عبد العزيز العجلان: الشماغ الخليجي لم يتأثر بالموضة الغربية

تاجر يكشف عن قصة توبيخ الملك خالد له لإشغاله الناس عن صلاة الفجر

الشماغ ظل بمثابة الهوية الرسمية لدول الخليج («الشرق الأوسط»)
TT

روى أحد أبرز تجار الأشمغة في السعودية، قصة توبيخ الملك الراحل خالد بن عبد العزيز له، وذلك لإشغاله الناس عن صلاة الفجر، حيث كان المواطنون يصطفون بالعشرات أمام محله ليحظوا بفرصة اقتناء الشماغ، وهو أحد مكونات اللباس التقليدي للسعوديين.

وكان عبد العزيز العجلان، رئيس مجلس إدارة شركة «أبناء محمد السعد العجلان»، قد ساق عددا من تجاربه، في لقاء موسع عقدته لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية بالرياض مؤخرا، وقدم خلال هذا اللقاء، إلى جانب تجاربه في المال والأعمال، نصائح للشباب الراغب في الدخول إلى العمل الحر.

ونفى العجلان أن يكون الشماغ قد تأثر بموجة الموضات الغربية، مؤكدا أنه يظل بمثابة الهوية الرسمية لكل سعودي، وللخليجيين بشكل عام.

ويشير العجلان إلى أن سوق الشماغ تتعرض إلى موجات هبوط وموجات ارتفاع، إلا أن المؤشرات في المجمل تشير إلى تزايد في حجم هذه السوق.

وأكد أن صناعة الشماغ بدأت تنتقل تدريجيا من المصانع الإنجليزية إلى المصانع السعودية، مشيرا إلى أن 30 – 40 في المائة من إنتاج شركتهم من الأشمغة أصبح يصنع محليا، وأشار في هذا الصدد إلى أن الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، كان أول من ارتدى أول شماغ من الإنتاج المحلي لشركتهم.

ولفت إلى أن مصنع الرياض، يقوم على أعماله عدد من الفتيات السعوديات، يعملن في مجال تطريز الشماغ، ورحب العجلان بالراغبات في الالتحاق بهذه الأعمال، من الفتيات السعوديات.

ويعود العجلان إلى قصة قديمة من خلال تجاربهم في الشركة التي امتدت إلى عشرات السنين في مجال الأشمغة، حيث كان شماغ «البسام» الشهير، مقصدا للكثير من كبار الشخصيات في البلد، يأتي الملك وولي عهده في طليعة هذه الشخصيات، في وقت كانت تعتبر فيه قيمة هذا الشماغ مكلفة، مما يحصر استخدامها في نخبة معينة. إلا أنه وبعد ارتفاع مستوى دخل الفرد السعودي، أصبح شماغ «البسام» سلعة رائجة، يتنافس الكثير للحصول عليها، مما خلق ازدحاما يبدأ صبيحة كل يوم، حيث يصطف العشرات لشرائه.

وفي تلك الفترة قام عبد العزيز العجلان، مع عدد من أفراد أسرته، بزيارة الملك خالد فترة حكمه، لإهدائه شماغ «البسام»، وحين علم الملك خالد أن الزائرين هم أصحاب ماركة شماغ «البسام»، بادرهم قائلا: «لماذا لا تدعون الناس يصلون الفجر؟»، وأردف العجلان: «لم نستوعب مراد الملك حينها، لكننا أدركنا فيما بعد أنه يقصد الطوابير التي تصطف لشراء شماغ (البسام) منذ الفجر»، وذكر العجلان أن الملك حينها أمرهم بعدم البدء في عمليات البيع إلا بعد طلوع الشمس.

ويشير العجلان إلى أنهم أهدوا الملك خالد عددا من شماغ «البسام»، إلا أنهم اكتشفوا أن مقاس الملك خالد كان 64، وهو المقاس الذي لا يتوافر لديهم، فقال: «قمنا بطلبه من المصنع في إنجلترا، ووفرنا منه كميات، وأحضرنا كمية منها للملك خالد، وبقية الكمية بيعت في السوق، وعرفت باسم (شماغ ملكي)، وكانت هذه هي بداية ما يعرف بمصطلح (الشماغ الملكي)».

وطالب رئيس مجلس إدارة شركة «أبناء محمد السعد العجلان»، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، بتفعيل عمليات التدوين والتوثيق للتجارب المحلية، مؤكدا على أهميتها وضرورتها، التي لا تتضح إلا بمرور سنين طويلة.

ويلفت العجلان، من خلال تجربتهم في شركة «أبناء محمد السعد العجلان»، كشركة عائلية، إلى ضرورة أن تكون الشركات العائلية مبنية على أسس متينة، مشيرا إلى أنهم اعتمدوا مؤخرا «ميثاقا شرفيا»، بحيث يسد طرق المشكلات المحتمل حدوثها، على الرغم من تأكيده عدم حصول أي مشكلة عائلية في الشركة حتى الآن، إلا أنه أشار إلى أن ما يحدث في عدد من الشركات الأخرى، هو ما دعاهم إلى اعتماد هذه الوثيقة، التي تؤكد ضرورة تغليب مصلحة العائلة، والحفاظ على اسمها، وعلى المصالح الفردية والشخصية في الشركة.

ويعتبر العجلان القطاع العقاري، على الرغم من تقلب الدورات التجارية والمالية، راسخا وثابتا، مشيرا إلى أن اعتقاده بأن القطاع العقاري مرشح للصعود أكثر، أعلى من ارتفاعه الحالي، مستدلا بقصص عدد من الدول الأخرى، ويؤكد العجلان أن السلم الحقيقي للقطاع العقاري هو التجارة، ودعا في هذا السياق إلى ضرورة إنشاء محافظ عقارية، تسمح بالتشارك والتساهم في ظل ارتفاع تكاليف العقارات، شريطة ألا تكون هذه المحافظ محافظا انتهازية، وأن تكون تحت رقابة حكومية واضحة.

كما دعا العجلان الشباب السعودي إلى اقتحام عالم المال والأعمال، مشيرا إلى أن الفرص المتاحة اليوم أكثر بكثير من الفرص السابقة، مما يتيح الفرصة للشباب السعودي الراغب في العمل الحر للدخول والمنافسة، ناصحا إياهم بالاجتهاد والمتابعة في أعمالهم، إلى جانب أخذ الاستشارة ممن سبقوهم في المجال، معتبرا أن التجار السعوديين يتميزون بدعمهم المعنوي الكبير للشباب المستثمر.