.. وميلانو تنتصر بالضربة القاضية والبدلات الرجالية الضيقة

أسبوع الموضة في إيطاليا

من عرض النمساوية لنا هوشك في برلين (إ.ب.أ)
TT

حفل الأسبوع الماضي في إيطاليا بعروض الأزياء الرجالية والنسائية للعام الجديد في ميلانو وفلورنسا وعدد آخر من المدن، كما بدأ موسم التنزيلات وخفض الأسعار التي وصلت هذا العام إلى 50 في المائة من الأسعار العادية. فازت ميلانو كعادتها بالجائزة الأولى في الابتكار وغلبت مثيلاتها بالضربة القاضية في أهمية اتجاهات الموضة والتنظيم المحكم للعروض ومشاركة كبار المصممين.

انتهى أسبوع ميلانو، أول من أمس، الثلاثاء، واتضحت الميول الجديدة بالتأكيد على البدلات الرجالية الضيقة مع الجاكيت القصير نسبيا واستعمال الكنزات الصوفية والجلود والعودة إلى الماضي باستلهام أزياء الستينات. بدت بعض الابتكارات الرجالية كعودة إلى أفلام ديفيد نيفن وبيتر سيلرز وكأنهما يتجولان في مطار لندن قبل السفر وظهر التأثير الإنجليزي جليا وكأن المغني رود ستيوارت يشارك في عرض الأزياء. البنطال (البنطلون) لم يتعد طوله الكاحل، والجاكيت يلتصق بالجسم والأقمشة الصناعية المصنوعة من مواد غطاء اللحاف أفردت الطريق لعودة القماش العادي الطبيعي المصنوع من الصوف والجوخ والقطن، أما المعاطف فكانت أكثر طولا واتساعا وبعضها انطوى جانب منه على جزء من الجانب الآخر مع صفين من الأزرار (double-breasted) كما رأينا في معطف غوتشي الجديد. كان عرض دار غوتشي، أول من أمس، وهو يحتفل بالذكرى الـ90 لإنشائه جيدا، لكنه لم يكن مثيرا أو لافتا للأنظار، وكان خليطا من اللمسات الرجالية والنسائية ومن التراثي والحديث، وعكست الألبسة الرياضية الفاخرة إلى حد كبير رفاهية النبلاء أما السترة الفضفاضة بالأزرار الذهبية (blazer)، فكانت مصنوعة من جلد التماسيح.

إذا أحببنا أن نتابع رقص الباليه بالألوان، فعلينا الانتباه إلى مبتكرات دومينكو دولتشي وستيفانو غابانا التي بدت متأثرة بأسلوب الرسام آندي وارهول في نيويورك و«الكوكاكولا» و«ميكي ماوس» والقميص البسيط (تي شيرت)، ولعل دولتشي وغابانا يرمقان السوق الأميركية أكثر من اهتمامهما بالسوق الإيطالية. دار «إترو» من ميلانو برهنت على براعتها في الإخراج المسرحي، فبينما كانت تستلهم تصاميمها في السابق من القرون الماضية وألوانها البنفسجية والوردية غيرت مسارها هذه المرة إلى اللون الأخضر، وهو اللون المفضل لحزب «رابطة الشمال» اليميني، مثلما كانت البقرة في واجهة التصاميم الحديثة ربما لأن المدير الإبداعي لدار «إترو» قضى إجازته على سفوح جبال التو اديجيه (التيرول) قرب الحدود مع النمسا، واستوحى أفكاره من المراعي الريفية الخضراء في الجبال الشاهقة. من جهة أخرى تحولت دوناتيلا فيرساتشي إلى الجاكيت الطويل والمعاطف المنطوية على جزء من الجانب الآخر للصدر فبدا شكلها وكأنها عرض بالبعد الثالث المجسم، أما موسكينو فقد اكتفى بوضع كلمة «السلام» على ملابس تشبه ألبسة لاعبي كرة القدم والرغبي، واختار كنالي وضع الأزهار على الأحذية. في فلورنسا فضل فيراغامو الاتجاه عكس التيار واختار المعاطف الطويلة الواسعة بشكل كلاسيكي أنيق، وبدا الجميع وكأنهم يبحثون عن اتجاه جديد لحث المشتري على التزود بأشياء لم يرها منذ أكثر من 40 سنة، لأن مبيعاتهم الحالية لجمت في السنتين المنصرمتين بسبب الأزمة المالية العالمية والمنافسة الشديدة من المصنوعات الصينية التي تقلد الموضة الإيطالية بأسعار زهيدة نسبيا وتنتشر في العالم أجمع، فأغلب دور الأزياء الإيطالية التي يهمها الربح في المقام الأول تصنع منتجاتها في الصين بأسعار تقل عن أسعار إيطاليا وحتى بعض المنتجات المصنوعة في إيطاليا ذاتها يقوم بها عمال صينيون هاجروا إلى إيطاليا