«الغضا 32».. كرنفال عنيزة الذي يترقبه مليون زائر

الحاضرون رفعوا لافتات عملاقة تحمل اسم الملك.. وكتبوا عليها «اشتقنا لك»

الفعاليات الشعبية كانت حاضرة بقوة في مهرجان الغضا بنسخته الحالية
TT

على مقربة من عنيزة، في منطقة القصيم، يتوافد مئات الآلاف من الزوار، ناحية «مهرجان الغضا» الذي يتربع في منطقة الغضا، قرب مدينة عنيزة، وسط السعودية، ودشن بشكل رسمي يوم الخميس الماضي.

ووفقا لإحصائيات اللجنة المنظمة للمهرجان، فإن الحضور قارب 963.000 زائر خلال 5 أيام، وتستعد إدارة المهرجان للاحتفاء بالزائر رقم مليون.

«مهرجان الغضا» الذي تقام فعالياته في موقعين متجاورين، تصل مساحتهما إلى ما يقارب 100 ألف متر مربع، يضم هذا العام أكثر من 120 فعالية مختلفة، تستهدف كافة الشرائح العمرية من الجنسين، ويتزامن موعد هذا المهرجان، مع موسم إجازة منتصف العام الدراسي ويستفيد من الأجواء الربيعية التي تعيشها المنطقة.

ولعل أهم حدث شهده مهرجان الغضا، هو قيام حضور مهرجان «الغضا 32» بعنيزة برفع لافتات عملاقة حملت عبارة «اشتقنا لك» توسطها صورة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك طبقا لما أفادت به اللجنة المنظمة لفعاليات المهرجان، التي اعتبرت الحدث ساهم في تشكيل لوحة وطنية اعتبرت من أجمل مفاجآت المهرجان.

ووفقا لما ذكره أحمد العبد العالي، مدير العلاقات العامة بمهرجان «الغضا 32»، فإن هذا المهرجان، في نسخته الرابعة، يقدم هذا العام عددا من الفعاليات ميزته عن المواسم السابقة، مثل المضمار المقام في الموقع المخصص للعوائل بطول 1600 متر، ويتوزع على جنباته أركان تعرض فيها معروضات متنوعة، ما بين منتجات تهم الأسرة، ومعارض للحرفيين الشعبيين، تعرض فيها الأدوات التراثية، إلى جانب أجنحة للكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية.

هذا العام، تميز المهرجان بإنشاء قرية تراثية على مساحة 3 آلاف متر مربع، أطلق عليها اسم «قرية الجناح»، وهو الاسم القديم لمحافظة عنيزة. وقام على تنفيذ القرية الحرفي إبراهيم الحمدان، لتكون معلما ضمن معالم عنيزة الأخرى، ببناء حديث يحيي تراث المنطقة الأصيل، ويأتي على طراز أسواق عنيزة الشعبية المعروفة.

وتشهد قرية الجناح 12 فعالية تتنوع ما بين المزرعة التقليدية القديمة، والملحمة القديمة، وحظيرة تراثية للحيوانات، والمحلات القديمة، إضافة إلى السواني، وهي الوسيلة التقليدية لاستخراج المياه من الآبار، إلى جانب معروضات للسيارات القديمة.

المهرجان الذي انطلق رسميا يوم الخميس الماضي، ضم جزءا نسائيا، فيه خيمة كاملة تضم مسرح ومسابقات وجوائز وفعاليات نسائية متنوعة، في منطقة مستقلة بالنساء. وإلى جانب المطاعم والاستراحات، يوفر المهرجان موقعا للضيافة.

هذا العام وبشكل مختلف عن الأعوام الماضية، كان الدخول يستلزم إصدار تذاكر مقابل مبالغ نقدية، وكان أحمد العبد العالي، قد أوضح تخوف إدارة المهرجان في بداية الأمر من تأثير هذا الأمر على ارتياد المهرجان، إلا أنه أشار إلى أن الواقع نقض التخوفات، ويستدل العبد العالي على هذا الأمر «بأن عنيزة وصلت للمسار الصحيح في السياحة وصناعة السياحة».

لم تقيد الفعاليات الزوار بأي شيء مطلقا، حيث استهدفت جميع الفئات العمرية دون استثناء، حيث تضمن المهرجان وجود فرقة شعبية كاملة للأطفال.

كما يشهد المهرجان، إقامة الفعاليات الشبابية التي تحتوي على مسابقات سيارات «الهايلوكس»، التي شهدت في يوم الافتتاح حضورا جماهيريا مميزا، ألهب الأجواء بشكل لافت، وفي ظل هذه الأجواء اشتد التنافس بين المشاركين في مسابقات التحدي للسيارات، حيث شهدت ساحة التحدي ندية وحماسا أضاف رونقا للتحديات بين المشاركين.

وإلى جانب هذه الفعاليات، يشهد مخيم الشباب فعاليات أخرى، كترميم السيارات القديمة، ومسابقة الطيران، ومسابقات برية متنوعة، ومسابقة البحث عن الكنز، ومسابقات أخرى، تبلغ 55 فعالية تستهدف الشباب.

ومن ضمن استعدادات المهرجان، جاء الموقع مجهزا بكافة الخدمات والمرافق اللازمة، كان أبرزها القطاع الصحي، حيث تواجد مستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة، للمشاركة في مهرجان «الغضا 32»، ضمن مشاركة تتضمن إقامة مركزين، أولهما مقر إسعافي دائم في مقر المهرجان، حيث يقدم الكثير من الخدمات لزوار ومرتادي متنزهات الغضا من خدمات إسعافية وعلاجية، إضافة إلى برامج وعروض مرئية توعوية تشمل أفلاما وثائقية عن عدد من الأمراض الشائعة وأمراض الشتاء والإسعافات الأولية، يصاحبها شرح مفصل من فريق العمل في المركز الذي يضم مسؤول توعية صحية وممرضا وسائق إسعاف إضافة إلى مشرف على المركز.

كما تتضمن مشاركة مستشفى الملك سعود، تنظيم برنامج الفحص المبكر للسكري والضغط، إلى جانب تنفيذ برنامج الإسعاف الجوال وهو أحد البرامج التي تميز بها المركز الإسعافي الأعوام السابقة الذي يشتمل على زيارة عدد من المخيمات في متنزهات الغضا وتقديم الخدمات العلاجية والإسعافية والبرامج التوعوية إضافة إلى توزيع نشرات وإصدارات توعوية.

الجدير بالذكر، أن فعاليات المهرجان تستمر طيلة فترة إجازة منتصف العام، وتشهد إقبالا مميزا هذا العام، حيث يرتادها الكثير من سكان عنيزة ومنطقة القصيم، إلى جانب عدد من الزوار من مناطق مختلفة، كان بعضهم قادما من خارج السعودية، حيث شهد المهرجان وجود زائرين من دولة الكويت.