مكتبة الكونغرس تختار 25 فيلما في السجل الوطني للفيلم لعام 2010

اعتُبرت «أعمالا لها أهمية خاصة للثقافة الأميركية».. منها فيلم عن فضيحة ووترغيت

مشهد من فيلم «أول ذي بريزيدنتس مِن» الذي يتناول فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون
TT

أدرج فيلمان بارزان يعودان إلى السبعينات من القرن الماضي ضمن السجل الوطني للفيلم التابع لمكتبة الكونغرس يوم أول من أمس الثلاثاء. وقال أمين مكتب الكونغرس جيمس بيلينغتون إن فيلم «أول ذي بريزيدنتس مِن» (جميع رجال الرئيس) وفيلم «اكزورسيست»، بالإضافة إلى 23 فيلما آخر تضم أفلاما وثائقية وأفلاما قصيرة، تعتبر «أعمالا لها أهمية للثقافة الأميركية»، ولذا من المهم الحفاظ عليها.

وفيما اتخذ السجل العام الماضي خطوة مهمة من خلال وضع أغنية مايكل جاكسون الموسيقية المصورة «ثريلر»، لم تكن هناك مفاجآت من هذا النوع في قائمة العام الحالي، إلا إذا رأيت أن هناك كمية كبيرة من الأفلام التي تعود إلى السبعينات من القرن الماضي. وبالإضافة إلى «أول ذي بريزيدنتس مِن» (1976) و«اكزورسيست» (1973)، تتضمن أفلام السبعينات التي شغلت مساحة كبيرة في سجل العام الحالي الفيلم الوثائقي «غراي غاردنز» (1976) عن إيديث وإيدي بيل، أبناء جاكلين كينيدي أوناسيس و«ماكاب آند مسيز ميلر» الذي أعاد إبداعه روبرت ألتمان (1971) و«ساترداي نايت فيفر» (1977).

ومات خلال العام 2010 مخرجون أو فنانون بارزون شاركوا في ثلاثة أفلام على الأقل من الأفلام المختارة، حيث رحل نجم هوليوود ليسلي نيلسن الذي كان نجم فيلم «إيربلان». وأخرج الراحل إرفين كرشنر فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» ضمن «ستار وورز»، كما أخرج بلاك إدواردز، الذي قضى في الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول)، فيلم «ذي بنك بانثر» (1964).

واجتمع المجلس في نوفمبر (تشرين الثاني) من أجل اختيار 25 فيلما لقائمة تضم مئات العناوين. ويشمل المجلس شخصيات معروفة في صناعة الأفلام مثل مارتين سكورسيز وليونارد مالتين والممثلة ألفر وودارد، بالإضافة إلى ممثلين لأكاديمية الفنون والعلوم السينمائية ورابطة الفيلم الأميركية والتحالف الوطني لملاك المسارح والعديد من الاتحادات النقابية داخل القطاع ومؤسسات أرشيفية ومؤسسات أخرى في مجال صناعة الأفلام.

يذكر أنه في كل عام تأتي إلى مكتبة الكونغرس توصيات من الجمهور بخصوص 25 فيلما يجب وضعها في السجل الذي سيكون به 550 فيلما منها مجموعة أفلام العام 2010. ويقول بيلينغتون إنه خلال 12 شهرا ماضية جاء إلى المكتبة 2112 توصية من الجمهور وقامت لجان مجلس الإدارة بتجديد الأعمال المناسب إدراجها في القائمة.

ويقول بيلينغتون «يمكن ضم أي عمل عمره أكثر من 10 أعوام»، مشيرا إلى أن المعيار الوحيد من أجل الاختيار هو أنه يجب أن يحظى الفيلم بأهمية ثقافية وتاريخية وجمالية: وأضاف: «لاحظ الناس أنه كانت هناك أهمية محدودة من أفلام السبعينات خلال العام الحالي، ولكن لا يوجد أي شعور بالعدالة في التوزيع».

وبالإضافة إلى عناوين معروفة، نجد أن قائمة العام الحالي تضم أفلاما كانت تواجه خطر النسيان. وأنتج نصف الأفلام قبل 1950، ويقدر أن 90 في المائة من الأفلام التي أنتجت قبل 1920 ضاعت أو تعرضت للتدمير، وفقا لما أفاد به بيلينغتون. ولذا تضم قائمة العام الحالي الفيلم القصير «برزرفيشن أوف سين لانغويتش»، الذي أنتج عام 1912، برهن خلاله الرئيس السابق للرابطة الوطنية للصم جورج فيديتز على أن لغة الإشارة خيار ضروري في وقت كان الصم يضغط عليهم من أجل النطق أو قراءة الشفاه. وتضم القائمة فيلم «تريب داون ماركت ستريت»، وتبلغ مدته 13 دقيقة ويعود لعام 1906 وبه تسجيل لشارع داخل سان فرانسيسكو التقطته كاميرا ثبتت في مقدمة عربة قطار هوائي ولم يكن قد مر وقت طويل على الزلزال والنيران داخل المدينة.

وتضم الأفلام «تارانتيلا» (1940)، وهي تجربة مدتها 5 دقائق من إخراج ماري إلين بوت، التي لم يكن بيلينغتون يعرف الكثير عنها عندما دخل الفيلم في حيز انتباهه. ويقول: «الأفلام التي لم أعرف عنها تثيرني بدرجة كبيرة»، وذكر الفيلم البارز «آي آم خواكين» الذي يعود لعام 1969 والذي ساعد على تقديم مبدأ الهوية الثقافية عند الشيكانو. وأضاف: «هذا هو الوقت الذي أشعر فيه بالرضا وأن هذه الدولة بها إبداع. كل شخص لديه شيء يمكن أن يقوله يستطيع القيام بذلك من خلال الصور المتحركة».

وعلى مدار الأعوام قام السجل الوطني للأفلام باختيار أفلام وأفلام قصيرة، كما ضم «ثريلر» إلى قائمته. هل من الممكن أن يكون إنتاج «يوتيوب» ذو أهمية من الناحية الثقافية أو التاريخية أو الجمالية كي يكون ضمن المجموعة؟ يقول بيلينغتون: «حسنا، نتحدث بالأساس عن الأفلام، والأفلام التي تشاهد على شاشة كبيرة نسبيا، وليس الأفلام التي يتم حصرها في عرض تلفزيوني صغير». وأضاف مؤكدا: «ولكن يتغير كل شيء بدرجة كبيرة».

وستكون أفلام العام الحالي متاحة للباحثين داخل مكتبة الكونغرس وللجمهور من خلال العديد من الوسائل ومن بينها عرض مسرحي في الأرشيف السماعي والمرئي بالكونغرس في كولبربر بولاية فيرجينيا والقنوات الكابلية «إتش دي نت» و«تي سي إم». وستكون الأفلام متاحة من خلال «نتفليكس» ومواقع المشاهدة على الإنترنت، بما فيها موقع المكتبة. ويقول بيلينغتون: «نأمل أن نضع الكثير من هذه المواد على شبكة الإنترنت، وآمل أن نتوصل لصيغة بخصوص ذلك لأن (السجل) له قيمة تعليمية وترفيهية كبيرة».

وبمجرد أن تصبح قائمة الأفلام الخمسة والعشرين الخاصة بالعام الحالي متاحة للعامة، ستتجاوز المجموعة الأولى من آلاف المقترحات نطاق المكتبة. ويقول بيلينغتون: «يجب أن يكون كيان ما بمثابة الذاكرة المؤسساتية داخل الدولة، وهذا ما يريده الكونغرس من مكتبته».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»