محاضرة حول كيفية تأهيل وترميم الأبنية التاريخية الحجرية

ضمن مبادرات شبكة آغا خان للتنمية في سورية

مبنى تتولى مؤسسة آغا خان للخدمات الثقافية ترميمه
TT

أقامت مؤسسة آغا خان للخدمات الثقافية بالتعاون مع جامعة دمشق كلية الهندسة المعمارية محاضرة حول ترميم الأبنية التاريخية الحجرية القاها توني ستيل، خبير الترميم في المؤسسة للخدمات الثقافية، والمشرف على مشروع ترميم ثلاثة بيوت قديمة في مدينة دمشق، ضمن مبادرات شبكة الأغا خان للتنمية في سورية.

وتحدث ستيل خلال المحاضرة عن المخاطر الضمنية التي تهدد عملية الترميم والتعامل مع الحجر، وضرورة العمل على تدريب فرق العمل، من مختصين وعمال، وخاصة أولئك الذين يتعاملون يوميا مع الحجر. كما أشار في محاضرته إلى أن الخطر الأكبر الذي يهدد عملية الترميم للمواقع والأبنية التاريخية الحجرية هو عدم معرفة العامل العادي لكيفية التعامل مع الحجر، لافتقاده المهارة والتدريب اللازمين للعمل في هذا المجال.

وأكد خبير الترميم ضرورة تحاشي الأساءة للقطع الأثرية التي هي بحاجة إلى ترميم من خلال تدريب الكوادر والفرق حول تدخلهم الأيجابي والأبتعاد عن الأساليب المسيئة كاستخدام وجائب إسمنتية ضخمة وكميات كبيرة من مواد الحقن والبوليستر، والأستبدال غير الضروري لمناطق متهالكة من القطعة وربط الحجارة ببعضها بطريقة اصطناعية عبر استخدام الأسمنت، وتوسيع الربط بين مداميكها، واستخدام صواريخ الجلخ وتبديل ربط الحجارة الأصلي وتغييره، مستعرضا عددا من الأمثلة عن أوابد أثرية في أنحاء العالم لحقها التشويه بسبب التدخل المسيء من قبل عمال الترميم.

وتجدر الأشارة إلى ان ستيل خبرة تزيد عن 20 عاما في مجال الترميم والحفاظ على المعالم التاريخية والحجر. وهو قد عمل على ترميم عدد كبير من الكاتدرائيات والمعالم التاريخية الفريدة في أماكن مختلفة من العالم. ورغم أنه ليس مهندسا معماريا أو أكاديميا، الأ أنه شارك بوضع رؤية مختلفة لأعمال الصيانة والحفاظ على الأبنية الحجرية القديمة، انطلاقا من خبرته المتميزة في مجال الحجر، وأدار العديد من الدراسات التدريبية المتخصصة في هذا المجال. كما نفذ دورات تدريبية لطلاب الدراسات العليا في هذا المجال في إنكلترا، وعمل كمحاضر زائر في معهد ICCROM في إيطاليا، لسنين عدة. وفي كلمة له على هامش المحاضرة ستيل على أهمية المواقع التي رآها وعمل بها في سورية ففقد ذكر ان «سورية تملك مجموعة هامة من أكثر المواقع والمباني التاريخية الحجرية تنوعا وجم الأ في المنطقة، التي يمتد عمرها لقرون عدة، وتعكس حضارات وثقافات متعاقبة. ومن هذا المنطلق فإن مؤسسات هامة مثل جامعة دمشق يمكن أن تلعب دورا هاما في مجال تدريب وتأهيل الفنيين والمختصين والأكاديميين المحليين من أجل الحفاظ على هذه المواقع الهامة في المستقبل». وقد شكلت المحاضرة كما اوضح «فرصة ممتازة لفتح باب الحوار والنقاش بين الطلاب ومدرسيهم بوجود الخبراء والفنيين، وتحفيز الأفكار المبدعة التي تسهم في أعمال الترميم والحفاظ على الأبنية الحجرية في المستقبل».

وقد حضر هذه المحاضرة التي استضافتها كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق عدد كبير من الطلاب والمهتمين بترميم البيوت القديمة، وعدد من المدرسين في كلية الهندسة المعمارية، والمتابعين والمهتمين بهذا الشأن في سورية.

الجدير بالذكر أن شبكة الأغا خان للتنمية تقوم حاليا من خلال مؤسسة الأغا خان للخدمات الثقافية، وصندوق الأغا خان للتنمية الأقتصادية، وبطلب سابق من الحكومة السورية على إعادة توظيف مجموعة من الأبنية الهامة التي تشكل نواة لمشاريع استثمارية ذات بعد تنموي، وهي مبنى السرايا الحكومي في حلب وثلاثة بيوت في مدينة دمشق القديمة وهي بيت السباعي وبيت نظام وبيت القوتلي، ضمن مشروع سياحي ثقافي يتبع لسلسلة فنادق سيرينا العالمية، وهي جزء من شبكة الأغا خان للتنمية وإحدى المؤسسات المصنفة عالميا كواحدة من أفضل خمسة فنادق في العالم صديقة للبيئة. وضمن هذا الأطار انتهت مؤسسة الأغا خان للخدمات الثقافية العام الماضي من أعمال التوثيق للمواقع المذكورة، وتم وضع مخططات تفصيلية توضح الوضع الحالي للبنية العمرانية للمكان، والمناطق التي تتطلب الترميم، أو إعادة التأهيل، أو الدعم. وقد بدأ فريق العمل من الخبراء العمل على ترميم المواقع والأجزاء الأكثر تضررا والمهددة ب الأنهيار تحضيرا للبدء بتنفيذ كامل خطوات العمل في المشروع الذي يتوقع أن ينجز مع نهاية عام 2013.

ومن المعروف ان مؤسسة الأغا خان للخدمات الثقافية هي إحدى وك الأت شبكة الأغا خان للتنمية، وهي تعمل على تنفيذ مبادرات ثقافية ترمي إلى إعادة إحياء تراث المجتمعات في العالم الأسلامي والأسهام في تنميتها الأجتماعية والأقتصادية، وإعادة ترميم عدد من المباني والمواقع التاريخية واستخدامها بطريقة يمكن أن تحفّز التنمية الأجتماعية والأقتصادية والثقافية. يتركز عمل المؤسسة حاليا في سورية في عدة مواقع في حلب ومصياف واللاذقية ولديها خطط مستقبلية للتوسع في بقية المحافظات.