«أشلاء» للمخرج حكيم بلعباس ينال الجائزة الكبرى لمهرجان السينما المغربية

استغرق تصويره 10 سنوات وتناول حكاية شخصية وعائلية

حكيم بلعباس يتسلم جائزة أفضل شريط سينمائي («الشرق الأوسط»)
TT

نال فيلم «أشلاء» من إخراج حكيم بلعباس، الجائزة الكبرى للمهرجان المغربي للسينما الذي اختتم اول من امس في طنجة، وأجمع أعضاء لجنة التحكيم على «قوة الفيلم وعمقه في معالجة لوحة شخصية تناول فيها المخرج عائلته المغربية، وعرض من خلالها مشاهد ولحظات حميمية استغرق تصويرها مدة عشر سنوات تقريبا».

كما قررت اللجنة منح جائزتها الخاصة إلى شريط «النهاية» لمخرجه هشام العسري، فيما ارتأت منح جائزة أول عمل سينمائي لشريط «فيلم» لمحمد أشاور، الذي أثار نقاشا واسعا بين المشاركين في المهرجان، ونوهت بشريط «الوتر الخامس» للمخرجة سلمى بركاش، لفرادة فكرته وتحكمه في اللغة السينمائية.

وبخصوص الأدوار السينمائية، منحت اللجنة جائزة أول دور نسائي لمريم الراوي عن دورها في فيلم «أيام الوهم» لطلال السلهامي، وجائزة ثاني دور للممثلة نفيسة بن شهيدة عن دورها في فيلم «أكادير بومباي» للمخرجة مريم بكير، فيما حاز الممثل عمر لطفي جائزة أول دور رجالي لأدائه دور البطولة في فيلم «جناح الهوى» لعبد الحي العراقي، وحصل المثل فهد بن شمسي على الجائزة الثانية عن دوره في شريط «فيلم» لمحمد أشاور، كما نوهت اللجنة بالطفلين إبراهيم البقالي ولطفي صابر عن دورهما في فيلم «ماجد». ومنحت لجنة التحكيم جائزة السيناريو للمخرج نسيم عباسي عن فيلمه «ماجد»، وجائزة التصوير لمحمد سلام عن فيلم «أيام الوهم»، وجائزة الصوت لفوزي ثابت عن فيلم «الوتر الخامس»، فيما منحت جائزة المونتاج مناصفة بين كل من صفاء بركة وروت لينا وكيرين بنرفائيل عن فيلمهم «أرضي» لمخرجه نبيل عيوش»، كما توج نفس الفيلم بأحسن موسيقى وعادت الجائزة للفنان عادل عيسى. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، قررت لجنة تحكيمها، منح الجائزة الكبرى للفيلم «حياة قصيرة« للمخرج عادل الفاضلي، الذي عبر عن سعادته وغبطته البالغتين بهذا التتويج، خاصة أنه فاز بنفس الجائزة خلال الدورة الأخيرة للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير الذي استضافته طنجة في أكتوبر من السنة الماضية، بينما عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لقيس زينون عن فيلمه «القرقوبي»، وجائزة السيناريو لمراد الخوضي في فيلم «المنحوتة« ليونس الركاب.

واعتبر عدد من النقاد السينمائيين الفيلم الفائز «أشلاء»، قفزة نوعية في مسار السينما المغربية، ليس لأنه فيلم له طابع وثائقي فقط، بل لأن المخرج عرف أين وكيف يختار خطواته وسط الموضوع الذي يتعامل معه، وحاول من خلاله أن يبقى واقعيا إلى أبعد الحدود، ليقدم شريطا دون رتوش وخال من المساحيق، ايمانا منه بمنطق الصورة ولغة الحركة، إذ تمكن في نهاية المطاف من تقديم صورة حقيقية لعائلة مغربية عاش في أحضانها حياة مليئة بالحب والأفراح والألم. ولد حكيم بلعباس عام 1961 في بلدة ابي جعد (جنوب الدار البيضاء)، وتخرج من شعبة الأدب الإنجليزي جامعة محمد الخامس بالرباط،، لينتقل إلى فرنسا، حيث درس السينما بمدينة ليون، قبل أن ينتقل بأميركا لإتمام دراسته، حيث حصل على شهادة الماستر في الفنون الجميلة، والسينما بمدينة شيكاغو، التي يعيش بها حاليا.

بدأ مسيرته الفنية بإخراج عدد من البرامج الوثائقية، قبل أن يخرج فيلمين قصيرين عام 2001 و2002، كما أخرج فيلمين طويلين من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، ونال عدة جوائز وطنية ودولية عن فيلميه «خيط الروح»، و«علاش (لماذا) البحر».