الثقافة العربية تبقى في قطر وتغادر عاصمتها إلى ليبيا

اختتام فعاليات «الدوحة عاصمة الثقافة العربية» بأوبريت «أخت الرجال»

TT

أكثر من عام كامل قضاها شباب قطريون في الركض وبناء لبنات الثقافة والتراث وتأسيس بنية تحتية كاملة في البلد الصغير في حجمه، الكبير في فعالياته وأحداثه ومناسباته.

ويحق الآن لوزارة الثقافة والفنون والتراث في قطر ومنسوبيها التوقف عن الصخب والركض الذي لازمهم طوال فترة احتضان الدوحة لفعاليات «الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010»، الذي توج مؤخرا واختتم بأوبريت «أخت الرجال»، وسيحط رحاله في ليبيا العام المقبل.

الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بعد الختام والتوقف عن اللهث الثقافي والتراثي: إن تجربة استضافة قطر للثقافة كانت ناجحة جدا، وهي تجربة ثرية أكسبت القطريين الخبرة الكافية لتجعلهم على استعداد لاحتضان أي تظاهرة ثقافية مستقبلا.

وأكد الكواري أن وزارته تحدت الواقع وشمرت عن ساعديها بنفسها دون الاستعانة بشركات علاقات عامة أو شركات تنظيم الاحتفالات، مبينا أن كل ما شاهده الحضور طوال عام كامل كان بجهود منسوبي وزارة الثقافة القطرية، وأنه على الرغم من وجود بعض الأخطاء فإنها تعالج أولا بأول وتصحح فورا.

وتابع أن المقبل كثير، ولدينا طموحات كبيرة بعد أن أصبحت لدينا الآن بنية تحتية ثقافية كبيرة من ضمنها الحي الثقافي، مشيرا إلى أنهم بدأوا بمسرح واحد قبل عام، والآن بنهاية العام وصل عدد المسارح إلى خمسة مسارح كبرى.

وبين الكواري أن الأمور أصبحت ممهدة أكثر مما كانت عليه في السابق، وكثير من الفعاليات تم تأجيلها، مثل العروض والإصدارات وغيرها، لأن الهدف هو أن تكون الدوحة عاصمة مستمرة للثقافة، مفيدا بأنه سيكون هناك في كل عام مهرجان للموسيقى العربية وآخر للمسرح، وغيرها من الفعاليات التي تمت هذا العام ستكون مستمرة.

وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نائب الأمير ولي العهد، قد شهد أول من أمس حفل الأوبريت الختامي لمهرجان «الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010» بعنوان «أخت الرجال»، وذلك على مسرح الأوبرا بالحي الثقافي.

وخلال تقديم الأوبريت، قال الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث: إنه ومنذ اليوم الأول استشعرت وزارة الثقافة والفنون والتراث عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها لأمرين: الأول أن الموضوع يتعلق بالثقافة، والثقافة مسؤوليتها عظيمة، لأنها تتعلق بتراث الأمة وتتعلق بهوية الأمة وفنون الأمة وماضيها وحاضرها ومستقبلها، والآخر أننا في قطر، والقيادة في قطر لا تعرف أنصاف النجاح، بل لا تعرف إلا الإبداع ولا تعرف إلا النجاح الكامل، لذلك كانت المسؤولية كبيرة.

وأضاف أن الاحتفالية غطت كل مفردات الثقافة من شعر وإصدارات واستعراض وطرب ومسرح وكتاب، وبأبعادها المحلية العريقة وببعدها العربي والبعد الإقليمي والبعد الدولي، كما كان هذا العام هو عام الشباب العربي وعام الشباب الدولي، ولأول مرة فإن فعاليات الشباب في عاصمة عربية تسير جنبا إلى جنب مع فعاليات الثقافة الأخرى.

وشكر الدكتور الكواري كل الإخوة العرب الذين شاركوا وأثروا فعاليات «الدوحة عاصمة الثقــــافة العربية 2010» بالأيام والأسابيع، وأيضا الإخوة الشركاء في الثقافة العربية الإسلامية، مؤكدا أن الثقافة العربية لا تعيش إلا بالتفاعل والتثاقف مع الثقافات الأخرى، فهي ثقافة تثق في نفسها، ومن خلال هذه الثقة عليها أيضا أن تتيح للآخرين أن يشاركوا فيها.

وأشار إلى أن احتفالات «الدوحة عاصمة للثقافة» انطلقت بأوبريت «بيت الحكمة» وكان المقصود من هذا الافتتاح ما حمله هذا الأوبريت من قيم وعلاقات بين الحاكم والمثقف، «فـ(بيت الحكمة) هو قطر، وقائد الحكمة هو قائد قطر.. واليوم فإن الحفل حول (أخت الرجال).. وأخت الرجال المقصود بها المرأة القطرية.. فالمرأة القطرية كان لها دورها منذ البداية.. منذ قيام الدولة ومنذ عهد المؤسس كانت تسهم في المحافظة على التقاليد وعلى تربية الأجيال، وهذا ما يبرزه هذا العمل».

وكتب كلمات الأوبريت الختامي الذي حمل عنوان «أخت الرجال» الشيخ سلطان بن حمد آل ثاني، والشاعر أحمد المسند، وشارك فيه أكثر من 30 فنانا وممثلا يؤدون فيه الكثير من الرقصات والمقاطع الفنية التي تجسد وتعكس دور المرأة العربية ومكانتها الحقيقية عند العرب.

وكان نائب الأمير ولي العهد قد قام بجولة في معرض الصور الذي أقيم على هامش الحفل.