فنانة فلسطينية تحقق حلمها بالغناء في الوطن

بعد 10 سنوات من الغناء له في المهجر

TT

حققت الفنانة الفلسطينية ميس شلش، المعروفة بأغانيها الوطنية وأناشيدها الدينية، حلمها بالغناء في وطنها بعد 10 سنوات من الغناء له في المهجر، وأحيت مساء أول من أمس، الأحد، أمسية فنية في رام الله حسب تقرير بثته وكالة «رويترز»، أمس.

وذكرت الوكالة أن ميس، التي كانت ترتدي الثوب الفلسطيني المطرز وحجابا، بدأت أمسيتها الفنية التي امتدت ساعتين بالغناء للانتفاضة الفلسطينية: «أنا صوت الانتفاضة وما يعلى على صوتي صوت.. أنا وصية شهيد على تراب الوطن عشق الموت.. أنا اللى صوتي رفض كل صمت وسكوت».

وعادت ميس، التي يلقبها البعض بـ«صوت الحرية»، وهي فلسطينية مولودة في الكويت، بجمهورها الذي قالت إنها كثيرا ما حلمت أن تغني أمامه، إلى الكثير من الأغاني الوطنية، متذكرة الكثير من القادة الفلسطينيين من جميع الأحزاب والحركات الوطنية والإسلامية، فغنت للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والقائد الراحل خليل الوزير، وأحمد ياسين مؤسس حركة حماس، وعبد العزيز الرنتيسي، وجورج حبش الأمين السابق للجبهة الشعبية، وأبو علي مصطفى الذي خلفه واغتالته إسرائيل بعد ذلك.

وتفاعل الجمهور الذي كان يطالب ميس بأن تغني أغاني بعينها منها «جن جنوني يا جنين» التي تروي قصة المعركة التي خاضها رجال المقاومة الفلسطينية في عام 2002 ضد الجيش الإسرائيلي خلال محاولته اقتحام مخيم جنين.

وأصدرت ميس (22 عاما) أول ألبوم لها عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها «صوت الحرية» ساعدها في ذلك والدها الشاعر سعود شلش لتنطلق بعد ذلك إلى إحياء الكثير من الحفلات في الدول العربية والأجنبية محافظة على نمط واحد من الغناء متمثلا في الغناء للوطن، بالإضافة إلى الأناشيد الدينية.

وقالت ميس لـ«رويترز»، أمس، بعد الحفل الذي نظمه اتحاد الفنانين الفلسطينيين: «شعوري اليوم لا يوصف بعد أن تحقق حلمي في الغناء هنا في بلدي الذي كثيرا ما غنيت له وأنا سعيدة جدا بوجودي هنا لإحياء عدد من الحفلات.. لقد غنيت في طولكرم ورام الله وسأغني في نابلس قبل أن أختتم زيارتي الأولى لبلدي».

وأضافت: «سأواصل السير في هذا الطريق الذي اخترته في الغناء للوطن، إضافة إلى الأناشيد الدينية، ولن أنتقل إلى أي مجال آخر من الغناء، ولا يمكن أن أفعل ذلك بعد 10 سنوات قد يتغير اللحن ولكن الكلمات لا تتغير».

وأوضحت ميس أنها تربت في بيئة وطنية متدينة عملت على استخدام موهبتها التي برزت مبكرا لخدمة قضيتها الوطنية فتناولت جميع قضايا شعبها، وهي لا تخشى أن يفقد هذا النوع من الغناء جمهوره.

وقال الشاعر ربحي محمود، أمين عام اتحاد الفنانين، الذي نجح بالتعاون مع عدد من المؤسسات الفلسطينية الرسمية في الحصول على تصريح للفنانة بالدخول إلى الأراضي الفلسطينية، في كلمة له في بداية الحفل: «نقدم لكم الفنانة المبدعة ميس شلش التي تحققت أمنيتها بأن تكون موجودة هنا بينكم على هذه الأرض التي عليها ما يستحق الحياة لتقدم لكم الفن الوطني الملتزم والرسالة الإنسانية».

وقدمت ميس الكثير من الأغاني منها «من جوا (داخل) الزنانة سمعتك يا أمي تنادي»، و«أيار يا شهر العار»، و«اطلع من حارة لحارة وعلمهم ضرب الحجارة». وقال محمد حمارشة، في الخمسينات من العمر، الذي شارك الشبان في حلقة دبكة أمام الجمهور على وقع غناء ميس: «هذه (ميس) بنت الوطن، وما دامت أرضنا محتلة إحنا (نحن) في أمس الحاجة لنسمع هذه الأغاني.. أما آن الأوان لهذه الطيور المهاجرة أن تعود إلى الوطن؟».