حفل «ميكروفون» في ساقية الصاوي.. سيمفونية في حب مصر

خصصوا عائده لأسر ضحايا ومصابي حادث كنيسة الإسكندرية

جانب من حفل «ميكروفون» («الشرق الأوسط»)
TT

في لفتة تعبر عن تضامنهم مع أسر ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، أحيت مجموعة من الفرق الغنائية حفلا غنائيا خصص عائده لمتضرري الحادث الأليم.

أقيم الحفل في مركز «ساقية الصاوي» بالقاهرة، وشارك فيه الكثير من الفرق الغنائية، ومنها «مسار إجباري» و«وسط البلد» و«صوت في الزحمة» و«واي كرو»، إلى جانب فرق أخرى جديدة تقدم عروضها للمرة الأولى. وتولت أسرة فيلم «ميكروفون» تنسيق الحفل وتقديمه، ومنهم الفنانون خالد أبو النجا ويسرا اللوزي، والمخرجان يسري نصر الله وأحمد عبد الله.

وقام فريق العمل بتصميم وتنفيذ قميص أسود (تيشيرت) يحمل رمزي الهلال والصليب، وتم بيعه للجمهور في إطار جمع التبرعات لأسر الضحايا.

وقال الفنان خالد أبو النجا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشعب واحد والجرح واحد.. وعندما زرت الكنيسة التي وقع بها الحادث لم أكن أتخيل أن التفجير كان بهذا الحجم الهائل، فقد أحسست كأنها ساحة حرب عندما شاهدت دماء الأبرياء المتناثرة في كل مكان أمام مبنى الكنيسة».

وقوبل الحفل بحفاوة جماهيرية بالغة، إذ تعدى عدد الجمهور الذي تمكن من الدخول إلى قاعة «مسرح النهر» ألفي شخص، فيما تجمع عدد مقارب خارج القاعة، لامتلائها عن آخرها، حتى يتمكنوا من الاستماع إلى فقرات الحفل المختلفة.

وبدأ الحفل بكلمة للفنان خالد أبو النجا نعى فيها الضحايا، وتحدث عن أهمية التضامن من أجل وحدة الوطن، قبل أن يطالب الحضور بالوقوف لمدة دقيقة حدادا على أرواح الشهداء، بينما تعرض صورهم على شاشة بالمسرح.

وأعقب ذلك غناء فريق «مسار إجباري» لبعض الأغنيات الوطنية، التي شاركهم في أدائها الفنان هاني عادل، أحد أبطال فيلم «ميكروفون»، والمطرب علي الهلباوي، الذي غنى أغنية جديدة عن التضامن بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما لاقى استحسان الجماهير.. قبل أن يختم فقرته بأداء أغنية «مرسالي» التي غناها في الفيلم ولاقت نجاحا كبيرا.

بعد ذلك اعتلت الفنانة علا رشدي خشبة المسرح، وألقت كلمة تمنت فيها أن يولد وليدها القادم في دنيا أكثر تضامنا وأمنا.. لينطلق بعدها فريق «واي كرو» في أداء ثلاث أغان تفاعل معها جمهور الحاضرين. ثم ألقت الفنانة هنا شيحة كلمة حرصت فيها على تأكيد وحدة مصر، ليقوم بعدها فريق «صوت في الزحمة» بأداء الكثير من الأغنيات، منها أغنية «زار» التي حياها الجمهور طويلا.

ثم ألقت الفنانة بسمة كلمة مرتجلة، أعربت فيها عن مشاعر الغضب التي اكتنفتها عقب الحادث، وتمنت أن يسود الحب في مصر. ثم قام الفنان خالد أبو النجا بتقديم فريق «بازل»، الذي أكد أن مشاركته نابعة من حب مصر، وتضامنا مع أسر الضحايا.

وبعدها غنى المطرب الشاب شادي الجرف أغنية منفردة من فيلم «ميكروفون»، قبل أن يصعد المخرج الكبير يسري نصر الله إلى خشبة المسرح ليهتف بتمنياته أن تعود قيمة الإنسان المصري ويعود الوئام.. وتلته فرقة «أنا مصري» التي غنت أغنيتين.

وألقى المخرج أحمد عبد الله بكلمة استخدم فيها أسلوب الكناية معتمدا على ذكاء الجمهور، حيث قال «نحن في مصر لا نسأل أحدا أبدا في لحظة التعارف إن كان مدخنا أم لا، فمصر قادرة دائما على استيعاب المدخن وغير المدخن»، في إشارة إلى الاختلافات العقائدية، وهو ما استوعبه الحاضرون الذين انطلقوا في التصفيق للمخرج الشاب.

وقدمت فرقة «وسط البلد» آخر فقرات الحفل بأداء مجموعة من أغنياتهم، قبل أن يصعد كل المشاركين على المسرح ليغنوا معا أغنية الراحل سيد درويش «أهو دا اللي صار»، ثم اختتم الحفل بالنشيد الوطني «بلادي بلادي» بصوت الحضور.