مطربون يحاربون الإرهاب بالغناء

«مسلم ومسيحي» و«في شرع مين» و«ليلة عيد الميلاد».. عناوين أغنيات جديدة ردا على تفجيرات الإسكندرية

المطرب سامو زين والمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم
TT

في مشهد أعاد إلى الذاكرة المصرية التألق الفني الذي شهدته حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حين تكاتف الفنانون من مطربين ومؤلفين وملحنين لإنجاز الأغاني الوطنية والحماسية التي ألهبت شعور الجماهير العربية وحركت وجدانها في سرعة فائقة وإتقان وتفان.. يشهد الوسط الفني المصري حالة من الحراك الغنائي، حيث بادر الفنانون بإنتاج أعمال غنائية تعبر عن رفض مجتمعي عام للانفجار الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية وكنوع من أنواع المشاركة الوجدانية مع ذوي الضحايا.

البداية كانت مع المطرب سامو زين، الذي يسابق الزمن للانتهاء من أغنية تحمل عنوان «مسلم ومسيحي»، وقال زين لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أن انتهيت من إحياء حفل رأس السنة في أحد الفنادق القاهرية، فوجئت بالحادث المفزع. وشعرت بمنتهى الأسى، لأنني عشت بمصر أكثر من نصف عمري ولم أسمع إطلاقا بتفرقة على أسس دينية»، وأضاف زين: «رغم أنني لا أحب السياسة، فإن الحادث استفزني بشدة، وأردت أن أوجه رسالة؛ لا لمصر فقط، بل للوطن العربي ككل، كي يساند بعضنا بعضا.. ولذا، اتصلت بالملحن والمؤلف إسلام زكي ليكتب أغنية تدور حول الواقعة.. فأخبرني أن أمه كتبت كلمات في هذا السياق.. وحين سمعت الكلمات راقتني وسارعت إلى صديقي مهندس الصوت نصر محروس لحجز الاستوديو، وقمت بتصوير الأغنية مع حرصي على أن يظهر فيها محروس المسيحي كدليل على الوحدة».

أما «في شرع مين وبحق مين.. نقتل ونقوّم فتنة»، فهو مطلع الأغنية التي قام بتسجيلها الملحن والمطرب عمرو مصطفى تعبيرا عن رأيه في ما حدث. وقال مصطفى لـ«الشرق الأوسط»: «عندما شاهدت التقارير الإخبارية التي تناقلت خبر هذا الاعتداء الإرهابي، فكرت في كتابة وتلحين وتوزيع وغناء الأغنية.. التي لم أستخدم في تلحينها سوى الجيتار».

ويختم مصطفى أغنيته بعبارة «الفتنة أشد من القتل وما حدش هيقدر يفرقنا كمصريين»، موضحا أنها «رسالة موجهة إلى كل من تسول له نفسه أنه يستطيع أن يهز المصريين، وردا على كل من يحاول بث الفرقة بين أطياف الشعب المصري»، مؤكدا أن المصريين في ما خاضوه من حروب لم يشغلهم أبدا سؤال من قبل: «انت ديانتك إيه».

وعلى الدرب ذاته، سارت المطربة الشابة مروة نصر، التي قامت بتسجيل أغنية بعنوان «ما اتخلقش». وقالت نصر: «واصلت العمل ليل نهار في سباق مع الزمن حتى أنتهي من تسجيل وتصوير الأغنية في 24 ساعة فقط».

وأشارت نصر إلى أنها تأثرت بشدة بما حدث وعبرت عما بداخلها من أحزان بهذه الأغنية، لأن هذا هو دورها كفنانة مصرية.. وتم تصوير الكليب بمشاهد من فيلم «حسن ومرقص» للنجمين عادل إمام وعمر الشريف.

أما المطرب محمد عدوية فقرر المشاركة بأغنية «لأننا مصريين»، وقال عدوية: «عبرت عن استنكاري لما حدث، وكمحاولة مني لإطفاء مشاعر الغضب المتأججة من هذا الفعل الشائن».. وأكد عدوية أن الوقت لم يسعفه لتصوير الأغنية بطريقه الفيديو كليب.

من جهته، لم يفوت المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم المناسبة كعادته في مواكبة الأحداث على الساحة المصرية، ودخل على خط الأحداث بأغنية جديدة بعنوان «ليلة عيد الميلاد»، كتبها المؤلف إسلام خليل. وعبر عبد الرحيم لـ«الشرق الأوسط» عن استنكاره للحادث قائلا: «من إمتى بنقول مسيحي ولا مسلم؟ إيه الكلام ده».

وعن الأغنية التي يقول مطلعها: «بغني وأنا مش قادر.. والحزن في قلبي زاد، على الاعتداء الغادر.. ليلة عيد الميلاد، الناس جت في الميعاد.. بيصلوا فرحانين، الفرحة بقت حداد.. على رأس الميتين».

وقال المؤلف إسلام خليل، لـ«الشرق الأوسط»: «كتبت الأغنية في اليوم التالي للحادثة البشعة، كتعبير عن غضب الشارع المصري ورفضه لكل الأعمال الإرهابية»، وأضاف أنه يرى أن الأغنية هي أسرع رسالة يتقبلها الناس، وأن هذا هو الغرض الرئيسي وراء سرعة الإنتاج وليس الربح المادي.