حياة وثقافة وتاريخ الرحل تتجسد في معرض «المغرب الصحراوي»

أكثر من 650 قطعة وملصقات حائطية ومحتويات تفاعلية

نماذج للأفرشة الصحراوية («الشرق الأوسط»)
TT

يهدف معرض «محطة في المغرب الصحراوي»، الذي ينظم حاليا في العاصمة المغربية، إلى تسليط الضوء على بعض الجوانب الأساسية لثقافة «المغرب الصحراوي» والتعريف بها، ويقدم دعوة لاكتشاف الزخم الثري للتعابير الفنية في جنوب المغرب. يضم المعرض أكثر من 650 قطعة وملصقات حائطية ومحتويات تفاعلية ترسم مسالك منظمة حول التاريخ والحياة اليومية لرجال المغرب الصحراوي ونسائه.

يشكل المعرض، الذي تنظمه «وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الجنوبية»، فرصة لاستكشاف جزء من الحياة اليومية لسكان جنوب المغرب، لا سيما من خلال التعرف على مظاهر من حياة الرحل، والأزياء الصحراوية، والموسيقى والرقص، والصناعة التقليدية والتصاميم، وكذا بعض الكتب والمخطوطات التراثية؛ حيث تمت إعادة تأهيل «قصر آسا»، الذي يقع بين واحات الرحل وفضائه.

ينقل المعرض الزائر إلى قلب تاريخ المغرب الصحراوي من خلال اكتشافات أثرية، وعملات ومخطوطات؛ حيث تعتبر التحف الإثنوغرافية شواهد حية حول التناغم بين أنماط عيش الرحل والمستقرين في المغرب الصحراوي، كما تعتبر الأدوات الحجرية والأسلحة والأدوات الزراعية وأدوات الزينة والأواني الفخارية، التي يقدمها المعرض، بمثابة براهين ملموسة لاستقرار الإنسان في المغرب الصحراوي في فترة ما قبل التاريخ. ويقدم المعرض مستويين، في أحد الأجزاء، ليمكن الزائر من اكتشاف الحياة اليومية للنساء والرجال في المنطقة الصحراوية للمغرب، وتشمل جوانب من الحياة البدوية، فضلا عن جوانب من الفن والموسيقى والرقص والحرف والتصميم، وفي الجزء الثاني تقدَّم تحف تعكس تراث المباني الصحراوية.

وعن فكرة المعرض، قال أحمد جوماني، رئيس قسم الثقافة والتواصل بوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية: «إن فكرة المعرض المبدئية هي تقريب المعطيات الأساسية للتراث الثقافي والجغرافي للمغرب الصحراوي من جمهور العاصمة الرباط، وجمهور المدن غير الجنوبية عموما». ويضيف: «اخترنا عددا من العناصر التي اعتبرناها عناصر بالغة الدلالة في التراث الثقافي، منها، على سبيل المثال، مظاهر من حياة الرحل، باعتبار أن العلاقة بين الجمل والخيمة الصحراوية السوداء المتنقلة تعتبر عنصرا أساسيا حول هوية الأقاليم الصحراوية، ونشرح في الوقت نفسه ثقافة الرحل والمكونات الأساسية لنسج الخيمة بطريقة تبين التحولات الطارئة على العلاقة مع الجمل، ليس فقط على المستوى الرمزي، لكن على المستوى الاقتصادي أيضا».

ويقدم المعرض أيضا نماذج للزي الصحراوي.. ويوضح جوماني أن المرأة الصحراوية بارعة في فن ارتداء الثوب؛ حيث أصبح هذا الثوب الذي يطلق عليه اسم «الملحفة» مزيجا من الألوان والرسوم، كما عرفت الملحفة تطورا سريعا أدخلها اليوم إلى عالم الموضة الراقية، كما أن لباس الرجل الصحراوي، الذي يطلق عليه «الدراعة»، هو لباس تقليدي فضفاض يغلب عليه الاتساع، إضافة إلى السروال والحولي (العمامة) والنعال. وضم المعرض كذلك جناحا للموسيقى والرقص، يساعد الزائر على التعرف على الثقافة الموسيقية للمناطق الصحراوية، خاصة الآلات الموسيقية، وتهم بالأساس آلات «أردين» و«تيدينيت» و«الطبل»، وتعتبر رقصة الكدرة من بين أهم الرقصات التعبيرية بالمغرب الصحراوي.

ويضم المعرض غرفة للقراءة متاحة أمام الزوار، تضم مجموعة متنوعة من وثائق وكتب ومخطوطات للباحثين، وتشمل هذه المكتبة أكثر من 500 كتاب متاحة للراغبين في البحث المعمق في التراث الصحراوي.