المديرة العامة لليونيسكو تعرب عن حزنها لرحيل الرسام الموزمبيقي مالنغاتانا

حمل لقب «فنان السلام» ونقلت أعماله الثراء اللوني والرمزي للمجتمعات الأفريقية

مالنغاتانا الذي رحل عن 75 عاما
TT

«مع رحيل مالنغاتانا فالينتي نغوينيا، يفقد الفن الأفريقي المعاصر أحد أبرز ممثليه؛ فهذا الرسام الكبير لم يتميز بفنه فحسب، بل بدفاعه المستميت عن السلام». بهذه الكلمات عبرت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونيسكو، عن حزنها العميق لوفاة الرسام الموزمبيقي الحائز على لقب «فنان اليونيسكو من أجل السلام».

ويُعتبر مالنغاتانا من أبرز الرسامين في أفريقيا السوداء. وقد وُلد في قرية ماتالانا، جنوب موزمبيق، عام 1936، واشتهر برسومه ولوحاته الجصية الضخمة المليئة بالحشود والألوان. وقاده شغفه بالفن إلى عالم السيراميك والنقش والنحت والشِّعر. وبعد استقلال موزمبيق عام 1975، كُلّف مالنغاتانا بالكثير من الأعمال الفنية العامة، منها الرسوم الجدارية التي تزين متحف التاريخ الطبيعي ومركز الدراسات الأفريقية في جامعة «إدواردو موندلان».

وشكلت أعمال الفنان الموزمبيقي، بما عكسته من ثراء في الألوان والرموز، مصدر إلهام لأجيال من الفنانين الأفارقة الذين جاءوا بعده.

وابتكر الفنان لوحة من الجص خلال مؤتمر عقده اليونيسكو بشأن ثقافة السلام في مابوتو، في سبتمبر (أيلول) 1997، وإثرها تمت تسميته فنانا لليونيسكو من أجل السلام، بحضور رئيس موزمبيق السابق، جواكيم شيسانو.

وأهدى مالنغاتانا أحد أعماله الفنية إلى المنظمة الدولية لتزين بها مقرها في باريس، على غرار كبار الفنانين الملتزمين في العالم، ولا تزال هذه اللوحة المعروفة باسم «الشباب والسلام» معروضة في المقر. وخلال مسيرته الفنية، أقام الراحل سلسلة من المعارض في عدد من البلدان الأفريقية والآسيوية والأوروبية. وبلغ من الشهرة أن أعماله الفنية تتوزع، اليوم، على المتحف الوطني للفن في موزمبيق، والكثير من صالات العرض، أو المجموعات الخاصة في أنغولا والهند ونيجيريا والبرتغال وزيمبابوي.

وكان مالنغاتانا يشغل، حتى رحيله، منصب مدير جمعية المركز الثقافي في مسقط رأسه، ماتالانا، التي يرتكز مشروعها الإنمائي المتكامل على النشاط الاقتصادي والتعبئة الاجتماعية، من خلال التدريب المهني وتنمية المشاريع الصغيرة.