10 ملايين بريطاني على قيد الحياة سيصلون إلى سن المائة

الظاهرة ذات أبعاد اقتصادية ومالية واجتماعية عميقة

حان الوقت لكي يستفيد المجتمع من مواهب وخبرات الأشخاص الأكبر سنا («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت أرقام حكومية بريطانية أن أكثر من 10 ملايين شخص على قيد الحياة اليوم في بريطانيا سيعيشون حتى سن المائة عام.

وذكر الوزراء، طبقا للتقرير الذي نشرته صحيفة «دايلي تلغراف» الإنجليزية، أن عددا من الوزراء قالوا إن على الناس أن يتخذوا استعدادات للحياة في مرحلة التقاعد لأكثر من ثلث عمرهم الافتراضي بسبب الزيادة الهائلة في توقعات الحياة.

ففي أول تقدير من نوعه تكهنت وزارة العمل والتقاعدات بأن خمس سكان بريطانيا تقريبا سيحتفلون بعيد ميلادهم المئوي.

ومن بين نسبة 17 في المائة من السكان الذين من المتوقع وصولهم إلى سن المائة، ذكر التقرير أن 3 ملايين منهم هم الآن أقل من 16 سنة، و5.5 مليون تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 50 سنة.

وأظهرت البيانات أن هناك 1.3 مليون تتراوح أعمارهم بين 51 و65 من المرجح وصولهم إلى سن المائة، بالإضافة إلى 845 ألف شخص تقاعدوا بالفعل.

وطبقا للتوقعات، فإن نصف مليون شخص سيحتفلون بعيد ميلادهم المئوي بحلول عام 2066، بالمقارنة بعشرة آلاف في الوقت الحالي. كما أن 8 آلاف من بينهم سيحتفلون بعيد ميلادهم العاشر بعد المائة.

وذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» أن وزير شؤون التقاعد ستيف ويب، حث العمال على البدء في أسرع وقت ممكن على الادخار من أجل فترة التقاعد. ويحاول ويب إحداث إصلاحات مهمة على نظام التقاعد. وأوضح أن هذه الأرقام المذهلة تؤكد لنا مدى أهمية التخطيط المسبق لحياتنا. وذكر الخبراء أن الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص الذين ستزيد أعمارهم على المائة سنة ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية ومالية عميقة.. لعل أولها زيادة أعباء دافعي الضرائب لمواجهة تكلفة رعاية المتقاعدين ومطالبهم الصحية.

كما يجب على الناس العمل لفترة أطول وبيع ممتلكاتهم وتوفير المزيد من الأموال لتمويل فترة التقاعد التي ربما تصل إلى 30 سنة. ويدرس البعض ربط السن الرسمية للتقاعد بتوقعات العمر التي يمكن أن تؤدي إلى استمرار الكثير من الناس في العمل حتى سن السبعين. وأوضح روس التمان، مدير عام مجموعة «سادج» للتأمين المتخصصة بتقديم خدمات التأمين إلى من تزيد أعمارهم على الستين، في تصريحات نشرتها صحيفة «دايلي تلغراف» أن «صناديق المعاشات لا تضع في الحسبان الناس الذين يصلون إلى سن المائة».

وطبقا للتقرير، فإن الأثرياء وهؤلاء الذين يعيشون في جنوب إنجلترا يستمتعون بأعمار طويلة.

وقد أثار ارتفاع متوسط العمر بالنسبة إلى الرضع وهؤلاء الذين وصلوا إلى سن التقاعد بطريقة أسرع مما هو متوقع، تضارب وجهات النظر بين الخبراء. فمتوسط العمر المتوقع بالنسبة إلى الطفلة المولودة في الوقت الحالي هو 81 سنة و9 أشهر، أما بالنسبة إلى الذكور فهو 77 سنة و7 أشهر. وبالمقارنة، فإن توقعات الأعمار بالنسبة إلى الأطفال الذين ولدوا قبل 30 سنة كانت تتوقع وفاة ربعهم قبل وصولهم إلى سن الخامسة والستين.

وقد نشرت صحيفة «دايلي تلغراف» تحقيقا حول هذا الموضوع أشارت فيه إلى أن الوقت قد حان لكي يستفيد المجتمع من مواهب وخبرات الأشخاص الأكبر سنا. وقالت جير الدين بيديل في تحقيقها إنه على الرغم من أن زيادة متوسط الأعمار تعتبر إنجازا مدهشا للإنسانية، فإن هناك تناقضات، فالبعض يعتبر زيادة متوسط العمر كارثة في الطريق.

وأشارت الكاتبة في مقالها إلى بعض الشخصيات التي لا تزال تمارس نشاطها بكفاءة على الرغم من تعديها سن التقاعد، ومن بينهم الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا التي بلغت من العمر 84 سنة، وممثلة المسرح والتلفزيون البريطانية جودي دنش البالغة من العمر 76 سنة، والمستثمر الأميركي وارن بافت البالغ من العمر 80 سنة، بالإضافة إلى مقدم البرامج التلفزيونية المتخصصة بعلوم الطبيعة ديفيد اتنبرا البالغ من العمر 84 سنة، ويعرض له التلفزيون البريطاني قريبا حلقات تلفزيونية جديدة صورها في مناطق مختلفة حول العالم.