«سولاريس».. أول نادٍ اجتماعي للنساء فقط في مصر

أنشئ لتكتشف فيه المرأة نفسها.. ويفي بجميع اهتماماتها

حمام مغطى وآخر مكشوف ومقهى ومطعم تبدو فيها مظاهر الفخامة في أول نادٍ اجتماعي للنساء فقط في مصر («الشرق الأوسط»)
TT

في محاولة للبحث عن خصوصية تتألق فيها «نون النسوة» بعيدا عن مزاحمات الرجل التي أصبحت لا محل لها من الإعراب في نظر الكثيرات من النساء، ومن أجل الفضفضة في فضاء حر بلا قيود، وبعيدا عن التلصص الذكوري، وضغوط ومتطلبات البيت والأولاد ومشاحنات العمل، أنشأت مجموعة من السيدات في مصر أول نادٍ اجتماعي يرفع شعار «للنساء فقط».

وعلاوة على وصل حبل الدردشة ستكون للنادي مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية، والترفيهية والتقنية، للمحافظة على مظهر وجمال المرأة الخارجي والداخلي، وتنمية مواهبها وهواياتها وقدراتها في الكثير من المجالات.

لبنى لاشين، صاحبة فكرة النادي ومديرته، حاصلة على بكالوريوس علوم كومبيوتر من الجامعة الأميركية بالقاهرة وماجستير إدارة الأعمال من الجامعة نفسها، تقول عن فكرة النادي: «طالما أحسست بأن السيدات والبنات في مجتمعنا مظلومات، فحياتهن تتمحور حول تكوين أسرة، والانشغال بها لدرجة نسيانهن عملهن وهواياتهن وصديقاتهن وحتى صحتهن ومظهرهن الخارجي. فأردت أن أنشئ مجمعا صحيا ترفيهيا يكون بمثابة محطة واحدة لجميع احتياجات المرأة من رياضة، استجمام، جمال، ترفيه وثقافة».

وتوضح لاشين: «يهدف سولاريس إلى توفير المجتمع الذي يفي بجميع اهتمامات السيدات المصريات العاملات وغير العاملات والمتزوجات وغير المتزوجات، وأن يكون بمثابة قناة للتعبير عن ميولهن واهتماماتهن في جميع مجالات الحياة، فالمرأة هي العمود الفقري للمجتمع، وبالتالي أي تأثير إيجابي عليها سيكون له تأثير مباشر على المجتمع؛ لذا نقدم لها خدمات استجمامية ورياضية، وأنشطة اجتماعية وثقافية، وكل هذا يتم في خصوصية تامة وبعيدا عن أعين الرجال؛ حيث إن جميع العاملات في النادي سيدات، كما حرصت عند اختيار موقع النادي أن يكون بعيدا عن المناطق المزدحمة بالعمارات السكنية، فوقع اختياري على منطقة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة».

وتتمنى لاشين أن يستطيع النادي من خلال الخدمات التي يقدمها أن يكون بمثابة شمس جديدة تشرق على حياة كل سيدة، لتحولها للأفضل؛ لذا أطلقت على النادي اسم (Solaris) أي شمس في اللغة اللاتينية.. وتتابع: «كما أن الشمس ترمز إلى الجمال والمعرفة، وأنشطة النادي تركز على هذين الجانبين في حياة المرأة، فنهتم بجمال المرأة الداخلي عن طريق توفير عدة وسائل للاستجمام؛ حيث يوجد حمام سباحة تتم تغطيته وتدفئته في فصل الشتاء، بالإضافة إلى وجود ساونا وتدليك وجاكوزي وحمام بخار وحمام مغربي، وللجمال الخارجي يتوافر في النادي كوافير وجيم وأيروبكس للحفاظ على رشاقة الجسم وحيويته، فشعارنا هو (ابتسمي دائما) أي كوني مشرقة ومتجددة، وشمسا ساطعة في المجتمع».

وتستطرد: «على الجانب الثقافي توجد بالنادي مكتبة مملوءة بمجموعة من الكتب المتميزة في جميع المجالات، كما يعقد النادي ندوات بصفة مستمرة في تربية الأطفال والعلاقات الزوجية والعناية بالبشرة والإتيكيت، بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريبية في الطهي وأساليب تربية الأطفال، هذا إلى جانب قيام النادي بالتعاقد مع استشاري أسري واستشاري صحي، موجودين يوميا في النادي لتقديم العون والنصيحة لأعضاء النادي». كما يوجد بالنادي مقهى يقدم جميع أنواع الأطعمة والعصائر الطازجة والمشروبات الدافئة، وتقدم هذه الخدمات في صالة جلوس داخلية وأخرى خارجية في الهواء الطلق على حمام السباحة، أما الأطفال فيخصص النادي لهم منطقة ألعاب وحضانة لتستطيع الأم تقضية وقتها في النادي وهي مطمئنة أن أولادها في أمان ويتعلمون كل ما هو جديد، ويسمح بدخول الصبيان حتى سن 7 سنوات فقط.

ومن ضمن الخدمات التي يقدمها النادي: إتاحة إقامة حفلات خاصة مختلطة، مثل حفلات الزفاف والخطوبة وليالي الحنة وحفلات التخرج، وذلك بعد مواعيد التشغيل الخاصة بالسيدات، وهي من الثامنة صباحا وحتى السابعة مساء طوال أيام الأسبوع.

وعن كيفية الاستمتاع بخدمات النادي، تقول لاشين: «يمكن الاستمتاع بخدمات Solaris بنظام اليوم الواحد لغير الأعضاء، بحيث تستمتع السيدة بالخدمات التي تريدها وتدفع مقابلها، أما الأعضاء فتختلف الأسعار على حسب ما تشمل من خدمات ومدة الاشتراك».

فكرة النادي لاقت إقبالا كبيرا من قبل الكثير من السيدات المصريات، فبحسب لاشين: «المشتركات في النادي والمترددات عليه يعتبرنه بيتهن الثاني؛ لأنهن يشعرن فيه براحة نفسية كبيرة بسبب الخدمات المتاحة، بالإضافة إلى الجو الأسري الذي يجمع بينهن، والحمد لله كل سيدة مهما كانت ظروفها أو سنها تجد ما تحتاجه في النادي؛ فالسيدات العاملات في المناطق المجاورة يقبلن على الاشتراك في الجيم للحفاظ على نشاطهن ويأتين، قبل العمل أو بعده، والسيدات العاملات في مناطق بعيدة يترددن على النادي في عطلة نهاية الأسبوع للاستمتاع بمختلف الأنشطة، أما المتزوجات غير العاملات فيكون حضورهن في وقت وجود الأولاد في المدرسة». أما عن رد فعل الرجال فتقول: «عندما سمعوا عن النادي قالوا: (ليه يعني كل ده للستات بس؟)، وكأننا لا نستحق شيئا حلوا ومميزا، وهذا ما أشرت إليه في البداية من أن احتياجات السيدات في مصر توضع في ذيل الاهتمامات والأولويات، سواء أولويات الأسرة أو حتى أولويات السيدة نفسها، وهذا ما أسعى لتغييره».

تحلم لبنى لاشين أن يحقق النادي الهدف الذي أنشئ من أجله، وهو تغيير ثقافة السيدات المصريات، وأن يصبح هو الوجهة الأولى لمتطلبات كل سيدة وفتاة، موضحة: «لا أهدف إطلاقا إلى عزل السيدات أو فصلهن عن الرجال والمجتمع، فأنا ضد الفصل تماما؛ لأننا خلقنا أسرا لنتعايش سويا؛ فنادي Solaris ليس بديلا عن النوادي الأخرى أو الحياة الاجتماعية المشتركة، وإنما هو مكان لتجد فيه المرأة نفسها وتخصص بعض الوقت لذاتها، بالاهتمام باحتياجاتها الأنثوية في خصوصية تامة». وفي النهاية تتمنى بعد أن ينجح النادي في تحقيق هذه الأهداف أن تتوسع وتفتتح فروعا أخرى.