الأطفال يقتحمون أبواب المعرفة في تجربة تربوية بالرياض

«خطواتي الأولى» عالجت مشكلات سلوكية عند الصغار عن طريق الرسم والدراما

نجحت المدرسة في الوصول إلى آلية لتحقيق كل احتياجات الطفل في هذه المرحلة العمرية الحساسة («الشرق الأوسط»)
TT

نجحت مدرسة خاصة في الرياض خصصت لمرحلتي الحضانة ورياض الأطفال في تطبيق أعلى معايير الخطط التعليمية والتربوية الحديثة التي راعت تحقيق التوازن في الأنشطة التي تقدم للأطفال لتغطي جميع جوانب النمو لديهم في هذه المرحلة العمرية الهامة التي تشكل خلفية رحلتهم الطويلة مع الحياة والتعليم.

ومع نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي كشفت مدرسة «خطواتي الأولى» التي تتخذ من حي النخيل الراقي بالرياض مقرا لها وتحمل شعار «هنا تلتقي عقول الأطفال مع أبواب المعرفة» نجاح تجارب تربوية وتعليمية وسلوكية طبقتها المدرسة بهدف توفير كل الفرص المناسبة التي تتيح للأطفال تحقيق إبداعاتهم وابتكاراتهم المختلفة في الجوانب الفنية واللغوية والحركية، وذلك من خلال أنشطة متنوعة تشجعهم على المبادرة والتجربة والتعليم، إضافة إلى تجارب أولى لعلاج كثير من المشكلات السلوكية عند هؤلاء الصغار عن طريق الرسم والدراما.

وأبلغت «الشرق الأوسط» جواهر اليحيى مديرة مدرسة «خطواتي الأولى» التعليمية والتربوية والموجه لمرحلتي الحضانة ورياض الأطفال بأن المدرسة وبعد جهود استمرت أكثر من 3 سنوات نجحت في الوصول إلى آلية لتحقيق كل احتياجات الطفل في هذه المرحلة العمرية الحساسة من خلال توفير أجواء لهم مليئة بالألفة والحميمية، وإشعارهم بأنهم في بيئة عائلية حقيقية بعيدا عن النمطية والتقليدية التي لازمت التعليم بشكل عام والخطط الموجهة للصغار في مرحلتي الحضانة ورياض الأطفال.

وأشارت اليحيى إلى أن الخطط التعليمية التي تم إقرارها من قبل المدرسة راعت ضرورة التوازن في جميع الأنشطة الموجهة للصغار بحيث تغطي جميع جوانب النمو لدى الأطفال حتى لا يطغي جانب على آخر، موضحة بأن من أهم هذه الجوانب هو النمو الانفعالي حيث تستهدف كل الأنشطة المعتمدة يوميا غرس المبادئ الانفعالية المتكاملة في نفوس الأطفال، مثل العاطفة الإيمانية من خلال التفكير في مخلوقات الله وتقليد سلوك الكبار، وكذلك التعاون المشترك في بيئة اجتماعية ملائمة والإرشاد التربوي النفسي المتخصص، إضافة إلى النمو الحسي – الحركي حث ركزت مناهج المدرسة التربوية على المزج الفعال بين التعليم وتنمية جميع الحواس، إذ إن جميع الأنشطة والمفاهيم المختلفة (لغوية - علمية – رياضية) نقدمها عن طريق استخدام حواس الطفل، بأسلوب جذاب يجعل الطفل يتشرب المعلومات مباشرة، مع نمو حواسه وعضلاته في الوقت نفسه، أما الأنشطة الحركية الحرة والألعاب الجماعية المنظمة فتستغرق على الأقل ساعة يوميا.

وفيما يخص النمو الذهني فالخطط التعليمية بتوازن مدروس بين أنشطة اللغة والرياضيات والعلوم بشكل متداخل متكامل، بما يؤدي إلى تحقيق النمو الذهني المطلوب للطفل بأيسر سبيل. فالمفهوم العلمي مثلا يقدم بشكل محسوس ومن خلال قصة مشوقة ونشاط فني محبب، أما اللغة وحروفها فإنها تقدم في قالب حسي أيضا مع القصص المناسبة أو النشاط الحركي أو الفني.

وما يخص الإبداع واكتشاف المواهب فإن المدرسة تهتم بأن توفر للأطفال كل الفرص المناسبة، التي تتيح لهم تحقيق إبداعاتهم وابتكاراتهم المختلفة من مواهب فنية أو لغوية أو حركية، وكل ذلك من خلال أنشطة متنوعة تشجعهم على المبادرة والتجربة والتعليم.

وشددت جواهر اليحيى على أن الأصل في المناهج والوسائل التعليمية أن تكون أدوات وليست هدفا، موضحة بالقول «في الأصل في المناهج والوسائل التعليمية أن تكون عاملا مساعدا وليست مجالا للتفاخر بالكثرة أو الجمال، لذا اخترنا مناهجنا التعليمية من أفضل النظريات التربوية، مع الوسائل المدروسة بعناية، التي تمكننا من توصيل المفاهيم بشكل سلس ومحبب حتى تنمي لديهم الدافعية والرغبة في التعليم». مشيرة إلى أن المدرسة توصلت بنجاح إلى علاج مشكلات سلوكية عند الصغار في هذه السن عن طريق اللعب والدراما (التمثيل) موضحة بأن بعض الأطفال يعانون من مشكلات سلوكية كالخجل، والخوف، والقلق، والعدوانية، وقد تم حصر الكثير من هذه الحالات وتشخيصها ثم علاجها عن طريق اللعب والرسم والدراما (التمثيل) ضاربة مثلا بطفل يعاني من مخاوف حيث أعطي الفرصة للتعبير عن مخاوفه من خلال رسم أشكال معروفة تم تشخيصها على أنها سبب مخاوفه، ثم وجهناه بالقضاء عليها عن طريق طمسها أو ضربها أو تمزيق الورقة، أو الأداة التي رسم عليها الشكل مصدر خوفه.

وفي ذات السياق نجحت المدرسة في تجاوز تجربة لتعويد الصغار في سن مبكرة على بعض السلوكيات الحميدة من خلال التنسيق مع إحدى شركات تدوير النفايات والحصول على نفايات المدرسة وفق آلية محددة بحيث تكون هناك حاويات لتجميع الأوراق، وأخرى لتجميع المواد البلاستيكية، وقد نجحت المدرسة في تحقيق هذا الهدف الذي يمكن تعميمه على كافة القطاعات.

ووفقا لنائبة مديرة المدرسة الاختصاصية الاجتماعية إيمان النصيان فإن المدرسة حرصت على توظيف أمهات الأيتام من ربات البيوت التي لا عمل لهن وذلك بالتنسيق مع جمعية «إنسان» التي وجهت للكثير من القطاعات خطابات لتمكين هؤلاء الأمهات من الحصول على عمل وهي خطوة تشكر عليها الجمعية والقطاعات التي استجابت لهذه المبادرة، لافتة إلى أن المدرسة وظفت أم سعودية أثبتت نجاحها في الأعمال الموكلة لها داخل المدرسة، بل وتفوقت على العمالة النسائية الأجنبية.