فيلم روائي عن ساركوزي ومسيرة صعوده إلى السلطة

لأول مرة تتناول السينما الفرنسية حكاية رئيس ما زال في الحكم

ساركوزي وسيسيليا (أ.ب)
TT

درجت العادة أن تتناول السينما حكايات وسير السياسيين والزعماء والملوك والرؤساء بعد أن تنطوي صفحة حكمهم ويصبحوا جزءا من التاريخ. لكنها المرة الأولى في فرنسا التي يتصدى فيها مخرج لإنجاز فيلم عن نيكولا ساركوزي، الرئيس الذي ما زال في السلطة ويتطلع، على الأرجح، لولاية ثانية. وبهذا سيرى الرئيس الفرنسي نفسه، على الشاشة، مجسدا من الممثل دوني بوداليديس، وكذلك زوجته السابقة سيسيليا التي تقوم بدورها الممثلة فلورنس بيرنيل، في الفيلم الذي أخرجه إكزافييه دورينجيه، ومن المنتظر أن يبدأ عرضه في الصالات، الربيع المقبل، مع انعقاد مهرجان «كان» السينمائي الدولي.

هذا المشروع الكبير الذي كتب له السيناريو باتريك روتمان، ليس فيلما وثائقيا لكنه يسمي الشخصيات بأسمائها الحقيقية ويستند على آلاف الوثائق التي ترسم، في مجملها، صورة لسعي ساركوزي المحموم نحو السلطة، منذ كان وزيرا للداخلية وحتى جلوسه على كرسي الحكم في «الإليزيه». كما يصور الفيلم التنافس الشرس في الوسط السياسي ويتطرق إلى الحياة الخاصة المضطربة لرئيس طلق زوجته الثانية واقترن بثالثة وهو في منصبه. لكن الزوجة الحالية، كارلا بروني ساركوزي، لا تحظى بدور يذكر في السيناريو لأن أحداث الفيلم محصورة بين عامي 2002 و2007، قبل دخولها المشهد الرئاسي. تم التصوير في أجواء من السرية الكاملة. لكن الأخبار تسربت عنه منذ أشهر، إلى أن بادر كاتب السيناريو إلى تسريب الصور الأولى الملتقطة أثناء تصوير مشاهد الفيلم لتنشرها الصحف. وهكذا فوجئ القراء بالشبه الكبير بين سيسيليا والممثلة التي تؤدي دورها، وكذلك بالشبه بين الممثل صامويل لابارت ورئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان، أو بين الممثل برنار لوكوك والرئيس السابق شيراك، أو بين الممثلة سعيدة جواد ووزيرة العدل السابقة رشيدة داتي. لكن كاتب السيناريو حرص على توضيح أنه لم يحاول أن «يحاكم» الشخصيات، مثلما أن المخرج، لم يحاول اختيار ممثلين من الأشباه لتحويل السياسيين إلى وجوه كاريكاتيرية، بل لجعلهم أقرب إلى الحياة.

تشاركت في إنتاج هذا الفيلم شركتا «غومون» و«مونداران». وهو يثير اهتماما يجعل منه أحد أبرز الأحداث السينمائية المحلية لهذه السنة، فضلا عن انعكاساته السياسية لأنه يأتي قبل سنة واحدة فحسب من الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهنا، يعود كاتب السيناريو ليؤكد أنه كتب الأحداث من دون أن يكون واقعا تحت تأثير أي كان أو أن يتحول الفيلم إلى أداة في يد هذا المعسكر السياسي أو ذاك. وهو لم يتوقف عند الوثائق المتعلقة بالرئيس الحالي بل راجع الكثير من كتب السيرة التي تناولت الرئيس السابق شيراك والأسبق ميتران ورئيس وزرائه جوسبان.

ورغم أن أحدا لم يطلع، بعد، على تفاصيل السيناريو، فإن الضجة التي تسبق الفيلم في وسائل الإعلام كفيلة بأن تحقق له إيرادات كافية دون أن تضمن له النجاح الفني.