«غوغل» تضع تكنولوجيتها في خدمة 17 متحفا

«ستريت فيو» تدخلك إلى كل واحد منها وتسمح بإبحار سلس لمشاهدة القطع الفنية

شمل المشروع 486 فنانا يمكن الاطلاع على لوحاتهم «في بيئتها» في 11 مدينة من تسع دول ولا تخشى المتاحف أن يؤدي ذلك إلى تراجع عدد زوارها
TT

عندما تعلن متاحف الفن الحديث في كبرى عواصم العالم، مثل لندن ونيويورك وباريس وغيرها، عن تنظيم معرض فردي أو جماعي، يقوم مباشرة عشرات الآلاف من المهتمين بزيارته يوميا خصوصا في الأيام الأولى لافتتاحه، وترى الناس وهم يتزاحمون من أجل إلقاء نظرة على عمل محدد، الأمر الذي يخلق حالة من الازدحام أمام كل لوحة وفي الفراغ المخصص. هذا الأسبوع حاولت شركة «غوغل» إيجاد حل لهذا الازدحام من خلال اتفاق مع عدد من المتاحف لعرض آلاف من الأعمال الفنية. أضف إلى ذلك فإن التقنية المستخدمة تتيح أيضا الفرصة للشخص ليس فقط لمشاهدة هذه الأعمال في بيته وإنما يمكنه أيضا تفحصها ليكتشف بنفسه التفاصيل الدقيقة التي قد لا تكون واضحة للعين المجردة عند مشاهدة العمل معلقا في الأماكن العامة. أطلقت الشركة في لندن مشروعها الذي يسمح لهواة الفن بالتنزه افتراضيا في 17 من أكبر المتاحف في العالم مثل متحف الفن الحديث (موما) في نيويورك ومتحف «تيت مودرن» في لندن وقصر فرساي بفضل تكنولوجيتها المعروفة باسم «ستريت فيو».

ودخلت «ستريت فيو» المعروفة لدى مستخدمي موقع الخرائط «غوغل مابس» إلى كل واحد من هذه المتاحف السبعة عشر لالتقاط صور بـ 360 درجة تسمح بإبحار سلس لمشاهدة القطع الفنية. ويسمح موقع «غوغل آرت بروجيكت.كوم» هذا بزيارة متاحف أخرى من منزل المستخدم مثل «ناشيونال غاليري» في لندن و«رييكزميزيوم» في أمستردام و«أرميتاج» في سانت بطرسبورغ بروسيا. وقد صور أكثر من ألف عمل فني ويمكن الاطلاع عليها من خلال النقر مع إمكانية تكبيرها للحصول على مزيد من التفاصيل.

وقال نلسون ماتو نائب رئيس قسم الهندسة في «غوغل» خلال مؤتمر صحافي في متحف تايت بريتان، أحد المتاحف الشريكة في المشروع في لندن «نأمل أن يدفع ذلك المزيد من الناس أينما وجدوا إلى الوصول إلى الفن والغوص فيه من خلال تفاصيل جديدة».

وفي المجموعة المختارة أعمال مهمة جدا مثل «ولادة فينوس» لبوتيتشيلي و«الليلة المنجمة» لفان غوخ (موما نيويورك) و«طواف الليل» لبرامبرنت من المتحف الوطني الهولندي. وقدم قصر فرساي من جهته البورتريه الشهير لماري أنطوانيت محاطة بأولادها بريشة ليز إليزابيت فيجيه-لوبران. وشمل المشروع 486 فنانا يمكن الاطلاع على لوحاتهم «في بيئتها» في 11 مدينة من تسع دول. ولا تخشى المتاحف أن يؤدي ذلك إلى تراجع عدد زوارها. وقال السير نيكولاس سيروتا مدير متحف تايت «خبرتنا تشير إلى أن الناس ما إن يروا شيئا على الإنترنت يتشوقون إلى رؤية اللوحة فعليا». وقالت «غوغل» إنها تتوقع انضمام متاحف أخرى إلى المشروع.

السير نيكولاس نفسه قال إنه في زيارته المقبلة لمتحف «موما» نيويورك سيحاول أن يلقي بنظرة تفحصية على عمل بيتر بروغيل «الحصادون» المعلقة في المتحف. السبب هو أن السير نيكولاس لم يكن على معرفة ببعض التفاصيل في اللوحة. ومع التكنولوجيا الحديثة فقد أصبح واضحا بعض التفاصيل الدقيقة.

ومن جهة أخرى سوف يكون من الصعوبة بدءا من الآن على مستخدمي الإنترنت القيام بعمليات تنزيل غير قانونية لمواد تتمتع بحماية ملكية فكرية. قال محرك البحث العملاق «غوغل» إنه سيجري تعديلا على خاصية الاستكمال التلقائي على خدمته للبحث بحيث لا تشمل نتائج البحث على مواد ذات صلة بأعمال قرصنة.

ويعني هذا أن من يقوم بالبحث على الموقع عليه أن يكتب الاسم الكامل للمواد التي يبحثون عنها دون الحصول على أي استرشادات لمواد تقاسم الملفات. والمواد المستهدفة الرئيسية هي أي كلمة تحمل كلمة «تورنت» فيها أو مواد أخرى ذات صلة بخدمات تنزيل مثل موقع «رابيد شير» و«ميجا أبلود». ولا يزال بإمكان مستخدمي «غوغل» أن يكتبوا يدويا مواد البحث ويحصلوا على نتائج صحيحة، لكن لن يكون بالإمكان بعد ذلك أن يوفر «غوغل» خدمة الاستكمال التلقائي للمواد في شريط البحث.

وكان «غوغل» أبدى نيته في ديسمبر (كانون الأول) لمنع المواد ذات الصلة كثيرا بعمليات القرصنة من الظهور على شريط الاستكمال التلقائي.