جدة تواصل استقبال الأمطار بحذر

وسط زخات بسيطة شهدتها يوم أمس

جدة كما بدت مساء أمس متشحة بالمطر (تصوير: غازي مهدي)
TT

«لا يزال هاجس الأمطار يساور السكان المحليين في جدة فور التئام الغيم، أو الإعلان عن احتمال هطول أمطار. وتكرار الأمطار سيؤدي إلى إزالة هذا الحاجز النفسي من السكان».. كانت هذه كلمات العميد عبد الله جداوي، مدير الدفاع المدني في جدة، مساء أمس، إذ تبينت «الشرق الأوسط» من العميد جداوي الوضع السائد على خميس جدة، الذي شهد أمس أمطارا خفيفة على أجزاء متفرقة من المدينة التي تبلغ مساحتها نحو 1200 كيلومتر مربع.

ورغم ذلك، قال مدير الدفاع المدني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إلى الآن لم يبلغنا هطول أمطار من مراكز الرصد المتنوعة حتى الساعة (6:45 مساء)». وأضاف أن «النشرة الصادرة من الأرصاد توقعت هطول أمطار قليلة، والدليل أن النشرة جاءت طويلة لأربع وعشرين ساعة، بينما جرت العادة وقت توقع أمطار غزيرة أن تزودنا الأرصاد بنشرة دورية كل 6 ساعات. نشرة الأرصاد توقعت باحتمال هطول أمطار خفيفة، وسط جدة وجنوبها وشرقها، أي بـ(رش خفيف)».

وقال التقرير الرسمي الصادر عن الرئاسة العامة للأرصاد «تظهر تشكيلات من السحب على مناطق غرب وجنوب المملكة، والفرصة مهيأة لتكون خلايا ركامية رعدية ممطرة على المرتفعات، منها عسير والباحة والطائف، وتشمل الأجزاء الساحلية المحاذية لها، والمناطق الواقعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتمتد إلى شمال المملكة على منطقة حائل والجوف والحدود الشمالية»، وتتهيأ الفرصة لهطول أمطار على وسط وشرق المملكة خاصة الأجزاء الشمالية منها، في حين تستمر درجات الحرارة في الارتفاع على طول القطاع الغربي للمملكة، مع نشاط في الرياح السطحية التي تحد من مدى الرؤية الأفقية على الأجزاء الداخلية لمنطقة غرب وشمال غربي البلاد، كما يشمل نشاط الرياح السطحية الأجزاء الداخلية من جنوب المملكة».

المدينة المطلة على البحر الأحمر (غرب السعودية) شهدت أمس هطول أمطار منخفضة على شرقها وجنوبها، فيما شهدت رشات بسيطة على شمالها وغربها من ناحية البحر.

بيد أن هذه الأمطار البسيطة تحمل دوما ما يصطلح على تسميته «قلقا»، بحسب سكان محليين أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك يحد من تحركاتهم اليومية، ويدفعهم إلى تأجيل الخروج من المنزل خشية أي عائق.

ويعلق العميد جداوي بالقول «إن الناس أصبحوا يعرفون مضمون الإشاعات، وباتت ثقافتهم واسعة عن ذي قبل، وهذا لا يسبب لنا إزعاجا، بل بالعكس يبعث الاطمئنان، لأن هناك رسائل من الدفاع المدني، والرئاسة العامة للأرصاد، وصار المواطن يعرف من أين يستقي المعلومة الصحيحة». ويضيف «تسعدنا تساؤلات الناس واستيعابهم للموضوع.. ومع ارتفاع ثقافتهم، لم نواجه صعوبات خلال الأمطار التي هطلت الأسبوعين الماضيين، إذ كانت تحركات الناس محدودة ساعة انهمار المطر، عقب أن تبينوا أن أمطارا غزيرة ستهطل.. هذه أمور مهمة بالنسبة لنا». ولفت العميد جداوي إلى استعداد الدفاع المدني للإجابة الفورية على مدار الساعة عن أي استفسار من قبل المواطنين حول أحوال الطقس.

وكانت جدة شهدت هطول أمطار غزيرة نهاية الأسبوع قبل الماضي، لم تسجل - كنظيرتها التي هطلت سنة 2009 - أي ضحايا، بل اقتصرت الأضرار على تعطل مركبات واحتجاز ما يربو على 200 شخص، وهم سكان أحد الأحياء الشرقية في المحافظة، وتمكنت الجهات الرسمية من التعامل مع الموقف وعالجته مستعينة بالمروحيات، ولم تسجل إصابات بالغة أو وفيات بحسب الدفاع المدني.

يشار إلى أن مناخ جدة يتأثر مباشرة بموقعها الجغرافي، حيث ترتفع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة خلال فصل الصيف، وتصل درجة الحرارة إلى بداية الأربعينات مئوية، وتصل الرطوبة إلى معدلات عالية بسبب ارتفاع حرارة مياه البحر، فيما تنخفض درجة الحرارة في فصل الشتاء نتيجة لتأثر المنطقة بالكتلة الهوائية المعتدلة المرافقة للمرتفع الجوى. وتعد الرياح السائدة على مدينة جدة - بحسب الموقع الإلكتروني لأمانة جدة - هي الرياح الشمالية الغربية، بسبب وجودها الساحلي على شاطئ البحر الأحمر، إذ تتباين الرياح بين خفيفة ومعتدلة في معظم أيام السنة، كما تهب أحيانا رياح جنوبية خلال فصول الشتاء والربيع والخريف، يصحبها ارتفاع في درجة الحرارة، وتنشط الرياح أحيانا وتشتد سرعتها مثيرة لعواصف ترابية ورملية، وقد تصحبها أيضا عواصف رعدية وهطول أمطار، ومعظم الأمطار من نوع الزخات المصحوبة بالعواصف الرعدية، وتهطل عادة خلال فصل الشتاء، وكذلك في الربيع والخريف نتيجة لمرور المنخفضات الجوية من الغرب إلى الشرق والتقائها مع امتداد منخفض السودان الحراري على المنطقة.