ودعت الساحة الإعلامية العربية الإعلامي طاهر أبو زيد، أحد الرواد الأوائل في الإذاعة المصرية، بعد أن غيبه الموت أمس عن عمر يناهز 88 عاما بعد معاناة قصيرة مع المرض نتيجة تعرضه لكسور بساقيه نتيجة انزلاقه، تاركا خلفه مشوارا إعلاميا طويلا من النجاح والتميز بالإذاعة والتلفزيون.
واشتهر الإعلامي الراحل بعدد من البرامج المسموعة التي كانت علامة بارزة بالنسبة للإذاعة المصرية، من أبرزها برنامج «جرب حظك» الذي كان من أشهر البرامج الإذاعية في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، وكان له تأثير كبير على المستمعين، حيث كان يستضيف نجوم المجتمع المصري من الفنانين والشعراء والكتاب والمفكرين، ويعد كثير من حلقاته الآن بمثابة تسجيلات نادرة مع هؤلاء النجوم.
ومن برامجه الأخرى برنامج «رأي الشعب» الذي قدمه في الإذاعة أولا ثم انتقل في ما بعد إلى شاشة التلفزيون المصري، وحقق نجاحا كبيرا، وبرنامج «الفن الشعبي» الذي لاقى صدى كبيرا وسط الجمهور واكتشف فيه كثيرا من المواهب التي أصبح لها شأن بعد ذلك في مجال الفنون، بالإضافة إلى برنامج «مع مجلس الأمة» لنقل ما يدور بداخل البرلمان إلى المستمعين، وبرنامج «حكايات طاهر أبو زيد» الذي كان يقدمه على شبكة البرنامج العام حتى رحيله.
والإعلامي أبو زيد من مواليد 5 أبريل (نيسان) عام 1922 بمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية (شمال شرقي القاهرة)، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة المنصورة الثانوية بتفوق، لكنه لم يكمل تعليمه في البداية حيث اضطرته الظروف للعمل «مُحضر» في المحكمة أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن بمساعدة وتشجيع من رئيس المحكمة استطاع أن يدرس القانون في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية بعد نقله إلى هناك لإكمال دراسته، وبالفعل أخذ يعمل ويدرس في الوقت ذاته إلى أن تخرج في عام 1948 وحصل على ليسانس الحقوق.
وعين طاهر أبو زيد في الإذاعة المصرية عام 1950 كقارئ لنشرة الأخبار، ليزامل في تلك الفترة عددا من رواد الإذاعة في مصر أمثال صفية المهندس، عواطف البدري، وتماضر توفيق، وعلي الراعي، وحسني الحديدي، وأنور المشري، وعبد الوهاب يوسف، وترأس الراحل إذاعة «الشرق الأوسط» لمدة خمس سنوات منذ عام 1967 حتى عام 1972.