باريس تودع معرض الرسام مونيه بفتح أبوابه للزوار 4 أيام بلياليها

عشاقه مستعدون للوقوف أمام القصر الكبير لساعتين عند منتصف الليل

ازدحام الزوار داخل القصر
TT

تحية مميزة تؤديها باريس لوداع المعرض الاستعادي الشامل للفنان الشهير كلود مونيه، المقام في صالات «القصر الكبير»، حاليا. فعلى مدى أربعة نهارات وثلاث ليال من دون توقف، يعيش الباريسيون والسياح الوافدون إلى العاصمة الفرنسية على إيقاع الفنان الشهير الذي كان واحدا من أهم رموز المدرسة الانطباعية في الرسم. وانطلقت، أمس، تظاهرة بعنوان «ليالي مونيه»، تبقى فيها أبواب القصر مفتوحة حتى مساء بعد غد الاثنين لاستقبال الزوار الذين يودون اللحاق بالمعرض النادر، في أيامه الأخيرة.

ولتحقيق هذه المتعة، كان على الراغبين في مشاهدة المعرض الاستعادي الشامل لكلود مونيه أن يقتنوا تذاكر الدخول مسبقا، نظرا لتهافت عشرات الآلاف على حجز موطئ قدم لهم داخل الفضاء الرحب للقصر الكبير. فمن المتوقع أن يستقبل القصر أكثر من 65 ألف شخص، نصفهم من «زوار الليل» ومن أصحاب المهن التي تستغرق طيلة ساعات النهار والمساء ولا تسمح بفسحة لمشاهدة المعارض أو حضور النشاط الثقافي. كما ينتظر القائمون على المعرض أفواجا من الشبان والشابات الذين سيجدون في المناسبة فرصة لقضاء سهرات مختلفة في عطلة نهاية الأُسبوع، خارج أجواء المطاعم والمراقص وصالات السينما.

ونصح القائمون على المعرض الزوار، مسبقا، بضرورة التحلي بفضيلة الصبر. فالمهلة المتوقعة لانتظار لحظة الدخول، عند بوابة القصر، تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات عند منتصف الليل. أما من يختار الزيارة عند الثالثة صباحا فلن ينتظر، على الأرجح، أكثر من ربع ساعة. وبعد ذلك الموعد، أي عند الخامسة فجرا، يصبح المرور انسيابيا. ورغم اتساع مساحات العرض، فإن شروط السلامة تفرض عدم السماح بدخول أكثر من عدد محدد، في الزيارة الواحدة.

وبرع مونيه (1840 - 1926) في رسم مناظر الطبيعة الفرنسية. وهو واحد من أواخر جيل الفنانين الكبار في القرن التاسع عشر، قبل ظهور جيل كبار القرن العشرين الذين أبدعوا في باريس، أمثال بيكاسو ودالي وشاغال. وتمكن اتحاد المتاحف الفرنسية من جمع 170 عملا لمونيه في المعرض الحالي الذي جرى افتتاحه في الصيف الماضي. وجاء عدد كبير من المعروضات من متحف «أورساي» للفن الحديث في باريس، والبقية من متاحف ومجموعات أجنبية خاصة. ويتضمن المعرض لوحات تندر إعارتها، جاءت من مقتنيات أثرياء أميركيين وروس ومن متاحف كبرى.