ظاهرة «البدارية» غيرت من تخطيط النجوم وعلاماته التقليدية

كذب المنجمون ولو صدقوا

TT

قال منجمون إنهم كانوا يعلمون أن هذا سيحدث..

ومع ذلك لم تتوقف ردود فعل غاضبة بين المهتمين بالأبراج يوم الجمعة، مع تواتر الأخبار على شبكة الإنترنت - وبالطبع خارجها - عن أن علامات البروج قد لا تكون في وضعها الصحيح، وهو التطور الذي يحتمل أن يكون له أثر كبير على علاقات شخصية ومهنية، ويفترض أن يصل ذلك إلى البرنامج اليومي الخاص بالسيدة الأولى سابقا نانسي ريغان.

وقد جعل كل ذلك المنجمين المحترفين يسعون إلى تهدئة أتباعهم، في حين أطلق علماء الفلك ضحكات خافتة لمصير أشقائهم الميتافيزيقيين.

وقال لورانس غريكو، الذي عمل لمدة 20 عاما في التنجيم وتقديم استشارات خاصة بالتخطيط للحياة في مانهاتن، في سعي لطمأنة عملائه: «لا تفزعوا. لم تتغير علاماتكم».

ولكن لم تؤثر هذه التطمينات بدرجة كبيرة على الخلاف الكوني بعد أن أوردت صحيفة «ستار تريبيون» في مدينة مينيابولس يوم الاثنين أن ميلا طبيعيا في اتجاه محور كوكب الأرض - يعرف فنيا باسم «بدارية» - قد غير من تخطيط النجوم وعلاماتها التقليدية التي تعود إلى آلاف السنين. وسرعان ما انتشر التقرير، الذي يستشهد بما ذكره بارك كانكل، عضو مجلس الإدارة بجمعية القبة السماوية في ولاية مينيسوتا. وقال كانكل، الذي أصبح فجأة الرجل الذي غير دائرة البروج، إنه كان يعلق على حقيقة مشهورة عن النجوم وعلاقتها بعلم التنجيم.

وقد أدت التقارير حول هذا التغيير إلى أزمات داخل أبراج الحمل والأسد وحواء (وكانت أكثر في هذا البرج الأخير) بمختلف أنحاء البلاد وعلى شبكة الإنترنت.

وكتب أحد مستخدمي موقع «تويتر» صباح الجمعة: «تغيرت علامتي في دائرة البروج، هل يعني ذلك أني ليست الشخص الذي اعتدت؟!؟».

ووفقا لما أفاد به التقرير، فإن برج الجدي، الذي يقول المنجمون إنه يبدأ في ديسمبر (كانون الأول) يبدأ فعليا في 20 يناير (كانون الثاني)، اعتماد على الموقع الفعلي للنجوم. وبذلك ينتقل برج الدلو إلى فبراير (شباط)، وهكذا دواليك.

ويقول علماء إن منجما يونانيا قديما كان أول من اعترف بـ«بدارية» محور كوكب الأرض، الناتج عن الجاذبية بين القمر والشمس حول الأرض.

ويقول جوي راو، وهو محاضر مشارك وزائر بمركز «روز» لأبحاث الأرض والفضاء في «قبة هايدن السماوية»، إنه «بمرور الوقت، يشير القطب الشمالي بالأرض تجاه نجوم مختلفة». وأشار إلى أن ذلك يعني أن «كل المواقع بدائرة الأبراج التي يستخدمها المنجمون كأساس في دراساتهم غير دقيقة».

وأشار إلى أن الأمر ذاته ينطبق على أي توقعات تعتمد على ذلك. وقال راو: «هذا هو القرن الحادي والعشرين».

وقال روب برزني، الذي يكتب مقالا أسبوعيا بارزا عن الأبراج، إن هذا الاستهزاء من جانب المشككين كان متوقعا، مضيفا أن فكرة تغير دائرة البروج عبارة عن محاولة أخرى لتكذيب علم التنجيم الذي يؤمن به ربع الأميركيين، بحسب ما أفاد به استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو للأبحاث» عام 2009.

وأشار برزني ومنجمون إلى أنهم يعرفون منذ وقت طويل أن الجمع بين مجموعة النجوم والعلامات التنجيمية غير متلائم، ولكن لا يتعامل المنجمون الغربيون مع النجوم - كما تفعل بعض أفرع علم التنجيم الأخرى - بل تتعامل مع الكواكب والمنظومة الشمسية.

وقال في رسالة عبر البريد الإلكتروني: «إذا كانوا سيشككون في الأسس، عليهم أن يعرفوا على الأقل ما يتحدثون عنه».

ويقول برزني إن القول بأن دائرة الأبراج ليست في توازن جيد خبر قديم، ولكنه صدم للسرعة التي أشعل بها مقال «ستار تريبيون» النار، بعد أن استلهم ذلك من رسالة مدونة بموقع «LiveScience».

ويوم الجمعة، قال مونتي تايلور، وهو منجم مخضرم من مانهاتن، إنه وغيره من المنجمين كان يرسلون رسائل إلكترونية يقولون فيها: «مرة أخرى، خطوة للأمام وخطوتان للوراء».

وربما كان الأكثر إدهاشا للبعض هو الحديث عن أن النظام الذي توجد به 12 علامة سيحتوي على علامة جديدة تحمل الرقم 13 - وهي تشير إلى برج حواء - الذي أسقطه البابليون القدماء. وتدور دائرته من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 17 ديسمبر (كانون الأول).

وشبه البعض ذلك بالخبر الذي جاء عام 2006 والذي قال إن بلوتو - الذي اعتبر لوقت طويل أصغر كوكب - سيصنف ككوكب قزم. وجاء في إحدى الرسائل على موقع «تويتر» من شخص يدعى هاري بوتريش: «أولا قيل لنا إن بلوتو ليس كوكبا، والآن يقولون إن هناك علامة جديدة بدائرة البروج. كانت فترة طفولتي كذبة كبرى».

ويقول ويليام دوفينداك، وهو منجم من سانت لويس في مجلس رابطة سانت لويس للتنجيم، إنه جاءه الكثير والكثير من التساؤلات. وأضاف: «كان هناك كثير من المحاولات التي تهدف إلى السيطرة على الدمار الحادث، وعلي أن أطمئنهم بأن هذا كله من سمات التنجيم».

وعلى الرغم من ذلك كله يقول برزني وآخرون إن عملهم سيبقى رغم هذا اللغط - والمشككين - بسبب العاطفة التي لدى أتباعهم. وأضاف: «التنجيم عبارة عن لغة شعرية تخاطب الروح وليس طريقة علمية».

ولم يشعر الجميع بالضيق بسبب هذه الأخبار التي تناولت التغيير المفترض في النجوم، وقال دوفينداك إنه على الأقل رأى واحدة سعيدة بذلك. وأضاف: «قالت امرأة لي إنها دائما ما كانت تشعر أن هناك سمة أو سمتين في برج القوس لا تناسب شخصيتها. ولكن يناسبها الآن البرج الجديد تماما».

* ساهم في التقرير كينيث تشانغ وآندرو كيه من نيويورك، ومالكوم غاي من سانت لويس، وماليا وولان من بيركيلي بولاية كاليفورنيا

* خدمة «نيويورك تايمز»