.

يذكر أن يحيى سعادة المعروف بأعماله المصورة الجريئة، والخارجة عن المألوف، التي أثارت الكثير من الجدل حولها، قد لاقى حتفه في حادث في مدينة أزمير في تركيا عندما أصيب بصعقة كهربائية أثناء تجهيزه موقع التصوير للأغنية التي كان ينوي تصويرها لمايا دياب. وكان المخرج يحيى سعادة قبلها بدقائق قد حذر العاملين معه من الاقتراب من سلك كهربائي ظاهر ومتدلٍّ من الأعلى فطلب من شقيقته إيمان قطع التيار الكهربائي عن المحطة كلها إلا أنه لم ينتظرها فخبأ يده بأحد كمي قميصه، وما إن لمس السلك حتى اشتعل من جراء الاحتكاك ووقعت الكارثة ولفظ يحيى أنفاسه الأخيرة بين يدي شقيقته قائلا لها: «لا أشعر بجسمي.. لا تتركيني».

كان يحيى سعادة قد قال في إحدى مقابلاته الأخيرة عندما طُلب منه الحديث عن الموت: «لا أؤمن به، بل باستمرارية الإنسان، أعرف أنني في حال فارقت الحياة سأنتقل إلى مكان أفضل».

جدير بالذكر أن غالبية أعمال يحيى سعادة وجدت صدى لدى الجمهور، ومنها: «مكانه وين» لميريام فارس، و«قلبي اسألوا» و«منى عيني» لنوال الزغبي، «مش قادرة»، «استنى حاسة»، «ياما ليالي»، «ما بنا»، «في حاجة يا ابن الحلال» لهيفاء وهبي «وكذلك «فانكي أراب» لجاد شويري. كما سجل لسمية الخشاب «كلن بعقله راض» و«عاوزاك كده» ووقع معها بخلاف اتهمها بعده بأنها لا خبرة لها بالقضايا الفنية. أما آخر أعماله ففيديو كليب للفنانة نيكول سابا، تم تصويره في بيروت، يحمل اسم «كنت في حالي»، من المقرر أن يعرض على الشاشات بعد أيام.