تشكيلي سعودي يمزج النص القرآني بأصوات القراء في معرض «مزامير»

قال لـ «الشرق الأوسط»: دراستي في أميركا أتاحت لي أن أرى صورة التراث من الخارج

من أعمال الفنان سلطان إدريس الناصر
TT

اختار فنان تشكيلي سعودي النصوص القرآنية وقراءها المشهورين موضوعا لمعرض تشكيلي، مازج فيه بين شكل النص القرآني العربي والمؤثرات الصوتية والبصرية التي أضفت على اللوحات زخما روحيا، وحولها إلى لوحات ناطقة تدب فيها الحياة.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»، سلطان إدريس الناصر، وهو فنان تشكيلي أنهى دراسته الفنية في الولايات المتحدة، وأقام معرضه الذي حمل اسم «ترانيم»، في جدة مؤخرا، إن فكرة توظيف النص القرآني في عمل فني يقرن بين النص ورواد التلاوة المعروفين، جاءته بعد أن لاحظ اهتماما متزايدا بالفن الحديث في السعودية، والتركيز على الـ«بوب آرت»، وأضاف: «كان اختيار المواضيع في هذه المعارض يعتمد على استخدام نفس المؤثرات الفنية التي أثرت في رواد هذا الفن، مثل اختيار رسم الفنانين والمنتجات التجارية، ويُذكر هنا الرسام العالمي (اندي ورهول)».

وقال: إن «الفكرة كانت إضافة البعد الديني لهذا الفن، والغوص في موروثنا الديني والثقافي الغني».

وفي معرضه الأخير «مزامير»، تمكن الفنان الناصر من استخدام فن «الكولاج»، مما ساعده على توظيف تقنيات مختلفة لإظهار النص القرآني، ويقول الناصر إنه استخدم فن «الكولاج» وتكرار الصور لإظهار المقرئين بأسلوب مختلف تماما عما تعود المجتمع رؤيتهم به, مضيفا: «حتى في استخدام الألوان، تعمدتُ استخدام الألوان الصارخة، وابتعدت تماما عن الألوان الداكنة والقاتمة، التي عادة ما تُستخدم لإضافة الروحانية الدينية في المواضيع الفنية».

كما أتقن الناصر استخدام عنصر آخر هو «الغرافيك»، حيث التقى مع «الكولاج» في أداء بصري ممتع، من خلال معرض «مزامير»، ويقول الناصر إن «استخدام (الغرافيك) في الخط العربي جاء كنوع من التغيير عن استخدام الخط كلوحة فنية؛ فالخط هنا كان عنصرا من عناصر اللوحة وليس اللوحة كلها، وقد استُخدم خط حديث يرمز للتطور والحضارة العربية الحديثة، مبتعدا عن الخطوط التقليدية في مثل هذه المواضيع».

ويتحدث سلطان الناصر عن معايير اختيار القراء الذين عُرفوا عبر الزمان بأصواتهم الجميلة في ترتيل القرآن الكريم، ويقول: إن اختيارهم «جاء على عدة أسس؛ أهمها أن أصحاب الفضيلة القراء المختارين هم من أشهر القراء المؤثرين في مجتمعنا؛ فمنهم أئمة للحرم المكي الشريف، ومقرئون قدامى ومعاصرون. كما أنهم من القراء الذين نقشوا فسيفساء جميلة بأصواتهم في ذاكرتنا وأرواحنا, وكذلك بالنسبة للقراء غير السعوديين».

وعلى الرغم من أنه خريج فنون جميلة من جامعة أميركية، فإن الناصر أظهر شغفا من خلال معرض «مزامير» بالتراث القرآني, ويقول عن هذه التجربة إن دراسته في الولايات المتحدة أتاحت له أن يرى الصورة من الخارج، «في بعض الأحيان يكون النظر إلى الشيء عن بعد يعطي الشخص التصور الكامل، وبالتالي تكون قراءته أوضح, كما أن الاندماج في الشيء يمكن الشخص من تحسس تفاصيله».

ويضيف: «عندما ابتعدتُ عن بلدي فترة دراستي في أميركا استطعت أن أرى الصورة الكاملة لمجتمعي بغناه التراثي. لذا آثرت بعد رجوعي أن ألقي الضوء على هذا التراث».

يقترب سلطان الناصر من الأربعين من العمر (من مواليد 1972م)، وهو حاصل على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة (ساوث وست تكساس ستيت يونيفيرستي) في الولايات المتحدة، وخلال فترة دراسته عمل في عدد من الشركات الإعلامية والفنية، وفي عام 2002 أسس في السعودية مؤسسة للدعاية والإعلان.

وسبق للناصر أن شارك في عدد من المعارض التشكيلية، في السعودية وخارجها، حيث شارك في معرض الفنون التشكيلية بتكساس (الولايات المتحدة) عامي 1996 و1997، ومعرض الفن التجريدي بجامعة تكساس عام 1997، والمعرض الفني لضحايا 11 سبتمبر (أيلول) الذي أقيم عام 2002، ومعرض «المزامير» بجدة عام 2010.

وهو عضو جمعية تكساس للفنانين التشكيليين، وعضو جمعية الفنون التشكيلية في جامعة ساوث وست تكساس، وعضو لجنة شباب الأعمال بغرفة التجارة والصناعة بجدة.