جمعية «أصدقاء المعرفة البيضاء» تفتتح مركز علم الـ«إيزوتيريك» في لبنان

يرتكز على هدف الدخول إلى أعماق الإنسان والانطلاق به نحو التطور الذاتي

TT

بعد 23 سنة من التنقل في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما الدول العربية، حاملا لواء «الإيزوتيريك»، ورافعا شعار الغوص في علم الحياة والدخول إلى عمق الإنسان ووعيه للانطلاق باتجاه التطور الذاتي والراحة الداخلية بعيدا عن الضغوط النفسية، قرر الدكتور جوزيف مجدلاني أن تكون لرسالته عنوانها الأساسي في لبنان من خلال افتتاح جمعية «أصدقاء المعرفة البيضاء» التي يرأسها والتي انطلقت في عام 1988، مركزا خاصا في منطقة الحازمية شرق بيروت. رسالة مجدلاني التي وضعها لغاية اليوم في مجموعة شاملة من 50 كتابا هي «ليست فلسفة بل طريقة حياة ترتكز على أسس تطبيقية عملية بعيدا عن النظريات التي تزخر بها العلوم الأخرى»، على حد قوله. ولأن الحياة الإنسانية هي مجموعة عوامل أو أسس تسير وفقها، يؤكد مجدلاني لـ«الشرق الأوسط» أن أهمية علم «الإيزوتيريك» الذي بحث عنه سنوات عدة في رحلاته المتعددة في مختلف أنحاء العالم، تكمن في فهمه لهذه النفس البشرية وتعامله مع حياة الإنسان وتفاصيلها لتكون المنطلق الذي يحمله إلى النجاح والعيش بسلام. وبالتالي هو باختصار العلم السامي الذي يهدف إلى توعية الإنسان وتطويره من خلال فهم النواحي الخفية لهذه النفس أكثر من الظاهرة منها وتدريبه على معرفة أجهزة الوعي لديه، وأهمها الفكر والمشاعر والجسد والذات. أما كيفية استفادة أي شخص من هذا العلم، فيقول «هو أسلوب حياة يعيشه الإنسان يوما بعد يوم، وأسلوب الحياة هذا سوف يؤدي بسالكه إلى الوعي والتطور. فالتطبيق الحياتي يعني انفتاحا على الجديد، ويعني كذلك تمرين الوعي والفكر على التحليل، وبالتالي على التمييز والاستنتاج، كذلك تمرين طاقات الإنسان الباطنية على الانفتاح والعمل بنظام وانتظام، والقدرة على تقبل الصعاب الحياتية بروية وعقلانية، ومن ثم إيجاد الحل المناسب لها بسهولة وموضوعية، إضافة إلى إنجازات أخرى سوف يلمسها كل من اتبع (الإيزوتيريك) كنهج حياتي».

ويلفت مجدلاني إلى أن «الإيزوتيريك» لا ينحصر بناحية دون أخرى، فهو شامل، مهمته إرشاد الإنسان إلى الاستفادة من هذه الحياة وفي تفاصيل يومياته من كيفية اختصار الوقت والابتعاد عن الأمراض وتوسيع دائرة الوعي إلى محاربة السلبيات المتجذرة في النفس، التي قد تكبل الشخص وتقف حاجزا أمام تقدمه وكيفية احتراف الفرح في هذه الحياة من خلال السلوك الجسدي والاجتماعي وحتى الغذائي التي ترتبط جميعها بحياة الإنسان وتجتمع لتكون صورته النهائية. ويضيف «معرفة الإنسان لنفسه أمر واجب، إذ إن الإنسان هو المحور والمنطلق. لكن معرفة الكون كذلك أمر ضروري، لأن الإنسان نفسه هو جزء من هذا الكون، والأمر الأهم هو أن معرفة الكون تنطلق من معرفة الذات، لأن الذات الإنسانية هي المحور، وهي أساس كل شيء».

وعن الاختلاف الذي يميز «الإيزوتيريك» عن غيره من تلك العلوم التي صارت تعرف في الفترة الأخيرة بمدارس علم الحياة وغيرها من تلك التي تعمل تحت شعارات مختلفة، يقول مجدلاني ما يميز علم «الإيزوتيريك» هو أنه يعمل على الإضاءة والتركيز على الإيجابيات التي تميز شخصية كل فرد وتطويرها بدلا من التركيز على النواحي السلبية، وهنا يكمن اختلاف التطبيق بين شخص وآخر انطلاقا مثلا مما يعرف بلغة الألوان التي تميز كل فرد، فيكون إما «شفافا»، أي يكون قادرا ومتميزا في حياته العملية والشخصية أو «كثيفا» أي «دنيويا» فتكمن هنا مهمتنا في إرشاده إلى كيفية تحسين طبيعة حياته إلى الأفضل والعيش براحة داخلية وهدوء نفسي.

وتحت أسس علم «الإيزوتيريك» هذه ينطلق المركز في لبنان بمحاضرات أسبوعية مجانية يقدمها عدد من المتخصصين من جمعية «أصدقاء المعرفة البيضاء» المؤلفة من 50 عضوا، كما يلقي مجدلاني محاضرة كل أول يوم سبت من كل شهر، أما مضمون هذه المحاضرات وعناوينها تبقى بدورها موزعة بين مواضيع متعددة تختلف بحسب قدرات المتلقي واطلاعه على أسرار «الإيزوتيريك» الذي يشير مجدلاني إلى أنها موجهة إلى كل الأشخاص من كل الفئات العمرية والاجتماعية، والأهم من ذلك أن يكونوا مطلعين ومدركين لأهمية هذا العلم ونتائجه الحياتية.