أوباما قضى إجازة هادئة على الرغم من الاستعداد للأسوأ

عاملون إضافيون وإمكانات تكنولوجية متطورة في مسكن العطلة

أوباما كان في إجازته يمارس الغولف يوما بعد آخر مع عدد من أصدقائه
TT

ربما هي المرة الوحيدة منذ توليه منصبه يتمكن الرئيس الأميركي باراك أوباما من قضاء عطلة طبقا لما كان مخططا لها.

فقد وصل أوباما إلى هونولولو راغبا في قضاء عطلة حقيقية، وبعد 11 يوما من ممارسة الغولف ولعب التنس والغوص - بغض النظر عن اطلاعه عن مجريات الأحداث من قبل مساعديه - غادر الرئيس هاواي مساء الاثنين بعدما ظهر علنا مرتين فقط، الأولى عندما اشترى أيس كريم لابنتيه وتناول الطعام في مطعمه المفضل في هونولولو.

وكان الأمر مختلفا عن عطلته في عام 2009 عندما قضت محاولة تفجير طائرة متجهة إلى ديترويت في يوم عيد الميلاد على أي محاولات للراحة بالنسبة لأوباما ولمساعديه بعد يوم واحد من وصوله إلى هاواي، كما كانت بعيدة كل البعد عن أحداث فترة ما قبل أعياد الميلاد عندما اضطر الرئيس لتأخير عطلته لمدة 5 أيام بعدما أكمل الكونغرس عمله ببطء شديد.

ومع عدم وجود أحداث مهمة في الولايات المتحدة أو في الخارج، فيما عدا العواصف الثلجية، فقد كان التغيير الوحيد بالنسبة له هو مد فترة العطلة؛ فسيعود إلى العاصمة الأميركية واشنطن بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بدلا من يوم الاثنين كما كان مقررا.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس وفريقه كانوا على استعداد لمواجهة الأسوأ.. فبعد المحاولة الإرهابية التي جرت في الفترة نفسها من العام الماضي، طور البيت الأبيض التكنولوجيا الموجودة في المسكن الذي قضى فيه أوباما إجازته، فجعل من السهل على أوباما التحدث مع المسؤولين في جهاز الأمن القومي في حالة الطوارئ.

وعلى سبيل المثال انضم نيكولاس راسومسين، المدير في قطاع مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي، إلى المجموعة الصغيرة من المسؤولين الذين حضروا مع الرئيس إلى هاواي.

بينما بقي جون برنانا، كبير مستشاري مكافحة الإرهاب، في واشنطن، لكنه كان على صلة دائما بمساعدي الرئيس في هونولولو، وقد اعتمد البيت الأبيض على المراسلين في محاولة للتأكيد أن الرئيس على استعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة، على الرغم من أنه رسميا في عطلة.

وأوضح بن روديس، نائب رئيس وكالة الأمن القومي، الذي صاحب الرئيس إلى هاواي، أن العاملين الإضافيين في هاواي وإمكانات الاتصالات سمحوا «لنا بضمان أن الرئيس على اتصال دائم بجهود مكافحة الإرهاب خلال موسم العطلات، في الوقت الذي نقدم فيه قدرات هائلة لإدارة الأزمة في حال وقوعها».

تجدر الإشارة إلى أن أوباما قام بعمل مهم خلال فترة العطلة في هاواي؛ فقد وقَّع يوم الأحد قانونا يسمح بتقديم مليارات الدولارات تعويضا ورعاية صحية طويلة المدى للأشخاص الذين هم أول من استجابوا لطلبات الطوارئ عقب أحداث 11 سبتمبر (أيلول).

وفيما عدا إصدار بيانات مكتوبة حول عدد من الأحداث غير المهمة التي وقعت في الولايات المتحدة أو حول العالم، فقد قضى إجازته من دون أي أحداث. وكان يذهب كل صباح إلى قاعة اللياقة البدنية في قاعدة مشاة الأسطول على بعد عدة أميال من مقر إقامته.

أما فترة بعد الظهر فقد كان يقضيها في ممارسة الرياضة. وكان يمارس الغولف يوما بعد آخر مع عدد من أصدقائه، الذين يقضون إجازتهم وأسرهم مع الرئيس عادة. أما في الأيام التي لا يلعب فيها الغولف فد كان يمارس البولينغ وكرة السلة والتنس مع الأصدقاء وابنتيه.

وقال المساعدون: إن الرئيس كان لديه ما يكفي من الوقت لقراءة روايتين، الأولى: «ألف خريف جاكوب دي زوت» لديفيد ميتشل و«خائن من نوعيتنا» لجون لو كار.

وكما فعل في العامين الماضيين، زار أوباما القوات في القاعدة خلال عشاء أعياد الميلاد، وفي رأس السنة قدمت أسرة أوباما وأصدقاؤهم - كما حدث في العامين السابقين - عرضا للمواهب. ولم يصدر مساعدو أوباما أي تفاصيل ولكن مجلة «تايم» ذكرت في العام الماضي أن عرضا مشابها في كامب ديفيد شاهد ميشيل زوجة الرئيس ترقص «الهولا هوب»، بينما انضم زوجها إلى مجموعة من الرجال الذين غنوا «أنت إشراقة حياتي».

وقضى الرئيس إجازاته في بلدة كاليوا الصغيرة؛ حيث استأجر عزبة تطل على الشاطئ وقد تناول طعام العشاء مرة واحدة في هونولولو في مطعم مفضل اسمه آلان وونغ، يقدم أكلات محلية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»