2010: العام الذي شهد سيطرة الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية

«فيس بوك» أثار الإعجاب والإحباط في العام الماضي

تجاوز عدد مستخدمي موقع الشبكة الاجتماعية «فيس بوك» حاجز الـ 500 مليون مستخدم
TT

بدأ عام 2010 بمطاردة مجموعة من الشركات لجهاز «كايندل» المحمول لقراءة الكتب الإلكترونية من إنتاج شركة «أمازون». وانتهى بسعي بعض من نفس هذه الشركات لتقليد جهاز «آي باد» من إنتاج شركة «أبل». وفي خضم هذه المنافسة المحمومة بين الحواسب الدفترية، تعرضنا جميعا لتحدّ يتمثل في التكيف مع العوالم المتوسعة للشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية.

ولا شيء يوضح ما جعل صناعة التقنية رائعة ومحبطة، في الوقت نفسه، بشكل جلي، أكثر من المكانة البارزة التي حققها موقع «فيس بوك».

وتجاوز عدد مستخدمي موقع الشبكة الاجتماعية «فيس بوك» حاجز الـ500 مليون مستخدم، وأظهر الموقع للمرة الأولى مزايا متعددة، مثل خدمة البريد الإلكتروني المحدثة، وخيارات تبادل المعلومات عن موقعك مع أصدقائك، والحصول على تخفيضات من تجار التجزئة القريبين.

ولكنه قضى أيضا جزءا كبيرا من العام الماضي في إثارة المستخدمين، بفعل تغييرات الخصوصية التي كشفت المزيد من بياناتهم، التي كان من الصعب أو المربك التراجع عنها. ويمكن أن تساعد واجهة الخصوصية الأكثر بساطة التي دشنها الموقع في شهر مايو (أيار) الماضي المستخدمين، ولكنها لن تقدم مساعدة لهم إذا نسيت هذه الشركة مجددا أن مستخدميها لا يشغلون أجهزتهم جميعا بسرعات بداية التشغيل. وامتلكت شبكات اجتماعية أخرى طرقا أكثر سلاسة؛ حيث وفرت شبكة «تويتر» للقاعدة المتزايدة من مستخدميها خدمة أكثر اعتمادية وانشغالا، ولكنها طرحت أيضا بواجهة أكثر إفادة؛ بينما يشترك في موقع «فورسكوير» مستخدمون يمتلكون القدرة على استكشاف وتحديد المواقع الجغرافية البعيدة مثل محطة الفضاء الدولية.

ولكننا لا يمكن أن نكتب موضوعا عن أي من هذه المواقع، دون ملاحظة كيف سمحت الهواتف الذكية لمستخدميها بالتواصل، انطلاقا من عدد كبير جدا من الأماكن. وقاد هاتف «آي فون4» من إنتاج شركة «أبل» هذه الحزمة في عام 2010، ولكن نظام «أندرويد» للتشغيل من إنتاج شركة «غوغل» تحسن بمعدل أسرع، ولم يطلب من مستخدميه تسجيل الحساب مع ناقل واحد فقط، حتى وإن كان بعض ناقليه الذين يبيعون هواتف «أندرويد» قد أظهروا افتقارا خطيرا للذوق في استخدامهم لبرنامج التشغيل الذي طرحته شركة «غوغل».

وربما أكون قد خصصت مساحات إضافية من أعمدتي للهواتف الذكية بشكل أكبر من أي نوع آخر من الأجهزة الصلبة، وقد حدث هذا لسبب واحد وجيه؛ وهو أن هذه الأجهزة هي الجانب الأكثر روعة، والجزء الذي يتحرك بأسرع معدل في صناعة الإلكترونيات.

وغطت الكثير من مقالاتي ومقالات كتاب آخرين الجدل الغريب حول طريقة استقبال هاتف «آي فون4». وكان يجب أن يتم تخصيص المزيد من المقالات لمناقشة سيطرة شركة «أبل» التعسفية وغير المبررة على التطبيقات المخصصة لـ«آي فون» في «أبل».

ولكن الحاسبات الدفترية لم يتم إغفالها إلى حد بعيد. وأعيد إطلاق شركة «أبل» لجهاز «آي باد» تحديد هذه السوق بطريقة جعلت الفكرة مرتبطة في النهاية بالمستخدمين في المنازل. وأخذ المنافسون الإشارة، وبدأوا في تداول أجهزة لن تتأهل مطلقا للتفوق على جهاز «آي باد»، ولن تنجح أيضا في الحصول على لقب «منافس آي باد».

وأسهم النجاح الذي حققه جهاز «آي باد» والأجهزة الدفترية الأخرى في خفض سعر جهاز «كايندل» وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية الأخرى، ولكن القارئ الإلكتروني لشركة «أمازون» يحتاج إلى أن يخفض سعره لأقل من 100 دولار أميركي، وأن يجري تحسينات أكبر على شاشته لكي يحتفظ بمكانه في السوق.

وقد حدّت كل من الهواتف الذكية والحواسب الدفترية بشكل إضافي من أهمية حاسبات سطح المكتب التقليدية والحاسبات المحمولة. ومن المؤكد أن الناس لا يزالون يشترون هذه الأشياء بأعداد هائلة. ولكن عندما تتمكن من إنجاز كمية كبيرة جدا من العمل والألعاب على أحد الهواتف الذكية أو الحواسب الدفترية، أو أي جهاز آخر مزود بمتصفح يمكن أن يشغل تطبيقات تعتمد على شبكة الإنترنت، مثل برنامج المستندات من شركة «غوغل» لأداء هذا الغرض؛ فلماذا تكلف نفسك عناء التفكير بشكل مجهد إزاء اختيارك لنوع واحد من الحاسبات؟

وقد أضر هذا التوجه بشركة «مايكروسوفت»، وهي الشركة التي استفادت خلال مرحلة معينة من سوق الحاسبات التقليدية بشكل أكبر من أي شركة أخرى. وحققت أهم تطبيقات برمجية طرحتها الشركة خلال العام الماضي، وهي برامج التطبيقات المكتبية «أوفيس 2010» التي تتناسب مع نظام تشغيل نوافذ الشركة، رواجا محدودا منذ طرحها في الأسواق.

وفي نفس الوقت، لم يتطلب أنجح برنامجين دشنتهما الشركة التي تتخذ من مدينة ريموند بولاية واشنطن مقرا لها، وهما برنامج النوافذ البسيط بشكل ممتع لهاتف «فون7» الذكي، وواجهة لعبة الفيديو لبرنامج «إكس بوكس كينسيت»، امتلاك المستخدم لنسخة من النوافذ أو التطبيقات المكتبية التي طرحتها الشركة.

وسوف تعتقد بأن نفس هذا التحول قد حقق لشركة «غوغل» نجاحا كبيرا خلال عام 2010، ولكن الشركة، التي تتخذ من مدينة ماونتين فيو في ولاية كاليفورنيا مقرا لها، تعرضت لسلسلة مفاجئة من الإخفاقات. وعزلت خدمة «Buzz» الإعلامية الاجتماعية التي طرحتها الشركة المستخدمين المسجلين فيها بطريقة آلية، واستسلمت الشركة عبر بيع هاتفها «نيكسوس وان أندرويد» بشكل مباشر إلى العملاء، ولم ترق ذاكرة كتابها الإلكتروني الجديد للضجيج الذي تم سماعه عن التطبيقات المتقدمة في هذا الجهاز.

ولا بد أن يكون أكثر الإخفاقات المؤلمة لشركة «غوغل» هي محاولتها لدمج ملفات الفيديو الإلكترونية وبرمجة الاشتراك في برنامج «غوغل» التلفزيوني الذي تنتجه. وقد سدت الشبكات غير المتعاونة بسرعة هذا البرنامج عبر منع أجهزة «غوغل» التلفزيونية مثل «لوغيتيك ريفيو» من تشغيل عروض بعيدا عن مواقعها الإلكترونية.

وانتقال المشاهدة التلفزيونية من حزمات البرمجة الغالية وغير المرنة سوف تستغرق وقتا أطول من الوقت الذي قد تأمله شركة «غوغل». ولكن هذا يحدث، مع رواج الأجهزة الأكثر بساطة، مثل تلفزيون «أبل»، الذي أعادت الشركة تدشينه، وأجهزة «روكو» الرخيصة، وهي أجهزة استقبال إعلامية على شبكة الإنترنت، وبهذا أصبح من السهل بدرجة أكبر من أي وقت مضى الاستمتاع بمشاهدة ملفات الفيديو على شبكة الإنترنت على شاشة كبيرة. وهناك سبب يفسر لماذا تمتلك «أجهزة العرض التلفزيونية التي يتم توصيلها على شبكة الإنترنت» مستقبلا إضافيا أبعد من أي جهاز تلفزيوني يعمل بتقنية البعد الثالث.

وإجمالا، تبدو الأمور أفضل بالنسبة لمستخدمي التقنية، بعد التغيرات التي حدثت طوال العام الماضي. ولكن هناك تهديدان قد يبطئان أو يعطلان الكثير من هذا التقدم.

والتهديد الأول هو قدرة مزودي الإنترنت، وخصوصا الناقلين اللاسلكيين على اعتراض أو حجب الخدمات أو التطبيقات التي لا يريدونها. وتمتلك الحكومة فرصة لكتابة قواعد واضحة عن «حيادية الشبكة»، ولكن بعد شهور من التردد وعدم التوصل لقرار حاسم، انتهى الأمر بتسوية تمثلت في التوصل إلى تشريع محدود وغامض.

وهناك تهديد آخر، وهو نظام الملكية الفكرية الذي يشجع الانتهاكات من قبل الشركات التي فازت بحقوق ملكية فكرية أكبر قبل سنوات، والتي يمكن أن تحاول فيما بعد الفوز بفرصة قانونية لمقاضاة الشركات التي طرحت منتجات ناجحة في السوق. ويبدو عام 2011 واعدا، وخصوصا فيما يتعلق بمستقبل شبكات «الجيل الرائع» اللاسلكية الأسرع في الولايات المتحدة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»