فنانون مصريون ينعون محمد الدفراوي بطل «السلطان الحائر»

جسد أدوار الشر بأناقة وكان أحد نجوم مسرح الستينات

الدفراوي في آخر ايامه («الشرق الأوسط»)
TT

غيب الموت، أول من أمس (الأربعاء)، الفنان المصري محمد الدفراوي، عن عمر يناهز الـ90 عاما، وبعد رحلة عطاء حافلة مع الفن عبر نصف قرن، قدم خلالها أكثر من مائة عمل مسرحي وتلفزيوني وسينمائي.

عانى الدفراوي خلال سنواته الأخيرة من أمراض الكبد، وأجريت له في الآونة الأخيرة عدة عمليات جراحية بمستشفى معهد ناصر، بعدما تعرض لعدة مضاعفات صحية، كما أجريت له عملية جراحية في فخذه لتركيب مسمارين وشريحة، إثر تعرضه لكسر مضاعف في قدمه بعد سقوطه من فوق سلم أحد المسارح أثناء الاحتفال بذكرى تأميم قناة السويس.

وتدهورت الحالة الصحية للدفراوي بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، حيث كان طريح الفراش لا يتحرك، مانعا زيارة أبناء الوسط الفني له، حيث فقد القدرة على الكلام.

وحقق الدفراوي نجاحات هائلة مع عادل إمام في فيلم «الإرهابي» الذي قدم فيه دور أحد الكتاب الذين يحاربون الإرهاب، وكذلك دور إمام المسجد الذي يقوم بتجنيد الشباب للقيام بأعمال إرهابية في فيلم «عمارة يعقوبيان»، ودور رجل الأعمال الثري في فيلم «سلام يا صاحبي»، ورئيس الحكومة المصرية في فيلمي «التجربة الدنمركية» و«الواد محروس بتاع الوزير»، ووزير الداخلية في فيلم «النوم في العسل»، إضافة إلى أدوار أخرى مهمة في أفلام «غروب وشروق» و«ضربة معلم» و«الفتى الشرير» و«حب فوق البركان» و«الطريق إلى إيلات» و«عيون الصقر» و«مسجل خطر» و«حسن اللول» و«رسالة إلى الوالي» و«رجل لهذا الزمان» و«القطار» و«البؤساء». وكان آخر أفلامه فيلم «التوربيني». ومن أهم مسلسلاته التلفزيونية «إمام الدعاة»، «أهالينا»، «ذئاب الجبل»، «محمد رسول الله»، «رأفت الهجان»، «عائلة الحاج متولي»، «ناصر»، «الإمام المراغي».

درس الدفراوي بكلية الآداب جامعة القاهرة، ثم حصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1955، ثم عمل في مسارح القطاع الخاص والقطاع العام. وخلال رحلته قدم أدوارا متنوعة في مسرحيات: «دنشواي الحمراء»، «كفاح شعب»، «تحت الرماد»، «السلطان الحائر»، «مصرع كليوباترا». ورغم فرص البطولة التي حصل عليها في بداية حياته، فإنه سرعان ما عاد إلى الأدوار الصغيرة، وجسد أدوار الشرير الأنيق والمثقف الإيجابي. شيعت جنازة الدفراوي، أمس (الخميس)، من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، بينما سيقام العزاء اليوم (الجمعة) في نفس المسجد. وولد الدفراوي في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ شمال القاهرة عام 1921، وكان أول أجر حصل عليه 200 جنيه عن دوره في أول أفلامه «الله أكبر».

عرف الدفراوي في أوساط الفنانين بالفنان المثقف، وكان رحمه الله، حسن المعشر دمث الروح، نموذجا لأحد أبناء المسرح الفني في الستينات، بحسب وصف الفنانين، حيث قال الفنان سامح الصريطي: «جمعني بالدفراوي الكثير من الأعمال الفنية منذ بداياتي، وكانت بيننا علاقة إنسانية كبيرة، وكان مثالا للرجل المتعاون، وأخا كبيرا لجميع أبناء جيله من الفنانين ونموذجا لأبناء المسرح القومي».

أما الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، فقال: «فقدنا رمزا من رموز الفن، فمحمد الدفراوي له باع ومشوار طويل خلال حياته الفنية».

وأضاف زكي: «شعرنا بافتقاده، ونرفع أيادينا إلى الله أن يتغمده برحمته»، مشيرا إلى أن «النقابة لم تقصر في علاج الراحل».

وأوضح الفنان طارق دسوقي أن «الدفراوي يعد من أعمدة المسرح القومي، حيث قدم أعمالا خالدة ما زالت موجودة في أذهان الجميع حتى الآن، خاصة الأعمال التاريخية، حيث كان الدفراوي يتفوق علي أي ممثل مصري في إجادته للغة العربية الفصحى، وكان خلوقا، احترمه الجميع طوال مشواره الفني، الذي قارب على نصف قرن».

أما الفنان محمد فريد فقال: «نطلب له الرحمة والمغفرة لأنه فعلا فنان كبير وله أعمال كثيرة سوف تظل في ذاكرة الناس».