عمر الشريف: شعري الأبيض جعلني أثرا كالفراعنة

داعب الحضور في عيد الأثريين المصريين

عمر الشريف وزاهي حواس خلال الاحتفال («الشرق الأوسط»)
TT

كعادته في كل عيد للأثريين المصريين يحضره، لا يترك الفنان العالمي عمر الشريف هذه المناسبة، إلا ويضفي عليها طابعا طريفا، لا يخلو من فكاهيته، كما اعتادها بين أصدقائه. فخلال مشاركة للأثريين، مساء يوم الجمعة الماضي، الاحتفال بعيدهم الخامس، داعبهم الشريف في كلمة لهم بهذه المناسبة معلقا على كبر سنه وشعره الأبيض بقوله: «انظروا إنها حكمة السنين، أنا أصبحت أثرا كالفراعنة».

وأضاف، خلال الاحتفال بهذا العيد، الذي أقيم بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية بحضور كبير من العاملين بالمجلس الأعلى للآثار، أنه لما دعاه الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس، لمشاركة الأثريين الاحتفال بعيدهم، ظل يفكر فيما يقوله، إلا أنه عندما نظر في المرآة، هاله مجددا الشعر الأبيض الموجود في وجهه وعلى رأسه، فحرص على أن ينقل للمشاركين في الاحتفال أنه أصبح أثرا كما هو حال أجداده المصريين القدماء «الفراعنة».

وقال إنه لذلك حرص على أن يشارك الأثريين الاحتفال بعيدهم، كما سبق أن حرص على المشاركة في عيدهم العام الماضي. ووقتها لم تخلُ كلماته أيضا من مداعبة الحضور عندما أكد لهم أنه كلما ذهب إلى مكان بدول العالم، يحدثه كثيرون عن زاهي حواس واكتشافاته الأثرية، للدرجة التي جعلته يغار من حواس، مما جعل حواس يؤكد للحضور أنه ظل ينبه على عمر الشريف بضرورة أن يخرج لسانه في نطقه لكلمة الأثريين، ولكنه لم يلتزم بنصيحته.

وتزامن الاحتفال بعيد الأثريين مع ذكرى تعيين الدكتور مصطفى عامر أول رئيس مصري لمصلحة الآثار في 14 يناير (كانون الثاني) عام 1953، بعدما ظلت لعهود طويلة تحت رئاسة الفرنسيين، وهو اليوم نفسه الذي شهد استقلال المصلحة وتمصيرها، بعد أن كانت إدارتها خاضعة للفرنسيين. وكانت هيئة الآثار قبل الثورة يرأسها الأجانب واعتبر تولي الدكتور مصطفى عامر رئيسا لمصلحة الآثار أول خطوة من خطوات تمصير العمل الأثري.

شارك في الاحتفال عدد كبير من الأثريين من مرممين وعاملين، بالإضافة إلى سفراء دول عربية وأجنبية بالقاهرة، بجانب عدد كبير من الشخصيات الأجنبية العاملة في مجال الحفائر والتنقيب في مصر، وكوكبة من نجوم الفن في مصر.

وخلال الاحتفال قام حواس والشريف بتكريم عدد كبير من المرممين ورؤساء وعمال الحفائر الأثرية الذين شاركوا في البعثات الأثرية المصرية على مدى نصف قرن، بالإضافة إلى تكريم قيادات العمل الأثري في مجال الآثار المصرية والقبطية والإسلامية سواء أكانوا حاليين أم راحلين.

وتضمن الاحتفال فقرة غنائية أداها المطرب محمد ثروت، بالإضافة إلى فقرات فنية أخرى من بينها فقرة فنية لكورال أطفال المتحف المصري بعنوان «أنا أبويا توت عنخ آمون»، وهي عبارة عن كلمات من التراث الغنائي المصري، كما تم عرض فيلم تسجيلي يتضمن الأنشطة التي جرت خلال السنوات الأخيرة.

جاء الاحتفال بيوم الأثريين وآمالهم تنعقد على إنشاء أول نقابة لهم وتحسين أوضاعهم فيما يتعلق بالعلاج والرعاية، وترافق ذلك مع إعلان حواس صرف مكافأة لهم بهذه المناسبة، مع وعود منه لإبرام عقود مؤقتة للعاملين منهم بنظام أجر يومي نظير عمل، ويقدر عددهم بأكثر من 10 آلاف عامل.

وأعلن حواس، خلال الاحتفال، عن نجاحه في تمصير عمليات التنقيب والحفائر الأثرية، وأن البعثات الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار أصبحت منتشرة في عموم المناطق والحفائر الأثرية، بعدما كان بعضها أو كثير منها مقصورا على المنقبين الأجانب.

ودعا حواس الأثريين إلى مواصلة السعي لإنشاء نقابة للأثريين، تتبنى مطالبهم، على اعتبار أنهم ليسوا أقل في ذلك من أي فئات أو شرائح أخرى في المجتمع المصري.