إلى أين تتجه الفرق الفنية لتصميم قاعاتها؟

الأميركي ويليام برانز يتخلى عن التدريس والصحافة ليقدم لها هذه الخدمة

من أهم مشروعات برانز إنشاء مركز «ميرسون سيمفوني» داخل دالاس
TT

عندما تريد فرقة باليه مسارح جديدة من أجل تقديم رقصاتها، وعندما تريد فرقة أوبرا مسارح جديدة لتغني عليها فناناتها، فإنها تذهب إلى ويليام برانز.

على مدى أكثر من ثلاثة عقود ساعد برانز (61 عاما)، وهو نائب رئيس مجموعة استشارات فنية مقرها لوس أنجليس، على وضع أفكار ومخططات لصالات حفلات جديدة، كما عمل على جمع المال من أجل العشرات من مؤسسات ومتاحف الفنون الاستعراضية. كان برانز يعمل مدرس لغة إنجليزية وصحافيا، ودخل إلى مجال إدارة الفنون عام 1979، كمدير تسويق لصالح فرقة الباليه داخل دالاس. ويعيش مع زوجته، جو، في شارع «أبر إيست سايد».

ويقول برانز الذي ولد في هولندا «هاجرت عائلتي من روتردام عندما كنت في الثامنة من عمري. ولم أكن أعرف كلمة واحدة في اللغة الإنجليزية. وانتقلنا إلى ميريلاند، جنوب بالتيمور. هل لدي أي طموحات فنية؟ في الحقيقة لا، فأنا موسيقي هاو، وأعزف على البيانو، لكن ليس أمامي أحد سوى زوجتي، التي تتحمل ذلك من حين لآخر. وإذا أراد أحد العزف على البيانو، فيجب عليه ممارسة ذلك، والممارسة تعني التكرار. وإذا قمت بالتكرار، فستصيب أحدا بالجنون.. وعليك ممارسة السلالم الموسيقية».

ويضيف أنه كان يمارس الموسيقى من أجل الهروب «عندما كنت في الصف السابع كنت أبحث عن وسيلة لتجنب التربية الرياضية. والوسيلة التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك في المدرسة العليا التي كنت فيها هي الانضمام إلى فرق موسيقية. وكان مدير الفرقة التي انضممت إليها عازف جاز في أوقات الفراغ. وقد علمني كيف يمكنني استخدام الساكسفون، وطلب مني الانضمام إلى فرقة جاز. وتعلمت عزف الجاز. وأود أن أقول إن الجاز هو ما جعلني أميركيا، لأن الأميركيين يشتركون في الميل إلى موسيقى سوينغ. وأنت بذلك تعرف ما تعني الثقافة الأميركية في جوهرها».

ومن أهم مشروعاته إنشاء مركز ميرسون سيمفوني داخل دالاس. لقد كان ذلك مشروعا مهما. كان آي إم بي المهندس المعماري الذي صممه، وهو مبنى رائع. افتتح عام 1989، ويوجد به 2100 مقعد. إنه بمثابة المكان المفضل لسماع الموسيقى، وقد كان بمثابة نقطة تحول داخل دالاس. وستفتتح داخل كارميل، وهي ضاحية شمال إنديا بوليس داخل ولاية إنديانا، قاعة حفلات تكلفتها 120 مليون دولار، وذلك في يناير (كانون الثاني) الحالي.

وهل هناك مكان مفضل لسماع الموسيقى؟ يقول «نعم، نعم.. يمثل الحجم المثالي ما بين 1600 إلى 2200 مقعد. ويرتبط الأمر بحجم الصالة، فلو كان هناك 3000 مقعد، فإن هذه مساحة ضخمة يصعب ملؤها، وإذا كان عدد المقاعد أقل من 1200 مقعد، وكان هناك 100 موسيقي على المسرح، فسوف تشعر بأن ذلك يؤذي عينيك».

هل شاهدت في حياتك من قبل مثل هذه الأوقات الصعبة في عالم الفنون؟. الوقت الحالي هو الأسوأ، فهو وقت صعب للغاية. هناك مؤسسات فنية لديها رواتب عمالة وتوجد مشكلة في تلبيتها. ولم تكن المتاحف والأوركسترا السيمفونية وفرق المسارح وفرق الرقص تقلق بشأن ذلك من قبل، لأنها كان لديها احتياطي نقدي وأموال سنوية ودخل مكتسب. وعندما تتراجع جميع هذه الأشياء في الوقت نفسه، وتقل المنح، ويتراجع الاحتياطي، فإن ذلك شيء مؤلم جدا.

لكنه يرى اهتماما كبيرا في أجزاء من المدن والبلديات بالتفكير في بناء منشآت فنية «ونجدهم مهتمين بأن يتحولوا إلى مقاصد فنية. ويرى الناس ذلك عنصر تحفيز اقتصادي».

وحول أهمية الفنون يقول «يقدم الفن صورة من التميز عندما يكون كل شيء على ما يرام. وفي عالم تكثر به المصاعب والتحديات، نجده يقدم عنصر نظام أمام هذه الفوضى».

* خدمة «نيويورك تايمز»