المآثر التاريخية الإسلامية مهددة بالاندثار ولا توجد خطط لإنقاذها

9 دول ليس لها مواقع مصنفة من طرف المنظمات الدولية

جانب من اليوم الثقافي المغربي الروسي حول الآثار (تصوير عبد اللطيف الصيباري)
TT

أجمع خبراء ومختصون في علم الآثار على أن المآثر التاريخية في البلدان والإسلامية مهددة بالاندثار ما إن لم توفر خطط عمل لمعالجة قضايا التراث الثقافي والحضاري. وقال عبد العزيز صلاح خبير عالمي في المعالم الأثرية وممثل منظمة الاسيسكو حول «جهود منظمة الاسيسكو في المحافظة على التراث الحضاري في الدول الأعضاء» خلال يوم ثقافي مغربي روسي نظم أول أمس في القنيطرة (شمال الرباط) إن نصيب الدول الإسلامية من المآثر العالمية لا يتجاوز 16 في المائة وتسع دول من الدول الأعضاء ليس لها مواقع مصنفة من طرف الاسيسكو، مبرزا أن الدول الأعضاء تستشعر نقصا في مجال حماية المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والدينية، معتبرا أن اندثار أي جزي من التراث الحضاري الإسلامي يعد خسارة للأمة الإسلامية والإنسانية.

واهتماما منها بحماية التراث الإسلامي المعرض للأخطار في الدول الأعضاء، أوضح عبد العزيز صلاح أن الاسيسكو قدمت، دعما ماديا لترميم بعض المعالم الأثرية المعرضة للخطر في عدد من الدول، وبخاصة في فلسطين (القدس) والبوسنة والهرسك والعراق واليمن وأفغانستان والجزائر والمغرب وأذريبيدجان وتشاد، فضلا عن الجهود التي تبذلها المنظمة إقليميا لمعالجة قضايا التراث الثقافي والحضاري في العالم الإسلامي، من خلال المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية المتخصصة.

واضاف صلاح خلال اللقاء الثقافي الذي نظمته «الجمعية المغربية للعناية بالآثار والفن والثقافة» وعرف مشاركة مختصين عرب واجانب في الآثار والفن والثقافة، أن الاسيسكو وعلى مدى خطط عملها المتتالية، أولت عناية خاصة للمحافظة على المعالم الحضارية والثقافية المعرضة للأخطار في القدس الشريف، حيث أصدرت بتعاون مع جامعة بير زيت سلسة من الكتب التوثيقية لعدد من القرى الفلسطينية التي دمرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وكتبا عن معالم الحضارة الإسلامية في فلسطين، واستكمالا لجهودها الرامية إلى تجنيد الرأي العربي والإسلامي والدولي للتدخل السريع لإيقاف هذه الاعتداءات التي كان من أبرزها بناء الجدار العنصري العازل والحفريات اللاقانونية في محيط المسجد الأقصى، قامت الاسيسكو يقول صلاح بالحث على تكثيف التحرك لدى الهيئات الدولية المتخصصة وإصدار بيانات تندد بما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن الحفريات الغير قانونية في محيط المسجد الأقصى.

من جانبه أشار نيكولاي سوخوف مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة بالرباط، إن جميع برامج المركز تولي أهمية خاصة للشباب وحثهم على احترام الاختلافات الدينية والإثنية والثقافية، وهو ما لا يتنافى مع أهداف الجمعية المغربية للعناية بالآثار والفن والثقافة، مؤكدا اهتمام هذه البرامج بموضوع الآثار سواء كانت اسلامية أو غيرها.