انقسامات ومراوحات في أوساط الفنانين المصريين بسبب مظاهرات الشباب

يسرا وزينة ومي كساب يؤيدن مبارك.. وعمر الشريف وخالد يوسف وشريهان يطالبون برحيله فورا

TT

انعكست تداعيات الأزمة التي تعيشها مصر بسبب مظاهرات الشباب، ومطالبتهم بتغير النظام الحاكم، على جماعة الفنانين المصريين، ما بين مؤيد ومعارض، فمنهم من يدعم بقاء الرئيس المصري، معللا موقفه بضرورة استكمال فترته الرئاسية، ومنهم من طالب بتنحيه عن الحكم فورا ومن دون أي تأخير. على رأس المعسكر الرافض يأتي الفنان المصري العالمي عمر الشريف، فكان من أشد المؤيدين لحركة المتظاهرين في ميدان التحرير منذ بدايتها في 25 يناير (كانون الثاني) المنقضي مطالبا بتنحي الرئيس مبارك عن الحكم، كما اتفق معه في الرأي المخرج خالد يوسف الذي قاد الكثير من المظاهرات تنديدا بالنظام وطالب بإسقاطه، مؤكدا ضرورة رحيل الرئيس محمد حسني مبارك من الحكم، مبررا ذلك بقوله إن: «الحكم مش بالعافية»، على حد قوله، ووصل الأمر إلى أنه قطع علاقته بالفنانة غادة عبد الرازق وهي الصديقة المقربة له بعد أن طالبته مؤخرا في مكالمة هاتفية بتهدئة الشارع المصري، وعدم إشعال الفتنه بين الشباب الموجودين في ميدان التحرير، إلا أن خالد رفض وشب بينهما جدال كبير انتهى بخلاف حاد بعد أن تمسك خالد برفضه.

وعبر «الشرق الأوسط» جدد خالد يوسف موقفه قائلا: «أقول للمعتصمين في ميدان التحرير اصمدوا، وأطالبهم بالبقاء لحين تنفيذ كل مطالبنا، وبخاصة أهم مطلب، وهو تنحي الرئيس حسني مبارك». وعلى الأرضية نفسها كان موقف الفنان خالد الصاوي والفنانة سهير المرشدي اللذين شاركا الشباب في مظاهراتهم.

أما الفنانة يسرا فقد خالفته الرأي، حيث أكدت أنها من مؤيدي مبارك، وقالت إن استمرار مبارك في الحكم هو ضمان السلامة الوحيد لأمن الشارع المصري الذي افتقر إليه الشعب المصري في الفترة الماضية، وأضافت: «عايزين إيه؟! هو مش هيرشح نفسه تاني للحكم وهذا أكبر دليل على التنحي». واتفقت معها في الرأي المطربة مي كساب، حيث قالت لـ«الشرق الأوسط»: «أنا غير معترفة بأن سبب التغيير فقط هم شباب (الفيس بوك)، بل أطالب الجهة المعنية بغلق (الفيس بوك) الذي جلب الخراب والدمار لبلدي».. وطالبت كساب الشباب المحتجين بالعودة إلى بيوتهم، و«كفاية خراب للبلد»، وأعلنت صراحة تأييدها الرئيس حسني مبارك. كما اتفقت معها الفنانة زينة التي قادت أولى الحملات التأييدية لمبارك من أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، قائلة: «إننا يجب أن نبتعد عن مصالحنا الشخصية وننظر إلى مصلحة البلد، وكفاية تصفية حسابات»، وأكدت زينة لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مع الرئيس مبارك قلبا وقالبا، وأرفض أي أحد يسيء إليه، فهو بمثابة أب لكل المصريين، ولا يصح أن يُشتم الأب أو يتطاول عليه مهما بلغت أخطاؤه.. فهذا عيب».. وضم معسكر المؤيدين لمبارك كلا من: أشرف زكي نقيب الفنانين، وماجدة زكي، ومحمد هنيدي، وشريف منير، وقاد الأخيران مظاهرات مؤيدة لمبارك في ميدان مصطفى محمود في منطقة المهندسين بالجيزة.

أما الفنان فتحي عبد الوهاب فقال لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من مرضي، حيث قمت مؤخرا بإجراء عملية جراحية والأطباء طالبوني بالراحة خشية التعرض للمضاعفات، فإنني كنت من أوائل المتظاهرين في ميدان التحرير، ووقعت على بيان في نقابه المهن التمثيلية مطالبا بإسقاط النظام، وأنا أتحدث كفرد من ضمن أفراد الشعب لا كفنان، وما زلت أصر على إسقاط النظام». أما الفنان أحمد عيد الذي أكد لنا أنه يرفض مقولة إن المصريين قلدوا الشعب التونسي، مؤكدا أن الثورة تخلق ثوره أخرى في أي مكان.

وعلى جانب آخر التزم الكثير من الفنانين الصمت، وذلك لأسباب شخصية وحسابات سابقة مع النظام، وعلى رأسهم الفنانة ليلى علوي، ومحمد منير، الذي اكتفى بتقديم أغنيه بعنوان «إزاي»، على عكس مطرب المناسبات، كما يطلق عليه، المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم، الذي يسابق الزمن لتسجيل أغنيه في أي حدث أو أي أزمة سواء كانت مصرية أو غير مصرية، ونهج ذات النهج الفنان هاني شاكر والفنان محمد حماقي الذي اكتفى، في وقت سابق، بالغناء لعمر الشريف وحسن شحاتة لكسب ودهما، وأيضا المطربة أنغام التي سبق وهاجمت النظام من قبل، وكذلك نجوم الصف الأول في الأعمال الفنية المصرية مثل: غادة عادل، وكريم عبد العزيز، وأحمد عز، ومصطفى شعبان.

وأعادت الأزمة الكثير من الفنانين الذين ابتعدوا عن الأضواء، ومنهم الفنانة شريهان التي طالبت الرئيس مبارك وسط الشباب المحتجين في ميدان التحرير بالتنحي الفوري عن الحكم، ودعت إلى فترة انتقالية يترأسها عمر سليمان، ووجهت إليه خطابا مطالبة إياه بالاستماع إلى صوت شعبه، وترك الشعب يمارس حريته في اختيار حاكمه، كذلك فعلت الفنانة تيسير فهمي التي شاركت الشباب غضبهم، ووجهت نقدا قاسيا إلى النظام، وطالبت مبارك بالرحيل فورا.

أما الفنانة المعتزلة شادية، فقد قامت بعمل مداخلة تليفونية في أحد البرامج المصرية، على الرغم من غيابها عن الظهور الإعلامي أو الإدلاء بأي تصريحات منذ أن أعلنت اعتزالها الفن، مؤكدة أنها مذهولة مما يحدث، وأضافت: «مش ولاد مصر اللي يعملوا كده.. فمصر اسمها مذكور في القرآن الكريم لأنها بلد الأمن والأمان ولازم نحافظ عليها»، ووجهت نداء إلى شباب ميدان التحرير المؤيدين والمعارضين قائلة: «إنتوا مصريين واللي بتعملوه ده حاجة تقطّع القلب.. إزاي تهونوا على بعض كده؟!.. إزاي تقتلوا بعض؟! اللي واقف في الناحية الثانية ده أخوك وقريبك، والعالم كله يتفرج عليكم.. أرجوكم كفاية كده حبوا واعشقوا مصر».

وأنهت حديثها قائلة: «أنا مش مصدقة اللي بيحصل على أرض بلدي مصر.. وأنا بادعي وباقرأ القرآن ليل ونهار عشان تنتهي الأزمة على خير». أما الفنانة فاتن حمامة فقد طالبت جميع المتظاهرين في ميدان التحرير بالعودة إلى منازلهم، لتجنب تشويه نجاح ما قاموا به من مظاهرات ضد النظام، وعبرت الفنانة فاتن حمامة عن مدى حزنها على ما يحدث وقالت: «ارحموا الرئيس المصري محمد حسني مبارك، خاصة بعد أن أعلن في خطابه أنه ينوي الرحيل وعدم الترشح للرئاسة».