دراسة: طيور الوقواق الأسترالية تخدع الطيور بفراخ شبيهة بفراخها

يدس بيضه في أعشاش طيور أخرى

TT

من المعروف أن طائر الوقواق لا يربي فراخه بنفسه، بل يدفعها بين فراخ طيور أخرى لتربيها هذه الطيور مع فراخها ليتخلص بذلك من عبء تربيتها بنفسه.

غير أن باحثين أستراليين اكتشفوا حقيقة غريبة نسبيا، حيث تبين لهم أن طيور الوقواق في أستراليا تتميز عن أقرانها في أوروبا بأنها تختار من فراخها الفراخ الشبيهة بفراخ الطائر العائل الذي تريده أن يربي لها أولادها، مما يعني - حسب الباحثين الأستراليين في دراستهم، التي أجريت تحت إشراف الأستاذة ناعومي لانغمور من الجامعة القومية الأسترالية في كانبيرا - أن طيور الوقواق في أستراليا اضطرت بمرور الوقت إلى التكيف مع رفض الطيور العائلة الفراخ التي لا تشبه فراخها.

نشرت الدراسة الأربعاء في مجلة «بروسيدنجز» التابعة للجمعية الملكية في بريطانيا.

وجدير بالذكر أن بيض طائر الوقواق في معظم أنحاء العالم يشبه بيض الطيور العائلة التي يدس طائر الوقواق بيضه بين بيضها تطفلا، ولكن فراخ طائر الوقواق لا تشبه في ما بعد فراخ هذا الطائر العائل، مما يجعل الطائر يسيء معاملة هذه الفراخ في ما بعد وينحاز إلى فراخه.

ولكن الأمر يختلف بالنسبة لثلاثة أنواع من الوقواق البرونزي الأسترالي، حيث تتعرف الطيور العائلة على الفراخ الغريبة في أعشاشها وتستبعدها، وهذا هو ما وطنت طيور الوقواق نفسها عليه، حيث تشبه فراخها فراخ الطيور العائلة بشكل مدهش، بحسب ما ذكرته الأستاذة ناعومي التي درست ثلاثة أنواع من فراخ طيور الوقواق التي تشبه بشدة فراخ الطيور العائلة، مما يسهل عليها التطفل على هذه الفراخ.

وكشف علماء بريطانيون في دراسة نشرت في سبتمبر (أيلول) الماضي عن آلية تطفل أخرى لدى أنواع أخرى من طيور الوقواق، وهي تمتع فراخ طائر الوقواق المتطفل بقوة أكبر من قوة فراخ الطيور العائلة.

واكتشف الباحثون السر وراء قوة فراخ طائر الوقواق، المعروفة بأنها تفرض نفسها على طيور أخرى بعد أن تطرد الفراخ الأصلية لهذه الطيور وتعيش في أعشاشها.

أكد باحثون في جامعة «شيفيلد» البريطانية أن هذا النوع من طائر الوقواق يحمل بيضه في جسمه مدة أطول من الطيور التي تعول فراخ الوقواق، وذلك قبل أن يضع هذا البيض في عش هذه الطيور العائلة، مما يؤدي إلى أن يسبق نمو الجنين داخل بيضه نمو جنين الطيور العائلة وإلى فقس فراخه قبل فراخ الطيور التي يلقي طائر الوقواق فراخه في أعشاشها، ويجعل فراخ طائر الوقواق تستقوي على فراخ الطيور الأخرى وتطردها من أعشاش والديها لتحل محلها وتستأثر برعايتهما.

واكتشف الباحثون، تحت إشراف البروفسور تيم بيركهيد من جامعة «شيفيلد» البريطانية، أن أمهات طائر الوقواق تحتفظ ببيضها في جسمها 24 ساعة أطول من الطيور العائلة.

وحيث إن درجة حرارة جسم الطائر تبلغ نحو 40 درجة مئوية، في حين أن درجة حرارة العش لا تزيد على 36 درجة، فإن ذلك يسرع من تطور عملية فقس بيض طائر الوقواق لأن نمو الجنين في البيضة يعتمد على درجة الحرارة، مما يجعل بيض طائر الوقواق يفقس قبل بيض الطائر العائل بنحو 30 ساعة.

وقد درس الباحثون خلال دراستهم التي نشرت نتائجها في مجلة «بروسيدنجز»، التابعة للجمعية الملكية البريطانية، عملية التزاوج وتطور الجنين لدى 4 من طيور الوقواق و14 طائرا آخر.