روضة الحاج: الشعر سيبقى ديوانا للعرب على الرغم من منافسة الفنون الأخرى

أكدت بإثنينية خوجه أن اهتمامها بشؤون الأمة جزء من تكوينها

الشاعرة روضة الحاج وإلى يسارها عبد المقصود خوجة راعي الإثنينية (تصوير: سلمان مرزوقي)
TT

نفت روضة الحاج، الشاعرة والإعلامية السودانية أن يكون كل شعرها سياسة، بينما أكدت أن ما يظهر في شعرها من اهتمام بشؤون الأمتين العربية والإسلامية، ينبع من تكوينها الذي لا يمكنها الافتكاك عنه.

وأوضحت الشاعرة السودانية خلال تكريمها بإثنينية عبد المقصود خوجة أن اهتمامها بالسياسة وبالشأن العام، يمثل جزءا من الرسالة السامية، التي يجب أن يظهر بها المثقف. وقالت «أبكي مع كل أم فلسطينية وعراقية ودارفورية، كما أحزن لكل ما يبعث عن الحزن في عالمي العربي والإسلامي».

وفي حديثها أمام حضور الإثنينية، نفت روضة الحاج أن يكون ثمة ما ينقص الأديبة السعودية لتتصدر عربيا واستشهدت في ذلك بعدد من الأسماء التي وصفتها بالفارهة، وقالت: «لعل النساء لو افتخرن بالشاعرات المتقدمات العظيمات، لحسبت الخنساء من هذه الأرض».

وحول إلقائها المميز لقصائدها، قالت روضة الحاج: «بعض الشعراء يفسدون قصائدهم بطريقة أدائهم إياها، كما كان يحصل مع شوقي وحافظ إبراهيم، حينما كان الناس يفضلون سماع قصائد حافظ وقراءة قصائد شوقي». وفي ذات السياق، أكدت روضة الحاج أن الدوبيت - فن إلقاء الشعر باللهجة السودانية - يعتبر أحد كنوز السودان التي لم ينفض عنها الغبار باعتبارها تمزج بين الشعر العربي القديم وما كتب في بادية الشمال السوداني.

وعن سؤالها عن مزاحمة فن الرواية للشعر هذه الأيام، راهنت الشاعرة والإعلامية على أن ديوان العرب لن يتزحزح عن مكانه، وقالت: «المتأمل لحركة الثقافة في الوطن العربي، ومن يقرأ الذائقة العربية، يكتشف بقاء الشعر في مكانته، لأنه يمثل كالموسيقى لغة عالمية، بدليل المسابقات الشعرية التي تقام هنا وهناك، مع ما عليها من مآخذ». بينما أرجعت روضة الحاج عزوف الكثير من القراء عن الشعر الفصيح أمام الشعر العامي والنبطي، إلى غرق الكثير من النصوص الشعرية الفصيحة في الرمزية والغموض، اللذين إن لم يفسدا القصيدة فإنهما لا يجملانها، على حد تعبيرها.

واستنكرت نظرية الأدب للأدب قائلة: «هي نظرية فوضوية وعبثية لو حورت تلك النظرية قليلا لآمنت بها، فمهمة الآداب والفنون أساسا هي التعبير عن الجمال، كما أن للأدب رسالات وأهدافا وغايات، فلو مزجنا هذا بذاك لخرجنا بنظرية مقبولة في ما يخص ذلك».