المذيع دارفور بطل أحدث السرقات الأدبية في فرنسا

«لطش» مئات المقاطع من سيرة أميركية قديمة عن الروائي همنغواي

TT

يواجه واحد من أشهر الإعلاميين الفرنسيين اتهاما بالسرقة الأدبية بعد أن أعلنت دار «آرتو» للنشر عن قرب صدور سيرة جديدة للكاتب الأميركي الحائز على «نوبل» إرنست همنغواي، أنجزها المذيع التلفزيوني والكاتب باتريك بوافر دارفور. وجاء في ملف نشرته مجلة «الإكسبريس» الباريسية في عددها الصادر هذا الأسبوع أن في السيرة أكثر من 100 صفحة منقولة، مع بعض التحريف المفضوح، من كتاب سابق عن همنغواي أصدره بيتر غريفين في الولايات المتحدة الأميركية، قبل ربع قرن، وظهرت ترجمته الفرنسية عن دار «غاليمار»، عام 1989 ونفدت من الأسواق.

وداوم بوافر دارفور، لأكثر من عقدين، على تقديم أنجح نشرة مسائية للأخبار من القناة التلفزيونية الأولى، حيث كان يتابعها 10 ملايين مشاهد كل ليلة. كما واظب على نشر الروايات والكتب، منفردا أو بالاشتراك مع شقيقه أوليفييه، محققا أعلى المبيعات. لكن القناة الأولى صرفته من الخدمة، بشكل مفاجئ، قبل سنتين، فتفرغ لتقديم برنامج أسبوعي من القناة الخامسة ولتأليف الكتب وأصدر، خلال العام المنصرم وحده، رواية ودراستين و8 كتب من المختارات الأدبية، عدا عن كتابة المقدمات لستة كتب.

وفي حين أعلنت دار «آرتو» التابعة لمنشورات «فلاماريون» أن النسخة التي وزعتها مسبقا، عن طريق الخطأ، إلى النقاد ومحرري صفحات الأدب، ليست مكتملة وما زالت تحتاج إلى تنقيح وموافقة المؤلف عليها، فإن الدائرة القانونية لدى دار «غاليمار» تحفظت على توجيه اتهامات بالسرقة الأدبية لكتاب لم ينزل إلى الأسواق بعد، ويقع في مئات الصفحات. وحذرت المتحدث باسم الدائرة من احتمال أن تكون التهمة تصفية لحسابات مع المذيع الإشكالي.

من جهته، دافع بوافر دارفور عن نفسه دفاعا من النوع الذي ينطبق عليه المثل العربي «يكاد المذنب يقول خذوني». وقال إنه أمضى سنة ونصف السنة في تأليف هذه السيرة التي اختار لها عنوان «همنغواي، حياة حتى الإفراط». وأضاف أنه قرأ عشرات الكتب التي نشرت عن الروائي الأميركي الشهير الذي انتحر برصاصة من بندقية صيد قبل 50 عاما. ولم ينكر المذيع أنه تأثر بالسيرة التي كتبها بيتر غريفين ويعتبره أفضل من تناول همنغواي في مرحلة الشباب.

يذكر أن السيرة المهنية لباتريك بوافر دارفور لا تخلو من لطخات سوداء. فقد أذاع، ذات يوم، ما وصفه بأنه مقابلة خاصة مع الزعيم الكوبي فيديل كاسترو. ثم تبين أنها مجرد «مونتاج» لمؤتمر صحافي. كما سافر إلى بغداد لمقابلة الرئيس الأسبق صدام حسين، عشية حرب الخليج الأولى، وقال في نشرته الإخبارية أنه تمكن من أن يهرب في حقيبته طفلا كان رهينة لدى السلطات العراقية. ولما توفيت ابنته الشابة المريضة بإلقاء نفسها تحت عربة مترو الأنفاق، نشر عنها كتابا أثار الاستهجان لاستغلاله مأساته الشخصية في الحصول على مكاسب مادية.