الهنود يتوجهون لتايلاند لإنجاب الذكور

عيادات متخصصة لتحديد جنس المولود المحظور في الهند

بالنسبة للكثيرين من أثرياء الهند فإن طريقة أسلوب التشخيص الجيني هي أفضل الطرق لإنجاب الذكور (ا.ف.ب)
TT

تفضيل الازواج والزوجات الهنود انجاب الذكور بدأ يدفع العديد منهم الى العاصمة التايلاندية بانكوك حيث تسمح العديد من عيادات الاخصاب بعلاج يسمح باختيار جنس الجنين.

ويزور تلك العيادات في بانكوك ابناء الطبقات المترفة والمتعلمة الهندية في دلهي ومومباي وحيدراباد وكولكاتا، وغيرها من المدن الهندية الكبرى والسبب الوضح هو رغبتهم في انجاب اولاد.

وذكرت الدكتورة ابها ماجومدار رئيس مركز الاخصاب في مستشفى سير غانغا رام في دلهي لـ «الشرق الاوسط» «يزور المستشفى شهريا العديد من الازواج والزوجات للحصول على معلومات بخصوص عيادات بانكوك، بعدما اجروا ابحاثا عبر الانترنت او تلقوا معلومات من اشخاص استخدموا تلك العيادات من قبل. والهدف من تلك المعلومات هو معرفة مصداقية العيادة التايلاندية التي يتصلون بها. وبما اان اختيار جنس الجنين بأي طريقة هو امر غير قانوني في الهند، فإن اسلوب التشخيص الجيني قبل الزراعة (وهي طريقة انتاج اجنة ثم زراعة الجنس المطلوب في الرحم.) هي الطريقة المفضلة. ونتائج هذه الطريقة دقيقة بنسبة 100% تقريبا في تايلاند.

وبلا ادنى شك، فإن الطبقات المترفة هي الوحيدة القادرة على دفع 9 الاف دولار قيمة العلاج بالطريقة سالفة الذكر. والعوامل الرئيسية وراء اختيار جنين ذكر هو الضغوط الاسرية والحاجة الى وريث بين رجال الاعمال.

وقد سافر مصمم ازياء هندي (لم يذكر اسمه) الي بانكوك للعلاج بهذه الطريقة من اجل انجاب جنين ذكر لعدم وجود وريث في اسرته ومن اجل الحفاظ على اسم الاسرة. وترتب الاسر الثرية اجازات في بانكوك لإخفاء الهدف الرئيسي وهو العلاج بإستخدام اسلوب التشخيص الجيني قبل زراعة الجنين في الرحم.

وقال دينش كانسال وهو طبيب امراض نساء لـ «الشرق الاوسط» ان العديد من الازواج يذهبون في البداية لطبيب محلي. «ويزورنا العديد من ابناء الطبقة المترفة ويطلبون منا العلاج بهذه الطريقة ولكننا نرفض. ويبرر الازواج طلبهم بالاشارة الى اسباب مثل انهم انجبوا بنات. ونبلغهم ان الامر غير قانوني.» وبالمقارنة بالحمل اكثر من مرة والاجهاض لإنجاب ولد فإن طريقة اسلوب التشخيص الجيني هي افضل بكثير. واوضح الدكتور كانسال «انه في كل مرة يزوره زوجان للمطالبة بإستخدام تلك الطريقة ينتبه الى ان ذلك يعني انهما اجريا اختبارات لم ترضهما.» وكشف تصفح موقع مستشفى سينفايات وهي مستشفى متخصصة في الاخصاب معروفة في العاصمة التايلاندية ان تكلفة العلاج بطريقة حقن الحيوان المنوي مباشرة في البويضة تصل الى 5800 دولار اميركيا بالاضافة 2500 دولار لإختيار جنس الجنين.

وتقدم المستشفى خدمة اخرى وهي ترتيب عطلة في تايلاند الى جانب العلاج.

ومن المعروف ان اختيار جنس الجنين او تحديد جنس الجنين الذي لم يولد بعد هي جريمة، ويسمح بها فقط لتشخيص حالات الاضطراب الجيني.

ومن المعروف ان المجتمع الهندي الذكوري المهوس بالاطفال الذكور اءي الى وجود عدم توازن ضخم نسبة الذكور للاناث في عديد من مناطق الهند، وقد اجبر ذلك الحكومة الهندية على حظر اختيار الجنين.

ويفضل عديد من الازواج تلك الطريقة على التعرض لعمليات اجهاض في حالة الحمل غير المرغوب. ويسمح التحليل الجيني للاجنية قبل زراعتها وقبل الحمل للاطباء بتجنب الاجنة ذات العيوا الجينية.

ولا يحتاج الزوجان في الهند الا الى قضاء اسبوع في تايلاند. ويزور العديد منهم عيادات في الهند لكي تشرف على عملية تلقي عقاقير الاخصاب التي تساعد على تحفيز انتاج البويضات. وعقب ذلك تسافر المرأة وزوجها الى بانكوك. وفي المرحلة التالية، يجري استخراج البويضات واخصابها بالحيوان المنوي للزوج، وتجري مراقبتها حتي تتحول الى 8 خلايا. ثم يتم فيها تحليل الجينات، وبعدها يجري اختيار جنينين بالجنس الذي يفضله الزوجان في رحم الزوجة.

ويقول عدد من النقاد الذين يعترضون على نشاط تلك العيادات انها تستغل مشاعر الميول نحو الذكر في مجتمعات مثل المجتمع الهندي، وانهم يشجعون سكان دول اخرى على التحايل على قوانين بلادهم.

وبالرغم من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية فإن «انجاب ولد لا يزال رمزا في الهند.» واذا ما انجبت امرأة ذكورا فتشعر بأن وضعها في اسرتها وبين انسبائها سيزداد احتراما.

وقد ذهبت سودها ساشديف في العام الماضي سرا الى بانكوك في محاولة للانجاب عن طريق التلقيج الصناعي. وهي ام لفتاتين وتتمتع بخصوبة ولم تكن لديها أي مشكلة في الانجاب مرة اخرى. ولكنها كانت تريد ولدا.

وفي رسالة عبر البريد الاليكتروني بعث بها الدكتور ريتشارد بورتان سانشيز الاخصائي في مستشفى «جندر سيلكتوشن» في بانكوك، ردا على تساؤلات من «الشرق الاوسط» قال «لا اتذكر ان طلب مني زوجان هنديان انجاب فتاة، وتتلقى المستشفى 10 استفسارات شهريا، وان عدد اللذين يعالجون قد تضاعف في العامين الماضيين.

وذكرت رخشاندا صديقي وهي زوجه رجل صناعة من نيودلهي لمراسلة هذه الصحيفة «انجبت فتاتين كبيرتين ولم يفتقد زوجي ابدا عدم وجود طفل ذكر الا ان وفاة واحد من اقاربنا تاركا 3 فتيات بلا عائل جعلنا نفكر في طفل ذكر لإسباب اجتماعية وعائلية. لا ارغب في اجراء عمليات اجهاض، وهذه الطريقة تجعلني متأكدة من انجاب صبي. وذهبناالى عيادة في بانكوك بحجة قضاء اجازة هناك، وحملت عبر التلقيج الصناعي واعرف ان الجنين ذكر.» والجدير بالذكر ان العديد من الازواج من جميع انحاء العالم يزورون بانكوك لعلاج رخيص لإختيار جنس الجنين. ولكن في الوقت الذي يعتبر نصفهم على الاقل من بريطانيا واستراليا والولايات المتحدة بهدف انجاب فتيات، فإن هدف الازواج الهنود هو الاولاد. ويحافظ ابناء الطبقات العليا في المجتمع الهندي على تلك المعلومات سرا لشعوهم بالاحراج بسبب اختيار جنس الجنين، بالرغم من مظاهر الحداثة في الملبس والسلوك اما بالنسبة للذين لا يمكنهم توفير نفقات العلاج في تايلاند فهم يلجأون لوسائل تقليدية لاختيار جنس الجنين، بالرغم من تحريمها كلها. وبالرغم من ان وسائل العلاج الحديثة تعتمد على اختيار اجنة قبل الحمل، فإن الوسائل التقليدية تقتل الجنين في مرحلة متقدمة من التطور. ويمثل ذلك اجراء فحص عبر الرنين المغناطيسي وفحص المياه الجارية او اجراء فحص دم لتحديد جنس الجنين. ومن ثم تجري المرأة عملية اجهاض اذا ما اكتشفت ان جنس الجنين ليس هو ما ترغب فيه.