رحيل العارضة الفرنسية التي كشفت عن عظامها لمحاربة مرض الأنوركسيا

إيزابيل كارو دقت ناقوس الخطر للتنبيه إلى أضرار النحافة

إيزابيل على غلاف كتابها الذي قدمت فيه شهادة مؤثرة ضد مرض رفض الطعام
TT

مثلما عاشت «أنحف من أن تلفت النظر»، رحلت الممثلة وعارضة الأزياء الفرنسية إيزابيل كارو، أواسط الشهر الماضي، وهي في ربيعها الثامن والعشرين، من دون أن تلحظ وسائل الإعلام وفاتها. ولولا خبر عارض في أحد المواقع الإلكترونية لما عرف أحد بانطفاء الشابة التي عانت من مرض فقدان الشهية (الأنوركسيا) إلى الحد الذي دفعها للثورة ضده والتحول إلى ناطقة باسم ضحاياه.

وكانت إيزابيل كارو قد أصيبت بالمرض منذ أن كانت في سن الثالثة عشرة. وبفضل نحولها المفرط نجحت في العمل كممثلة وعارضة للأزياء لدى مصممين يعتبرون العارضة مجرد شماعة لتعليق الثياب. وكانت تزن 31 كيلوغراما فحسب، مقابل قامة تبلغ 1.64 متر. وفي عام 2004 دخلت في غيبوبة حين تراجع وزنها إلى 25 كيلوغراما. وبعد خروجها من مرحلة الخطر عادت إلى عرض الأزياء، لكنها أثارت صدمة لدى الرأي العام عندما سمحت للمصور الإيطالي أوليفييرو توسكاني بالتقاط صورة لجسدها العاري المفزع في هزاله. وكانت المرأة الشابة تبدو وكأنها كومة من العظام المنفرة في اللقطة التي جرى تكبيرها كملصق في حملة ضد مرض «الأنوركسيا». وبررت كارو موافقتها على تلك الصورة بأنها كانت تريد الاحتجاج على فرض النحافة كموضة مقررة على النساء، وتنبيه الشابات الصغيرات إلى مخاطر الحميات الغذائية القاسية، وإلى أن رفض الطعام هو مرض نفسي وعضوي يمكن أن يؤدي إلى الموت.

وبفضل جرأة إيزابيل كارو اكتشف الفرنسيون معاناة الآلاف من عارضات الأزياء اللواتي يعشن جائعات، طوال الوقت، خشية زيادة أوزانهن لبضع غرامات، مما يتسبب في فقدانهن لعملهن. وصدرت قوانين تمنع تشغيل الفتيات النحيلات بشكل مرضي. وفي عام 2008 قدمت كارو شهادة مؤثرة في كتاب من تأليفها صدر عن منشورات «فلاماريون» في باريس بعنوان «الفتاة الصغيرة التي ترفض أن تسمن». وبعد تلك الحملة تحسنت صحتها، وبلغ وزنها، في الربيع الماضي، 42 كيلوغراما. لكنها تعرضت لالتهاب رئوي استدعى إدخالها المستشفى لأسبوعين، وأصابها الضعف، حيث فارقت الحياة بصمت ودونما إعلان، بناء على رغبة عائلتها. وأمس تناقلت وسائل الإعلام الفرنسية النبأ بعد مرور ستة أسابيع على رحيلها، بعد أن نشرت إحدى صديقاتها نعيا لها في صفحتها على «فيس بوك».