4 آلاف متطوع ومتطوعة يشاركون في علاج جراح سكان جدة

رئيس غرفة جدة يطالب بضرورة التعلم من الدروس الماضية

TT

أكد صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية، ورئيس مجلس إدارة غرفة جدة، أن المتطوعين يمثلون جميع أطياف المجتمع السعودي من الذكور والإناث وأنهم يعملون سويا لرفع الضرر عن أهالي جدة، مؤكدا أن الأعمال الإغاثية لن تقتصر على فئة معينة أو طبقة معينة.

وفاقت أعداد المشاركين في الأعمال الإغاثية لمصلحة أهالي جدة المتضررين أكثر من 4 آلاف شخص من الجنسين، وهو ما أدى إلى إعلان جهات غوث عدة عن عدم استقبال متطوعين آخرين، جراء اكتفاء تلك الجهات واللجان من المشاركين في تلك الأعمال.

وواجه صالح كامل أصواتا تعالت أخيرا، بما يسمى بـ«الاختلاط» بين الجنسين في الأعمال الإغاثية بالاستشهاد بالحروب التي شهدها الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: «من يعارض العمل التطوعي، أقول لهم كيف كانت الصحابيات يشاركن في الحروب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كن يداوين الجرحى ويسقين بالماء، نحن في حالة مثل الحرب».

وشدد على ضرورة استغلال الأصالة الموجودة بقوله «لا بد من استغلال الأصالة الموجودة في أبنائنا حتى في الأوقات العادية، ويجب أن نستغل أوقاتهم في خدمات اجتماعية، لاسيما ان مجتمعنا فيه الكثير من أوجه الخير وفي الأزمات تظهر تلك الأصالة». وأكد أن ما أصاب مدينة جدة يعتبر كارثة طبيعية، وطالب بضرورة التعلم من الدروس الماضية، وتمنى أن يعي الدرس وأن يعمل على تلافي هذه الأمور، مشيرا إلى أن جميع بلاد العالم معرضة للكوارث الطبيعية، وليست مقصورة على المملكة فقط.

من جانبه كشف نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية رئيس اللجنة مازن بن محمد بترجي عن إنشاء اللجنة مركز معلومات لحصر المتضررين من سيول جدة، والذي سيستقبل المكالمات عبر قاعدة بيانات لمركز الاتصالات، لتسهيل إعداد الطلبات وإعداد آلية استقبال المكالمات وطريقة تنفيذها، وتجهيز نموذج إيصال استلام البيانات والمعلومات وتعليمات استقبال الاتصالات على الرقم الموحد، إلى جانب إعداد المعلومات عن المتبرعين والجمعيات الخيرية والمستودع الموجود في مركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات.

وأوضح بترجي أن اللجنة تهدف إلى دعم العمل التطوعي الخيري والمساهمة في نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع، وحث الناس على الإسهام في الأعمال الخيرية بطريقة منظمة، إضافة إلى مساندة الحكومة والمؤسسات الاجتماعية في سد فجوة الخدمات المقدمة للمجتمع، وفتح آفاق جديدة في مجال العمل التطوعي ومفاهيم العمل التطوعي، علاوة على تقديم آليات احترافية لإدارة العمل التطوعي من تخطيط وإدارة وتدريب.

وبين أن اللجنة قد تولدت لديها تجربة ثرية من خلال ما قدمته في كارثة سيول جدة الأولى، حيث ستساهم وبشكل كبير من خلال كوادرها المؤهلة في التعامل مع مثل هذه الحالات، إلى جانب الإسهامات الكبيرة من الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن اللجنة ستحقق بإذن الله نجاحاتها في زرع الطمأنينة وإعادة الحياة لسكان هذه الأحياء المنكوبة، التي وصل عددها ووفق تقارير الدافع المدني إلى 23 حيا سكنيا.

ولفت إلى أن اللجنة أطلقت موقعا لها على شبكة الانترنت، لتسهيل مهمتها في هذا العمل الاجتماعي الإنساني، وإمكانية سهولة التعرف على أعمالها ومهامها وأنشطتها، داعيا أصحاب وصاحبات الأعمال إلى دعم مجهودات اللجنة التي تساهم في تقديم واجب وطني وإنساني لأبناء عروس البحر الأحمر.

من جهتها بينت المشرفة على قسم خدمة العملاء بأرض المعارض لـ«الشرق الأوسط» ألاء الصف آلية عمل الأقسام والإدارات، التي تتمثل في استقبال الطلبات الواردة لهم، مثل طلبات الإيواء أو الغذاء والصحة، أو إنقاذ ويتم توجيههم إلى جانب التبرعات سواء كانت عينية أو مادية، ويتم عمل جدوله لها وتقسيمها بحسب فرق العمل المخولة بانجاز العمل.

وقالت إن طبيعة عمل المتطوعات لتلقى الاتصالات ينقسم إلى قسمين، الأول من الساعة التاسعة صباحا إلى الثالثة ظهرا، ومن ثم يتناوب مجموعة أخرى من الشباب إلى الساعة 11 مساء، ويتم خلال الفترتين بطبيعة الحال تلقى اتصالات على الرقم المجاني 920001424.

وفي ذات السياق أوضحت مها طاهر قائده احد الفرق التطوعية أن المتطوعين ينقسموا إلى قسمين الأول فريق ميداني، والثاني هو الفريق الذي يربط المجتمع والأشخاص بالمركز والفريق التطوعي، وبعد ذلك يقسم المتطوعين إلى أقسام وفرق كل فريق لديه مهام يقوم بها، مشيرة إلى أن المتبرعين باتوا يرسلون من تلقاء أنفسهم موادا إغاثية. وقالت « أول ما تصل المعونات والمتطلبات تدخل إلى قسم التفتيش، ليتم التأكد من صلاحيتها وجودتها، ومن ثم تدخل إلى ارض المعارض ليتم تقسيمها بحسب نوعها فهناك قسم للسوائل والمعلبات، وقسم للملابس، والمستلزمات الطبية، وقسم آخر لمستلزمات الأطفال».

وكانت اللجنة قد قامت بتنسيق العمل الاجتماعي والخيري بمحافظة جدة ومنذ يوم أمس بتجهيز أكثر من 1500 سلة غذائية، استعدادا لتوزيعها وفق برنامج زمني على سكان الأحياء المتضررة من الأمطار الغزيرة التي داهمت المحافظة صباح الأربعاء الماضي من خلال أكثر من 1000 متطوع من الشباب والشابات.

وفي ذات السياق أزجى الأمير مشعل بن ماجد بن عبد ا لعزيز محافظ مدينة جدة شكرا للمتطوعين من الشباب والشابات الذين تفرغوا لإغاثة المتضررين من أهالي المدينة. وقال أثناء تفقده لمركز جدة للمعارض «البركة بالشباب، فهم سواعد الحاضر وأمل المستقبل». واستمع لشرح مبسط عن أكاديمية دله للعمل التطوعي والتي سيتم افتتاحها رسميا خلال الشهرين المقبلين.

واختلفت دوافع ومواقع المتطوعين في مدينة جدة بعد الكارثة الثانية، إلا أن الرغبة في مد يد العون كانت الشعار الرسمي والواضح.

خالد الشريف احد المتطوعين قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن توقيت العمل التطوعي في هذه الأيام من السنة تحديدا أتاح له فرصه المشاركة والوقوف مع أبناء وطنه من المتضررين من السيول، لافتا إلى أن تطوعه والمشاركة في مثل هذه الأعمال له الدور الكبير في حياته وشخصيته.

وأكدت أم رهف في حديثها لـ«الشرق الأوسط» اكتسابها مهارات في الإنقاذ خلال العام المنصرم، وكانت تجربه لها أثرها العميق على نفسها.

أما سارة دوكي في الصف الثاني الثانوي قالت لـ«الشرق الأوسط» على الرغم من رغبتها بتمضية الإجازة السنوية مع الأهل خارج السعودية، لكن فرحة المشاركة في العمل التطوعي ومساعدة المتضررين عوضها، مؤكدة أن مشاركتها في العمل التطوعي لن تؤثر على مذاكرتها للاختيارات بعد العودة للمدرسة، مضيفة إن فكرة العمل التطوعي في مجمله تعد فرصة عظيمة، لما يترتب عليه من اجر وثواب في مساعدة المحتاجين.